نضال الربضي
الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 17:49
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بيريفان ساسون
---------------
سيدة بيريفان
لا أعلم كيف انطق اسمك ِ بالطريقة الصحيحة، و أجد أنني أتحرَّجُ من أن أناديكِ إلا إذا سبقته باللقب، و أيُّ لقب ٍ لأي امرأة ٍ، فهل تسمحين لي؟
.... أن أقول َ أنك حركتِ فيَّ شيئا ً كنت أظنُّه ُ قد مات
شيئاً قتله بنو قومي الجهلةُ الطائفيونَ الجبناءُ المُنتحرونَ بالكراهية!
... أن أقول َ أنك ِ أحييت ِ فيَّ روحا ً كنت أظنُّها اندثرت من هذه البقعة من الكوكب
هذا الكوكب الموبوء بالعرب!
لا أعلمُ معنى اسمك ِ لكنه اليوم الاسم الذي يجب ُ أن تتعلمه جميع الأجيال، لكي تفهم معنى الأرض، معنى الوطن، معنى الكرامة، معنى الشرف، معنى الشجاعة، معنى العزم، معنى الحياة.
قالوا لنا قديما ً أن بلاد العرب ِ أوطاني
من الشام لبغدانِ
و من نجد ٍ إلى يمن ٍ
إلى مصر فتطوانِ
و أن أصرخ اليوم في وجوههم: أنتم كاذبون!
إن وطن العربي اليوم قد أصبح كلاشنكوف و لحية، بينما أضحى العربي دابة ً يركبها ابن تيمية، و يسوقها ابن القيم الجوزية، و يخط لها الطريق: ابن حنبل و ابن عبد الوهاب، بعد أن شرب ساداتهم خمر النفط و سكروا من سرر الأوربيات في الكازينوهات و بيوت الدعارة ثم عادوا يسترضون الإله بقتل رؤوس خلق الإله و حز رقاب عبيد الإله و نحر رقابِ أعداء الإله، حتى يغفر لهم سكرهم و عربدتهم و نفاقهم و دجلهم. لقد جعلوا ظهور الناس سلما ً يتسلقونه نحوه ليقيموا دولته على الأرض، أولئك المجرمون الذين تساقطوا أمام كرامتك ِ و شرفك ِ و قداسة ِ حبِّك ِ لموطنك، موتى ً هم جيف ٌ لا قيمة لها و لا أرض، فلفظتهم الأرض التي ماتوا فوقها فهي لا تحبُّ الغزاة و لا تُطيق الغرباء.
سيدة بيريفان
قولي لي، كيف عرفت ِ أن ذخيرتك ِ قد نفذت؟ هل ضغطت ِ الزناد فلم يُطلق السلاح؟
ماذا فعلت ِ عندها؟
هل ألقمت ِ الطلقة َ في بيت النار ثم سددت ِ إلى قلبكِ من ذات السلاح؟
أم أنك تبقين رصاصة ً واحدة ً في مسدَّس ٍ تدخرينه لهذه اللحظة؟
أيُّ امرأة ٍ أنت ِ يا بيريفان؟ أيُّ عزم ٍ هذا؟ أي مجد ٍ يعيشُ في عقلكِ في دمك ِ الذي يجري في شراينك ِ؟
ماذا كان آخر ما دار في رأسك ِ ؟ صورة ُ والدتك ِ؟ أبيكِ؟ ذكريات ُ الأحباء و الأصدقاء؟
ربما شممتِ رائحة َ الأرض ِ و الأشجار؟
ربما صعدت إلى صدرك جيشاناتُ الحبُّ في لحظة ٍ كل ما فيها يُخبر عن الحب، حب الأرض و ربما حب الرفيق!
كيف ضغطت ِ الزناد و هل تألم َ جسدكِ أم رحلت ِ تشهدين للأرض و الوطن و الحب و الكرامة؟
هل أعاد قومُك ِ جسدكِ الأقدس َ من كل ِّ بقاع ِ الأرض؟ كيف استقبلوه؟ هل بكوا؟ هل تهللوا؟ هل اختلط الفخرُ بالألمِ بالحزنِ بالعناد و العزم ِ و التصميم على أن يثأروا لكِ؟
كوباني ما زالت تقاوم، احتلوا ثلثها بعد أكثر من ثلاثة ِ أسابيع بينما احتلوا ثلاث محافظات ٍ في ساعات، لم يكن في المدافعين عن المحافظات مدافعون، فلقد فروا، لأنهم لم يتعلموا الحب، لم يتعلموا الوطن، لم يشربوا الكرامة، لقد فر الرجال في المحافظات لأن لم يكن فيهم بيريفان، أعظم النساء اليوم!
سلام ٌ عليك ِ.
#نضال_الربضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟