|
ما لم ينجزه ملك قبلي قمت بأنجازه
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 10:15
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
العراق بين حكايات التاريخ وقصص البطولة وأعاجيب الأمس ، وبين قصص النكسات والسقوط في براثن الأحتلال اليوم ، تحمل صور وعبر مملوءة بالأهات والحسرة ،التي يطلقها كل عراقي شريف وهو يعيش زمن يرى فيه العجب يرى بلاده تعود القهقري يوما بعد يوم فكل يوم يأتي تعيشه بلاد الرافدين هو اسوء من الأمس . من هنا انطلقت الحضارة وبنى الأنسان اول مدنية في التاريخ ،ومن هنا بدأت النظم والشرائع والأختراعات التي انتقلت بعد ذلك الى جهات الارض الأخرى ، فلا عجب ان تكون ارض الرافدين هي ارض الحكايات الأولى التي حملت في اغلب الأوقات القوة والعنفوان والبطولة ،وقد نقل المؤرخون الأغريق (اليونانيون القدامى ) صور لثلاث من منجزات بلاد الرافدين انذاك والتي اعتبرت من عجائب الدنيا السبع والتي تخص بابل وحدها وهي مسلة سمير اميس وسور بابل والجنائن المعلقة ،وهذا عدى عن كنوز ومفاخر سومر في اور واريدو ولارسا وغيرها من المدن التي تقع الى الجنوب من بابل والى الشمال من بابل كانت نينوى وحضارة الأشوريين الذين ظهرت لديهم ابتكارات عظيمة مثل البطارية والخرسانة ولوالب الماء والتي هي عبارة عن مضخات مائية ضخمة تستخدم القوة العضلية لأدارتها ،ناهيك عن فن العمارة والنحت وهندسةالحدائق . ومن الضعف والوهن الذي يعيشه العراق اليوم نستذكر اياما ً من ايام العز والقوة التي عاشتها بابل ويجول بخاطرالمتتبع هل ان هذه الأرض المهملة اليوم كانت تضم بين جنباتها علوم الدنيا الأولى وان اهلها من علّم اليونان الفلسفة والحساب والعلوم الأخرى وامدت اليهود بالأساطير الأولى يوم كان ملكها الذي كان قائدا ً حربيا ًفذا ً حفظ له التاريخ مآثر البطولة والزهو وليس هذا فحسب بل سجل له التاريخ انه كان رجل عمران محبا ً للبناء والأبداع ،ووصف بالتسامح الديني وحرية الفكر وكان فاتحا ًلاغازيا يقول ملك بابل العظيم : انا نبوخذ نصر: ما لم ينجزه ملك قبلي قمت بانجازه . يرتبط اسم الملك نبوخذ نصر بامبراطورية كلدانية بابلية واسعة مترامية الأطراف ( 605 - 562 ) قبل الميلاد،حيث امتدت من الخليج العربي وفارس ووصلت الى حدود مصرالفرعونية التي هزمها في معاركه،و شملت جميع بلاد الشام وقد اشتهر عنه السبي اليهودي البابلي حيث قام بسبي اليهود في اكثر من جولة بعد ان لم يصدقوا عهودهم معه ورفضوا اعطاءه الجزية وتحالفوا مع اعداءه . ومع ان الكتاب المقدس يحاول اظهار بابل مدينة الآثم الأول الذي حطم القدس وسبى اليهود ولكنه يعود ليصفها بالكأس الذهبية بيد الأله ،وكانت توصف وكأنها شئ اسطوري ورائع الى ابعد مايكون وكان برجها يمثل طموح الأنسان في بلوغ البعيد . ومع ان بابل بقيت مخفية ولكن تنقيبات القرن الثامن عشر ابرزت لنا حضارة عظيمة غاية في التنظيم تمكن العلماء من تصنيف اربع وعشرون مجلد من الرقم الطيني يحكي اغلب الحياة البابلية ، و بعد قرنين ونصف قرن يجتاز باب عشتار 5000 كم حيث ينتصب في متحف برلين ،وقد حمل على شكل صناديق من قطع الآجر ثم جمع ثانية ، يحمل الباب رسوم للحيوانات ،وقد انبهر الفنيون بالتقنية الرفيعة التي صنعت بها قطع باب عشــتارذو اللون الأزرق المشع المشابه للون السماء قبل الفين وخمسمائة عام وهم لايستطيعون تفكيك العديد من الألغاز والأجابة على اسئلة محيرة كثيرة مثلا ً كيف حصلوا على درجة حرارة 950 درجة مئوية ثابتة ، وكيف حصلوا على كمية من اوكسيد المعادن اللازمة،وكان عليهم ان يحصلوا على المواد الأولية المطلوبة وهي غير متوفرة في ذلك الوقت وغير ذلك من الاسئلة المحيرة التي واجهت الخبراء الألمان وبقيت سرا ً من اسرار بابل ،وكان باب عشتار يحتوي على عشرون الف حجر اجر ازرق ،وكان للمدينة ثمانية ابواب ،غير ان اكبرها بوابة عشتار . الطريق قبل باب عشتار وبعده طريق الاله والأحتفالات يحتفل بعيد راس السنة الكبير (افرش وسط الطريق بالأسفلت وبالأجر المشوي وعليها اضع مزيجا من التراب المتلألئ ليتجول الحكام بسعادة على هذه الطرقات ) . هيرودوت وبابل : انبهر هيرودوت بزيارته لبابل ووصف ابعادها ومواصفات سورها العظيم وبرجها وعد الجنائن المعلقة اعجوبة من عجائب الدنيا وقد ذكر انهم كانوا يرفعون اليها الماء بالانابيب ،وذكر ان بابل كانت المدينة الوحيدة التي كانت العربات تمشي على سورها ،وقدر محيط سورها ب 96 كم ،وعدت بابل اجمل مدن الارض في ذلك الوقت ،وكانت منازل المدينة من طابق الى طابقين والطرق متقاطعة بخطوط مســتقيمة كما هي الطرق في امريكـا اليوم وعرض الطريق يبلغ 16 متر . وبالرغم من تقنية الأسلحة فمن الصعب الأستيلاء عليها بسبب التحصينات العظيمة لقد بنيت بحصن هائل متكون من سور مزدوج ارتفاعة 12 متر ويغطي احياء المدينة كلها وكان بعرض 25 متر. في ذلك الوقت كانت روما قرية من تراب والقسطنطينية لم تبنى بعد اما نيويورك فبعد الفي سنة بني فيها اول منزل . ان التاريخ يدلنا ان لأشخاص بعينهم القدرة على صنع التاريخ .وان هناك سنين طويلة تمر دون ان تترك اي اثر ، اذا كانت خالية من المبدعين القادرين على لي عنق التاريخ .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حسن الظن بامريكا جهل
-
اسرار كنوز سومر
-
الحلفاء يرتدون ثوب داعش
-
العراق الشغل الشاغل لأمبراطورية امريكا
-
حقائق الموقف العسكري
-
التواصل .. ملح الحياة
-
حب ممنوع
-
لماذا تستهوينا حكايات التاريخ
-
اوكرانيا كمين شبيه بالكويت
-
انت تحبني .. كيف ولماذا !
-
ديمقراطية المال والعصا الغليضة
-
من الذي سيخرج رابحا ًفي العراق
-
هل فشل الأمريكان في التعامل مع العراق
-
الوداع الأخير
-
شباب الناصرية ومهرجان دعم النازحين
-
زوال دويلة الدواعش وبروز دويلة الكرد
-
ثوار البندقية وثوار البناء
-
ماذا يريد المواطن العراقي
-
ديمقراطية الدم
-
العودة خارج فلسطين
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|