علي عبد الرحيم صالح
الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 00:30
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يشتكي الكثير من الناس أن حياتهم مجرد هدر وساعات تمضي من الملل والتي لا معنى لها ، فيشعرون بوقت كبير من الفراغ والضجر وحتى لو اشغلوا أنفسهم في انشطة معينة مثل الدخول على الفيس بوك فأنهم لا يجدون المتعة والراحة في داخلهم بل شعور غريب من الفتور والبرود وضياع الهدف ، وكأنما يبحث الفرد عن شيئا مفقود يُسعد ويسلي به نفسه ولا يجده . في هذه اللحظة وكما يشير علماء النفس أنك تشعر بالفراغ الوجودي ، مما يحتم عليك تذوق بعض منعشات الحياة والتي تتناولها كما تتناول الماء البارد وقت الحر الشديد .
واقصد بمنعشات الحياة ، ان تمارس الأنشطة والهوايات المحببة على قلبك وتغيير المكان الروتيني الذي اعتدت عليه مثل الجلوس طويلا في البيت ، او المشاهدة الروتينية للتلفاز ، او تعود الحديث مع نفس الأشخاص يوميا ، مما يحتم علينا ان نجرب اشياء جديدة تنعش نفوسنا المحرومة من الأشياء الجميلة والمتعات الساحرة . وقد يتبادر لدى البعض كيف نجد المتعة ونحن في بيئة ضيقة ومحدودة وخالية من الاثارة ؟ وهنا يجيب علماء النفس الايجابي ان المتعة يمكن صنعها بأنفسنا ، فهل جربت ان تمارس لعبة جديدة مع عائلتك في البيت ، او تكتب قصة او بيت شعر او تخترع نكته مضحكة او تصنع مقلب مضحك بأحد أصدقاءك.
بهذه الاشياء البسيطة يمكن ان تغير حياتك . اتذكر يوما ما شعرت بالملل والضيق بدرجة لا تصدق فبدلا من الاستسلام لهذا الملل حاولت ان اكسره واتغلب عليه ، وحينها ذهبت الى المرآة ووقفت امامها وقمت بتجربة قصات شعر جديدة لنفسي ، وحينها شعرت بالمتعة والضحك ووجدت لنفسي ايضا تسريحة مناسبة لي علما انني كبرت الان وبدأ شعري بالتساقط ولم يعد بامكاني ممارسة هذه المتعة من جديد؟
على العموم الذي اريد الوصول اليه ان هناك طرائق كثيرة يمكن ان تنعش بها حياتك ، وان تستمتع بها بعيدا عن مضايقات الضجر والملل وما عليك إلا أن تفكر بالطريقة المناسبة التي تسلي بها نفسك وتنعشها بمشاعر السعادة من جديد .
#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟