أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - أردوغان..... التقمص الفاشل لشخصية السلطان














المزيد.....

أردوغان..... التقمص الفاشل لشخصية السلطان


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 23:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أردوغان.....
التقمص الفاشل لشخصية السلطان

عندما فاز اردوغان برئاسة تركيا لم يكن راغبا في ان يسكن القصر الجمهوري و هذا دليل على انه لم يكن يوما يحن الى الدولة التي اسسها اتاتورك بقدر ما يحن الى استعادة امجاد الباب العالي و يرغب كما مبين في تصرفاته السياسية الشخصية و الحزبية ان يحقق بعد الآن هيبة و نفوذ كبيرين تصلان الى الجغرافية الاساسية للولايات العثمانية ايام عبد الحميد الثاني.
الغرور الاردوغاني لا يقل من الغرور العثماني الذي طال به الحروب و الفتوحات الى مشارف فينا غربا و مصر و السعودية و دول الخليج جنوبا، السلوك السياسي الذي يسلكه اردوغان و ظله اوغلو ظهور لاشعوري للنموذج البدئي العثماني و لكن بدافع حنيني واعي الى الامجاد الاسطورية العثمانية. هذه الفلتات الفكرية السياسية هي حقائق معبرة عن اللاشعور الدفين في ظلمات العقل الباطن لديه و من نتاجات العفونة التي اصابت بها الافكار القومية و تحولت بعدها الى الراسستية المتطرفة و المتمادية على حقوق الآخرين حتى في العيش البيولوجي.
الفرق الاساسي بين اردوغان و السلاطين هو ان السلاطين انتفعوا من الدين الاسلامي لبناء الكيان الامبراطوري للاتراك و لكن اردوغان يريد ان ينتفع من تركيته لكي يبني دولة دينية على انقاض راسستية اتاتورك.
خيانة اردوغان هي مزدوجة فمن جهة هو يتحايل على شعبه و يبرز نزعته القومية زورا حتى يصل الى الهدف المنشود و هو بناء دولة دينية تدار بايديولوجية دينية لها طموحات عثمانية قديمة، و من جهة اخرى يتمسك بمكيدة خطيرة و هي اللعب بالدين كي يتمادى على حقوق الغير من الاقوام و الشعوب غير التركية في تركيا و خارجها.
اللعبة ساذجة جدا تشبه وعود مراهقة الحارة الجميلة المتذبذبة التي تفتن الشباب و تبادلهم اشارات الحب و بعد ذلك تفلت منهم وقتما قنصت الافضل بينهم، هل الافضل يا ترى بين من بادلهم الضحكات و الوعود في المنطقة هو داعش؟؟ ام حظ سيئ قدر عليه ان تجربه كي ينتهي بها الدهر الى اشياء!! اخرى غير اردوغان؟؟.
اردوغان لم يكن بهذا الضعف حتى يتحالف مع الشياطين و الابالسة كي تناطح الغرب و تظهر لهم رأس تركيا ما بعد الاتاتوركية، الدولة التي برزت الى المحافل الاقتصادية و السياسية و الثقافية في الآونة الاخيرة كادت ان تكسب ود الكورد و العرب و الآخرين من القوميات و الشعوب في الشرق الاوسط و كذلك اوربا الشرقية و دول الاتحاد السوفيتي سابقا في اطار الاستراتيجية الاوغلوية( تصفير المشاكل)، ولكن السلوك الظاهر له و الذي لا يتجاوز الاطار الفكري المحرك له وهو العودة الى اختزال الماضي في الحاضر يبين و بوضوح ان اردوغان لا يعدوا كونه اكثر من لاعب و ممثل اكروباتيكي يسحر الناس في بلده و من حوله بحركاته البهلوانية و لكنه هو الامتداد الشعوري و ليس اللاشعوري لاجداده السلاطين و لا يتجاوزهم بعباراته الحديثة في الديموقراطية و المدنية بل هو الساحر البهلواني او بالاحرى هو اللاعب فوق السلك العالي على حد تشبيه جان جينيه يسقط في اية لحظة و يهوي امام انظار العالم .
الموقف البهلواني لم يدم طويلا فالتعاقدات و التحالفات المشبوهة لاردوغان ثمنها كانت الاهتزاز السريع للأمن السياسى و الاجتماعي لكل تركيا هذه الايام و كذلك الهبوط السريع من مصداقيتها على المستوى المحلي و الاقليمي و الدولي، كل هذه المواقف التركية تعزز تصوراتنا البدئية حول الاستراتيجية المشبوهة لانقرة و التي تتحرك بخطى اسرع من السابق نحو الثيوقراطية السلاطينية.
.........................................................
• كاتب و اكاديمي اربيل/كردستان العراق



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهشاشة الوجودية... قراءة لخلفيات الآيدز النفسي و السوسيوثقا ...
- اللازمان و اللامكان الداعشي
- ما زلنا في حدود الذات.... ثالوث الذات ..القارئة و الكاتبة و ...
- ذات تتقنع........ذات تحن الى طفولتها!!
- مالك الدم الحزين!!
- الاصل الميتافيزيكي و السيبرنيتيكي للذات
- الذات المثقفة و الذات الاكاديمية
- اننا محكومون بأن نتلقى أكثر مما يعطي!
- أنانا لا يساوي ذاتنا
- ذاتنا و القلق الاخلاقي
- نحن كائنات المآزق
- مجتمع من الجماجم...مقبرة للتماثيل....حديث عن الديموقراطية و ...
- اطلاق التسميات في العراق ...هلاوس ام جهل معرفي؟.
- لماذا فشلت الديموقراطية كسابقتها الشيوعية في الشرق؟!!
- قلق الجغرافية....جغرافية القلق


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - أردوغان..... التقمص الفاشل لشخصية السلطان