المصاريف الأمريكية .. وخضروات البيت

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 20:23
المحور: كتابات ساخرة
    

( في العديد من الأُمسِيات ، نقوم في شُلَتنا المتكونة من خمسة أصدقاء .. بلعب " الكومكان " في النادي ، ولأن اللعب بِبلاش ، ليسَ لهُ طَعم .. فأننا ندفع ألف دينار ، لللذي يطرقُ مرتَين متتاليتَين . وفي العادة ، تنتهي الأمُسية ، بحيث يربح البعض أربعة أو خمسة آلاف دينار ، لاتكاد تكفي لدفع الحساب .. أو يخسر بضعة آلاف قليلة . ولكن أحد أعضاء الشُلّة صديقنا مصطفى ، وحتى لو ربحَ خمسة آلاف دينار ، فأنهُ يحلفُ بأنه خسرَ عشرة آلاف .. وعندما نعترِض ، فأنهُ يقول : .. صحيح أنني ربحتُ خمسة آلاف في اللعب .. لكنني إشتريتُ عصراً ، الفواكه والخضار وقنينة زَيت للبيت وباكيت سكاير ، ودفعتُ خمسة عشر ألفاً .. وبهذا تكون المُحصلة ، أنني خسرتُ عشرة آلاف ! . أي أنه يحسب مصاريف البيت أيضاً ) .
..................
الولايات المُتحدة الأمريكية ، تقوم بنفس ما يقوم بهِ مصطفى .. فعندما تقوم بحساب مصاريف حملتها الجوية على داعش في كُل من العراق وسوريا .. فأنها كما يبدو ، تضيف الكثير من مصاريف " البيت " أيضاً ! . فقبلَ شهرَين بالضبط ، وعندما بدأتْ في قصف مواقع داعش في مُحيط مخمور والكوير وبعدها سد الموصل .. فأنها أعلنَتْ بأن كُل يوم يُكلفها سبعة ونصف مليون دولار .. ثم إستخدمتْ بعض صواريخ التوماهوك " كما قالتْ " ، وذكرتْ بأن كُل صاروخ واحد يُكّلفها مبلغاً ضخماً ، إبتداءاً من شحن الصاروخ من المخازن في الولايات المتحدة ، لغاية نزولهِ على الهدف ! . وأخيراً قالتْ وزارة الدفاع الأمريكية ، ان الولايات المتحدة صرفتْ لغاية يوم الثلاثاء 7/10 ، مبلغاً قدرة مليار ومئة مليون دولار فقط لاغير ! أي بمُعدَل 18.3 مليون دولار يومياً . طبعاً .. الصديقة الولايات المتحدة الأمريكية ، ليسَ قصدها " حاشا الله " ، أن تُعّيِرنا نحن العراقيين ، بأنها تصرف علينا ، وأنها تحمي مُدننا بأموالها . المسألة فقط ، ان أمريكا ، تُذّكِرنا بين الحين والحين .. بأن الحساب وصلَ الى كذا مبلغ ! .
المُفارَقة .. ان الحملات الجوية الأمريكية ، في بداياتها قبل شهرَين ، كانتْ أكثر كثافة .. وأعلنتْ حينها بأنها تُكّلِف يومياً 7.5 مليون دولار .. أما ما قالتْهُ قبل يومَين وبعد تناقُص الضربات الجوية .. بأن المبلغ وصلَ الى 1.1 مليار خلال ستين يوماً .. أي بمُعدَل 18.3 مليون دزلار يومياً .. فذلك يعني ببساطة ، انها تفعل نفس ما يفعله صديقنا مصطفى .. أي أنها ، تحسب مصاريف " مِسواك " البيت أيضاً .
طبعاً .. أن الولايات المتحدة الأمريكية ( رغم أننا نشكرها لأنها ساعدتْ على عدم وقوع أربيل ودهوك ، بيد داعش ) .. فأنها تعرفُ بالتأكيد ، كيف تسترجع مِنّا ، أضعاف المبلغ المصروف ..
كُل ما نطلبهُ منها .. أن لاتحسب خضرواتها وسكائرها ، علينا !! .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات