|
حوار مع.... ام سنجارية فقدت خمس من فتياتها
سناء طباني
الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 11:54
المحور:
مقابلات و حوارات
حوار مع.... ام سنجارية فقدت خمس من فتياتها سناء طباني
قرب سفح جبل وعلى مقربة من شارع عام تسمع انين ام سنجارية تناجي فتياتها المفقودات، تبكيهم ليلا وتخفي دموعها نهارا خشية ان تُسمع الاب العاجز صوت انينها ،وليس فقدانهم فقط سبب حزنها فالفقر والمرض والتشرد بالاضافة لانعدام اي مؤشر لحياة كريمة وطبيعة هي اسباب اخرى تضاف لاسباب حزنها. لم يكن هذا واقع حال هذه الام قبل احداث 3-8-2014 ولكن دخول عصابات داعش الاجرامية الى قضاء سنجار واختطاف النساء و الاطفال وقتل من لم يتمكن من الفرار جعل واقع حالهم بهذا القدر من السوء . _البكاء كان بداية لحديث تلك الام وهي تعيد سرد ما جرى مع اسرتها يوم 4-8-2014والاحداث التي ادت لاختطاف ابنتها الصغرى ذات التسع سنين والكبرى التي بلغت السادسة والعشرين والثلاث الاخريات ايضا ،وبسبب سوء الحالة الاقتصادية للاسرة وعدم وجود سيارة لنقلهن ان اقتضى الامر ،وكذلك سوء الحالة الصحية للاب كونه يعاني من حالة شلل نصفي قررت الاسرة ارسالهن لدور احد الاقرباء مع الاخ البالغ( 14) عاما ،لتوفير حماية قد تعجز الاسرة عن توفيرها لهن ان داهمتهم عصابات داعش، ليلاحقهم سوء الحظ الى هناك فقد اقتحمت تلك العصابات منزل الاقرباء وقامت بذبح تسع من رجالهم وخطف نساءهم واطفالهم ونهب جميع ممتلكاتهم وليكون مصير فتيات تلك الام كمصير نساء واطفال اقرباءهم......
_فتيات وقاصرات بيد داعش.. كيف يكون احساس تلك الام عند التفكير بذلك؟ هل يوجد ألم اكبر من ذلك ؟وهل يغمض جفّن لاي ام تعيش هذه الاحداث !!؟؟(والحديث للام ) ان التفكير بذلك يجعلني اخرج ليلا من الخيمة لاي مكان يبعدني عن الاخرين لابكي فتياتي واحدث نفسي عن مصيرهن هل القتل ؟ام التعذيب ؟ام الاغتصاب هو حالهن ؟؟. امور كثيرة تحدثني بها نفسي وارفض تصديقها ولكن اعلم انها ليست ببعيدة عن اعمال هؤلاء القتلة، ليضيف لعذابي انين تلك الصغيرة الذي لا يفارق سمعي ليحرمني النوم ليلا ...... _ وعن امكانية التواصل مع الفتيات وهن بيد داعش اجابت الام :_ _لقد كان القدر رحيما معي قبل يومين ليسمعني صوت احداهن فقد اتصلت ابنتي من جهازها النقال لتطمئنني عنها وعن شقيقة اخرى لها اما الاخريات فلا نعلم شيئا عن مصيرهن!! ،ولتخبرنا عن تغيير اماكن تواجدهن بصورة مستمرة وانهم يجبرن على اعتناق الاسلام والا تعرضن للسوء من قبل عناصر داعش ليؤدي هذا الامر لانتحار احدى المختطفات في الايام الاولى هناك ،اما الان فإنهن يتمتعن بحسن المعاملة ولا يتم مضايقتهن او الاعتداء عليهن من قبل داعش ،هذا ما اخبرت به الفتاة امها ليكون الشك بصدق حديثها هو احساس تلك الام فهي تعلم بان الفتاة تخفي الكثير من الامور عنها ،ولتعيد الام حديث ابنتها امام الاب المريض لتخفف جزء من معاناته وألمه.
_وعن توقعها باحتمال عودتهم في يوما ما؟؟؟ اجابت تلك الام :- _ نعم وكيف لي ان افقد الامل بعودتهن فأنا انتظر ذلك منذ اليوم الاول لاختطافهن واحدث نفسي عن اي فرصة للنجاة او الهرب وربما يتم اخلاء سبيلهن ،لن افقد الامل بذلك ما دمت على قيد الحياة. _الاسرة ألم تسعى لاخلاء سبيلهن؟؟ _ان محاولات عدة قامت بها الاسرة لتخليص الفتيات من قبضة داعش ،ولكن نعلم انها محاولات عقيمة ولن تؤدي لاي نتيجة ،فمن لا يملك المال لشراء خبزه اليومي كيف يدفع فدية لخمس مختطفات؟؟
_ قد تعود الفتاة يوما ...ولكن ان عادت وهي مغتصبة هل تتمنى الام عودتها؟؟؟ _ نعم اتمنى ذلك وان كانت مغتصبة فلا ذنب لها بذلك وليست القضية لفتاة سلكت سلوكا غير مقبول اجتماعيا بل هي مشكلة عامة لالف عدة من النساء الايزيديات في سنجار خطفن وربما اغتصبن من قبل رجال داعش او تم بيعهن لاخرين من الرجال لاجل استغلالهن جنسيا وهذه جريمة كبرى بحق النساء الايزيديات اقدم عليها هذا التنظيم المتطرف ويجب ان يتقبل الجميع الامر ليخفف ذلك من مصابهن.
_ هل سيتقبلهن المجتمع كزوجات وامهات ؟ام سيطبق مفهوم غسل العار لمن فقدت عذريتها؟
_وهل من العدل ان تعاقب من كانت هي الضحية؟؟ الجميع يعلم ما حدث للنساء الايزيديات في سنجار وان الفتاة السنجارية كانت الضحية الاولى لفرمان 3-8-2014 فهل من العدل ان تعاقب مرتين الاولى بالخطف والاغتصاب والثانية بالعزل عن المجتمع او غسل العار؟ يجب علينا جميعا ان نعيد اليهن الثقة بالنفس ولتكون حجر اساس لاعادتهن للمجتمع ومساعدتهن لبدء حياة اسرية جديدة . . _لماذا الايزيديات فقط من تعرضن للسبي والخطف والاغتصاب؟ ان التعصب الديني واستصغار الاخرين من ابناء الاقليات هو سبب لما حدث لابناء سنجار فنحن ابناء ديانة قديمة قدم التاريخ ومن حقنا البقاء على دين اباءنا واجدادنا وليس من حق الاخرين فرض تغييره بالقتل والعنف اوالاغتصاب ، ابناء الديانة الايزيدية لا مدافع لهم ولا نصير والا لماذا تباع نساءنا في اسواق النخاسة باسعار بخسة ولا يوجد من ترمش له عين!؟
_ الى من توصلين صرختك لينقذ الفتيات الايزيديات من ايدي داعش؟؟ الى كل من يملك ضميرا ورحمة وانسانية ،والى من يملك نخوة واصالة وروح شرقية ،نناشدهم جميعا باعادة فتياتنا المختطفات الذين لم يكونوا يوما طرفا في حرب ، نناشد المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية وجمعيات حقوق الانسان لاعادة فتياتنا المختطفات لاسرهن .
_هل من مستقبل للايزيدية بعد الان في العراق؟
بعد الاحداث الاخيرة في سنجار لا اعتقد ان يكون لنا مكان مرة اخرى في العراق ،ما حدث في سنجار جعل العودة مستحيلة والحياة كذلك ،ولم نعد نثق باي جهة لحمايتنا فقط الحماية الدولية للاقليات او الهجرة خارج العراق . الخاتمة :- متى كانت النساء اداة في الحرب ؟ومتى اغتصبت الامهات بدون ذنب؟ هل من الشيمة العربية السبي والقتل والضرب ؟ام ان قتل الايزيدية اصبح السبيل للتقرب من الرب؟
#سناء_طباني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع.... نازحين من سنجار
-
ام وطفلها .......لمصير مجهول
-
امراة...... في زمن صعب
-
حواء .... بين الادب والسياسة
-
حوار مع المناضل الشيوعي ابو عمشة....الاسرة ... والسياسي
-
الادب النسائي الايزيدي
-
امرأة ..... من طراز خاص
-
امي ... اقدم لك اعتذاري
-
حوار مع .....ام عزباء
-
من يدفع ثمن الحروب ....... الاخوة المشرفين ارسلت الموضوع من
...
-
فتاة عذراء ... وقطعة قماش بيضاء
-
طفلي بالتبني ... هكذا تقول امي
-
ما بين الليل والفجر
-
ام لا تملك ثمن رغيف خبز لااطفالها
-
حوار مع فتيات شرقيات يعشن في المجتمع الغربي
-
امهات بلا اطفال
-
حوار مع ثلاث ناجيات من الانتحار
-
عصفور في قفص
-
امي لا تتركيني بيد الغرباء
-
لا احد يشعر بهن
المزيد.....
-
سقطت بعد ثوانِ من إقلاعها.. شاهد الفوضى بعد تحطم طائرة في في
...
-
تحليل بيانات يكشف ما فعله قائد طائرة الركاب -قبل ثانية- من ا
...
-
مدى الالتزام بتوجيه ولي العهد السعودي في المدارس بلبس الزي ا
...
-
السعودية.. فيديو احراق سيارة متوقفة بالطريق والداخلية ترد
-
-ديب سيك-: أسرار وراء روبوت الدردشة الصيني الجديد، فما هي؟
-
شرطة لوس أنجلوس تنقذ مسنة عمرها 100 عام من حريق في دار المسن
...
-
في دولة عربية.. أول عملية عسكرية للجيش الأمريكي ضد -داعش- في
...
-
صخب ترامب مؤشر على الحالة الأميركية
-
زوجة الضيف للجزيرة نت: لم يتنكر كما كان يشيع الاحتلال ولم يغ
...
-
قبل موتهم جميعا.. كشف آخر ما فعله مسافران قبل اصطدام طائرة ا
...
المزيد.....
-
تساؤلات فلسفية حول عام 2024
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
المزيد.....
|