إرهاب الدولة وإرهاب المنظمات

حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 03:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

تبلورمفهوم الإرهاب بعد الثورة الفرنسية بثلاث سنوات, وقد شاب الثورة في بدايتها ديكتاتورية قامت بتصفية اعدائها لإرهاب كل من يفكر بالتصدي لها, واقدم روبسبير وهو اول مندوب لباريس للمؤتمر القومي باعدام ستة عشر ألفا بالمقصلة, وفيما بعد اعدم روبسبير مع مائة من انصاره على نفس المقصلة.
إرهاب الدولة:- تلجأ الدول إلى الإرهاب عندما تصبح سياستها في حالة عجز, ويعتبر إرهاب الدولة أعلى اشكال الإرهاب, والأكثرتناقضا مع مبادىء القانون الدولي, والولايات المتحدة الأمريكية هي زعيمة الإرهاب الدولي, فقد ابادت 27 مليون من الهنود الحمر اصحاب الأرض الأصليين, وقد هدم جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية ثماني وعشرون مدينة من مدنهم, وفي بداية القرن التاسع عشر كانت مرتعا للإرهاب, ومارست منظمة كوكلاكس كلان الإرهابية التي انشأها المزارعون الجنوبيون عام 1856 ضد الحقوق المدنية للزنوج حيث كانوا يقومون بشنقهم على الأشجار, وفي عام 1833 غزت امريكا نيكاراغوا وعام 1855 غزت القوات الأمريكية الأرغواي وعام 1873 غزت كولومبيا, ومارست إرهابها في الحرب العالمية الثانية ضد اليابان, وفيما بعد حربها على فيتنام في اوائل العقد السادس من القرن العشرين, واعتدائاتها على الجماهيرية الليبية, وقصفها لمصنع الأدوية في السودان عام 1998, وغزت غرينادا عام 1963, وقامت باعمال عدوانية على لاوس عام 1964 وعندما اختطفت الباخرة الايطالية أكيلي لاورو من قبل مجموعات فلسطينية في اكتوبر عام 1985 استنفرت امريكا قواتها الجوية وقام سلاحها الجوي باختطاف الطائرة المصرية التي تحمل المختطفين الأربعة, ورافقت القرصنة الجوية حشودات بحرية وجوية امريكية في شرق المتوسط, وغزت افغانستان بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 واحتلت العراق عام 2003.
مع بداية الهجرة اليهودية إلى فلسطين نقل المهاجرون اليهود الأفكار ومفاهيم الإرهاب ليمارسوها على الفلسطينيين, وقد قام الصهاينة بمئات العمليات الإرهابية ضد الفلسطينيين العزل على مدار سبعين عاما, وخلال السنوات السبع الأخيرة قام الاحتلال الصهيوني بثلاث حروب على قطاع غزة, وفي عام 1985 قصف الصهاينة مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس, واغتالت العشرات من القادة الفلسطينيين في فلسطين واوروبا.
إرهاب المنظمات:- تمارس بعض المنظمات عمليات عنف ضد مؤسسات الدولة التي تعتبرها مسؤولة عن حرمانها من تقرير مصيرها, ولا يوجد اتجاه فكري يربط هذه المنظمات, وتتفاوت اتجاهاتها الأيديولوجية بين اليمين واليسار.
حركة ايتا في اسبانيا:- هي منظمة تطالب بانفصال الباسك عن اسبانيا وفرنسا لإقامة دولة قومية مستقلة.
المنظمات الكورسيكية:- المطالبة بالانفصال عن فرنسا, وهناك الجيش الايرلندي وجيش التحرير الوطني الايرلندي يناضلان من اجل استقلال ايرلندا الشمالية عن بريطانيا مع توحيد شطري ايرلندا, وقاموا بمحاولة اغتيال رئيسة وزراء بريطانيا الأسبق مارغريت تاتشر, وهناك قوات تحرير بورتوريكو التي تطالب باستقلال بورتوريكو عن الولايا ت المتحدة الأمريكية, وهناك المنظمات السيخية المتطرفة في الهند, وجماعة ابو سياف في الفلبين.
منظمات يمينية فاشية:- تعمل هذه المنظمات العنصرية ضد الأجانب وضد القيادات السياسية, وتتحول هذه المنظمات لتكون وجه إرهاب الدولة الرسمي كما هو الحال في الكيان الصهيوني, وهناك منظمات عنصرية (الجبهة الوطنية في فرنسا التي يتزعمها لوبان) التي تمارس عملها علنا ولها مقعد في مجلس النواب عام 2002, وهناك منظمات فاشية عنصرية إرهابية صهيونية مثل جماعة كاهانا ورابطة الدفاع اليهودية التي تمارس نشاطها ضد العرب في الولايات المتحدة الأمريكية.
منظمات اليسارالمتطرفة:- إن اهداف هذه المنظمات النظام الرأسمالي الإمبريالي بكل مؤسساته, وهذه المنظمات تعتبر خيار الإرهاب خيار استراتيجي, إنه إرهاب في وجه التفاوت الاجتماعي وتوجد هذه المنظمات في ايطاليا وفرنسا والمانيا.
الفرق بين إرهاب الدولة وإرهاب المنظمات:- تعتمد الدولة على كل الأسلحة الممكن استخدامها مثال (الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003) استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية الأسلحة الكيماوية والطائرات والصواريخ التي ادت إلى قتل وإبادة مئات الألاف من المدنيين العراقيين, وزجت عشرات الألاف في السجون, وهجرت ما يزيد عن اربعة ملايين من أبناء الشعب العراقي, ونهبت وخيرات البلاد ودمرت البنية التحتية للعراق, وتصنف هذه الاعتداءات من ابشع جرائم الإرهاب الدولي.
لقد قامت اسرائيل بالاعتداء على قطاع غزة الأعزل وحاصرته سبع سنوات, واستخدمت في حروبها الأسلحة المحرمة دوليا وقامت بإبادة جماعية ودمرت البيوت والمؤسسات التعليمية ودور العبادة والمعامل...الخ.
مارست الثورة الفرنسية سياسة الإبادة الجماعية, ومن جرائم الإرهاب الناتج عن قوة الدول ما قام به هتلر في(الحرب العالمية الثانية) الذي كلف البشرية خمسين مليون نسمة.
أما إرهاب المنظمات:- ناتج عن ضعف عدم قدرتها الوصول إلى الحكم أو الحصول على الاستقلال, وتتميز بعضها بسياسة التخريب والإرهاب من اجل اهداف سلطوية لتدميرالآخر, وهناك منظمات تناضل من اجل الحرية والاستقلال ضد المحتل, وعلينا أن نميز ما بين المنظمات العنصرية والفاشية والإرهابية التي تستهدف المنشآت الاقتصادية والسياسية في عمليات اغتيال لاهداف خلق الخوف والرعب للوصول إلى اهدافها.
الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها القطب الأوحد في ظل هذه المرحلة هي راعية الإرهاب على مدار مائتي عام بالرغم من وجهة نظر بعض الكتاب, منطلقا من تدخلاتها العسكرية في العديد من دول العالم, وأدى ذلك إلى تراجع الاستقرار السياسي العالمي, ودورها في الدفاع عن الحركة الصهيونية ومعاداتها لحركات التحرر الوطني, واعتمادها سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا العالمية, وممارستها الإرهاب الاقتصادي وصمتها على العديد من ممارسات الكيان الصهيوني في فلسطين, ودورها في حل الجيش العراقي وتسليم العراق لايران...

#حسين_عوض (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات