|
دفاعا عن -الغريزة- ..!!تداعيات على مقال الزميلة روان يونس .
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 15:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
دفاعا عن "الغريزة" ..!!تداعيات على مقال الزميلة روان يونس . تختبيء الزميلة روان يونس من ميلها الجنسي خلف حديث مطول عن "قضيب" الذكر المُندفع "لغزو" كل "فرج " يسير على قدمين ..علما بأن المُجتمعات الذكورية كافة تُبرر قمعها للأنثى بإدعاءات جنسانية ، ليست هي الأصل والجوهر . وتبحث في غواية "تفاحة " ، قادت الذكر والأنثى لإستكشاف عوالم اللذة المُحرمة والمتخفية وراء "أكوام " من علاقة روحية وروحانية .
تكتب "متباهية " بجمال وَضعَ معاييره صاحب "القضيب " ، إذ تقول "هناك نساء مثليات لهن من الجاذبية والجمال والانوثة تجعلك تكسر قضيبك خيبة وتحسرا في عدم التمكن من استدراجها ولأنها تميل لامرأة مثلها " ..!! وعذرا من الزميلة التي أُكن لها كل إحترام وتقدير ، لشجاعتها ، فإنها تقع في نفس الفخ الذي "نصبه " لها صاحب "القضيب " . فهي تدافع عن المثلية بنفس أسلوب "القضيبيين " ، فكتبت : "هل تعرف ما هي مشكلتك ومشكلة الاخرين سواء مغايرين او مثليين حتى؟ انهم يحصرون موضوع المثلية بالجنس فقط، انهم ينظرون اليها من ثقب الرغبة الجنسية فقط." . لتنتقل بعدها لتمجيد الجنس المثلي والعلاقة المثلية ، كما يفعل القضيبيون الذي يهللون ويمجدون العلاقة الجنسية بين ذكر وأنثى . وتُغرق الزميلة في مديح العلاقة المثلية ، بحيث يشعر قاريء المقال ، بأن الحب مقصور على المثلية فقط . وباقي العلاقات هي مجردة من كل شعور ..بل مجرد قضيب يبحث عن "منفذ" أو ثقب على حد تعبيرها ..!! وبما أننا لا نتباهى بميولنا الجنسية المولودة (وعلى الأقل أنا شخصيا )، ذكورا وإناثا ، فليس الميل الجنسي إمتيازا ما ، ولا هو " جائزة " على إنجاز ما ، لذا ليس من المفروض المباهاة به . فالبيولوجيا هي سيدة "الموقف " ، ولا شيء غيرها . فكما أنه ليس للإنسان ، دور يُذكر في إختيار لون عينيه ، نسبة ذكائه المولودة ، وفي نصف الدماغ المسيطر ، تفاصيل جسده ، أنواع أمراضه وكثير من الموروثات الجينية المولودة ، فكذا هو الحال مع ميله الجنسي . فليس الإنسان ،وحتى لحظتنا الراهنة ومن الناحية الفيزيولوجية ، إلا "ألة " مُبرمجة !! وبما أن الميل الجنسي وفي جوهره ، هو بيولوجيا ، يؤدي وظيفة رئيسية غريزية مُحددة (إشباع ومتعة )، إلى جانب وظائف أُخرى ، شعورية وإجتماعية وحفظ للنوع . لذا لا يُمكن المُفاضلة بين ميل جنسي وأخر . فالأمر ليس خيارا عقلانيا . وما محاولة عقلنة الميل المثلي ، إلا الوجه الأخر لعقلنة "القضيبية" أو الميل الجنسي المغاير . وكما نعلم فالميل الجنسي المثلي ليس محصورا على الإناث ، لذا لا يُمكن الإدعاء بأن "القضيبية " لا تلعب دورا في العلاقة المثلية . إلا إذا أعتبرت الزميلة العلاقة المثلية الذكورية شذوذا ..!! وهذا بعيد عن تفكيرها وذهنيتها . وأخيرا ، ليست الحميمية في العلاقة الإنسانية أو الجنسية ، محصورة بين افراد الجنس الواحد ، فالصداقة ، المحبة ، الشعور الرقيق المتبادل بين شخصين ، ليس مشروطا بقيام علاقة جنسية أو بنوع شريكي العلاقة الشعورية غير الجنسية . لكن ومع ذلك فالعلاقة الجنسية ، يجب أن تتوفر فيها شروط ، لتنتقل من الغريزية الصرف إلى الأنسنة ، وهذه الشروط هي الرغبة المتبادلة ، القبول ،وحرية إختيار الشريك . لستُ ولم أكن من أنصار نظرية "الغريزة هي المحرك لكل نشاط إنساني " ، لكن البيولوجيا تفرض قوانينها الصارمة ، ولا بد من الإنصياع لها . ومن هذه القوانين ، الميل الجنسي ..!! فالقضية أولا وأخيرا ، ليست خيارا شخصيا . والمفاضلة بين ميل وميل ، مثلها كمثل المفاضلة بين معادلتين رياضيتين وأيهما أفضل : 2+2 أم 6-2 ؟؟!! ولهذا ، على الغالبية من ذوي الميول الجنسية "المستقيمة " ، تقبل نظرائهم من ذوي الميول الجنسية المثلية . وعلى المثليين عدم التفاخر بالميل الجنسي ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألعلاج التصحيحي الإبدالي للمثلية ..!!
-
ببساطة ، كوباني لن تسقط ..!!
-
فاطمة ، الهولوكوست والخروف ..!!
-
من ألشمال تأتي - ألمصائب - ..!!
-
باتشا بازي وباتشا بوش ..
-
ليس دفاعا عن عميرة هس ..!!
-
أنسنة الإله أم حرب على الله ورسوله ؟!
-
نتانياهو والعالم ..
-
صدام الأعياد .
-
أوسلو ورصاصة ألرحمة .
-
بُقع ضوء داعشية...!!
-
الأكثر قراءة..!!
-
الإله الأعرج ..!!
-
-خلّي هالباب يلقى من الكلاب -..!!
-
ألعبيد حين يملكون ..!!
-
من أجل خاطر عيونكم ..؟؟!!
-
المسلم كيّس فَطن أم كيس قطن ؟؟!!
-
إنما ألمسلمون وغير ألمسلمين أُخوة ..في ألوطن .
-
انه وَغدُنا اللطيف...!!
-
سيكولوجية الأسير : المجتمعات والدول العربية كمراكز إعتقال
المزيد.....
-
كيف تحوّل حلم كندا بامتلاك طائرة مقاتلة اعتراضية إلى كابوس و
...
-
الإمارات ضمن قائمة الدول العشر الأولى على مؤشر التنافسية الع
...
-
-بلومبرغ بيزنيس ويك-: ماذا يعني فوز ترامب بولاية ثانية للأمر
...
-
تركيا وسوريا: معضلة المعارضة السورية والنفوذ التركي
-
تجهيز أكبر معسكر منذ الحرب العالمية الثانية.. هكذا تستعد بار
...
-
جنوب لبنان ـ تصاعد القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله
-
سوريا.. أمر إداري بإنهاء الاستدعاء والاحتفاظ للضباط ولصف الض
...
-
نصرالله يجدد التأكيد: جبهتنا في لبنان لن تتوقف ما دام العدوا
...
-
بكين: نعارض ذكر الصين في الحملات الانتخابية الأمريكية
-
زاخاروفا: الغرب يجس نبض روسيا
المزيد.....
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|