الشيوعية بين الأمس واليوم في السعودية

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 12:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

بادئ ذي بدء صديقي القارئ الكريم والعزيز أوكد أنني لن أذكر أمورا كثيرا تتعلق باليسار والشيوعية في السعودية تأريخا وحاضرا وليس خوفا من الاعتقال ! فلست مهتما أبدا بمسألة الاعتقال فقد سبق اعتقالي مرات وتم سجني أيضا وفق أحكام الشريعة السمحاء وجلدي أيضا ألف جلدة فقد مررت بتجارب اعتقال وتعذيب في مرحلة شبابي المبكر ولم أعد ألتفت لمسألة الإعتقال بذات القدر في الماضي ! بل على النقيض من ذلك الاعتقال سيوفر لي سكنا ومأكلا ومشربا مجانيا يكفيني عناء مشقة توفيره ، الحقيقة ليس كل ما يعرف يقال لعلل كثير تختلف من باحث لآخر تبعا لظروفه ومحل إقامته ، بالنسبة لي ما أخشى هو أن تنقطع عني إعانة وزارة الشؤون الاجتماعية مع قلتها ! فإعانة المعاق الشهرية والتي أصرفها من وزارة الشؤون الاجتماعية وتحديدا من مكتب الضمان الاجتماعي هي مصدر دخلي الوحيد والتي بواسطتها أدفع إيجار الغرفة حيث أسكن وبها أتسوق مؤنة ضرورية للعيش كل شهر فإنقطاعها يعني ببساطة القضاء علي ! لذا فإن كثيرا من الموضوعات والأبحاث لا يمكن لي أن ذكر كل وقائعها التأريخية بشواهدها وأدلتها ! وإلا دخلت عش الدبابير وحينها لن يكون تتابع لسعاتها وحده هو العقاب ! لكن من يريد التفاصيل فيمكنه بسهولة الرجوع للأنترنت وسيجد وبسهولة بغيته ! لكن عليه أن يتعمق بحثا وتنقيبا ودراسة ومن مصادر ومراجع قد تكون متناقضة ! لكنه سيتوصل للحقيقة المجردة بعد برهة ومقارنة وجمع وطرح كما يقال ، الشيوعية في السعودية كان لها تأريخ وحضور امتد عقود من مطلع الخمسينات من القرن الماضي حتى غرة تسعيناته عندما أعلن الحزب الشيوعي في السعودية حل نفسه بعد صفقة بين الجهات العليا في مجتمعي وقادة الحزب ، كانت الصفقة تنص على إطلاق سراح بقية معتقلي الحزب وتسوية أوضاعهم والسماح لأعضائه المهجرين والمنفيين بالعودة دون التعرض لهم وفعلا تمت الصفقة وألتزم الطرفان ببنودها ، كوادر الحزب وقادته عادوا وأطلق سراح معتقليه وتم حل الحزب منذ ذاك الوقت ، وهاك صديقي القارئ الكريم والعزيز أسطر قليلة توجز الكلام في تأريخ الحركة الشيوعية في السعودية ، في عام 1952 تأسست لجنة العمال النقابية وكان لها حضور ونشاط بين عمال شركة النفط العملاقة وكانت حينها جل أسهمها لشركات أميركية ، اللجنة تشكلت من أجل مطالب للعمال وانتزاع لحقوقهم ورفع التمييز بين العمال الوطنيين - والدي رحمه الله كان عاملا بها لعقود وقد حكى لي رغم صغر سني أنذاك عن قصة عمله في الشركة - فقد كان العمال الغربيون يقبضون رواتب أضعاف رواتب العمالة الوطنية رغم أن جهد العمال الوطنيين أكثر بكثير من جهد وعمل أقرانهم الغربيين ! المهم قام العمال الشيوعيون وغيرهم بأول إضراب اشترك فيه وهاء 20 ألف عامل ! وبطريقة أو أخرى تم معالجة الأمر !! وفي عام 1958 تأسست منظمة التحرير الوطني وكان نهجها يساريا ديمقراطيا صرفا وكانت لها مطالب سياسية دستورية معروفة ، كما أنها تبت أول مطالبة بالعلن بإعلان الرق والعبودية والذي كانت أسواقه رائجة أنذاك - لقد نال الشيوعيون احترامي الشخصي لهم بهذه والتي لم يسبقهم بها أحد من العرب قاطبة - المهم في عام 1961 ظهرت منظمة " الشيوعيون السعوديون " وأغلب أعضائها من عمال شركة أرامكو، وفي عام 1975 تم تأسيس الحزب الشيوعي السعودي وهذا واجه اضطهادا ومطاردة وتنكيلا من السلطة بشكل لا يوصف رغم أنه تأسس بالسر ، كانت له منظمة تعنى بالشباب اسمها اتحاد الشباب الديمقراطي في السعودية وكانت له علاقاته مع كل شيوعيي العالم خاصة الشيوعيين العرب ، وكما قلت آنفا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وبروز التيارات الإسلامية بقوة في المجتمع وتصاعد نفوذ الإسلاميين وتشدد السلفيين في المجتمع من المشائخ الرسميين ومع كثرة الاعتقالات وحمالات الاضطهاد والتنكيل والنفي عقد قادة الحزب الصفقة مع الملك السابق ووزير الداخلية السابق وبموجب الصفقة تم حل الحزب الشيوعي رسميا في السودية وتوقفت نشراته ومطبوعاته ومجلته للأبد لكن !! هل فعلا تلاشت الحركة الشيوعية للأبد والحراك اليساري في السعودية ؟!!

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات