سامر رسن الواسطي
الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 09:13
المحور:
كتابات ساخرة
شفته بمصرف الرافدين بزيونة،رَجل كبير بالعمر "معكل" مِن أهل العمارة،جاء ومعه صك لأستلام مبلغ أربع ملايين دينار كرواتب متراكمة لأبنه الجندي الذي أستشهد في إحدى جبهات الموت قبل عدة أشهر.....
تنازل أحد الموظفين عن تكبره وجلس إلى جانب هذا الشيخ ليعِد عليه مبلغ المال،وسط دهشة كبيرة مِن الشيخ،عرفت فيما بعد إن سببها هو لكونه أول مرة يرى هكذا مبلغ "كبير" يلامس يديه...
كانت طريقة الموظف في عَد المبلغ للشيخ بدائية،وكان مع كل جزء من المبلغ يردد عبارة "مو تجيني بعدين وتكول الفلوس نقص"،والشيخ صامت ومندهش:
وهاي مية ألف عمي صار ميتين،مو تجيني بعدين وتكول الفلوس نقص...
وهاي مية صار تلثمية، مو تجيني بعدين وتكول الفلوس نقص...
وهاي مية صار أربعمية، مو تجيني بعدين وتكول الفلوس نقص...
كنت صافن على الموقف وأتخيل بيني وبين نفسي إنه الموظف يحسب المبلغ للرجل بطريقة ثانية:
وهاي مية ألف عمي ثمن الأيد اليمنى لأبنك..
وهاي مية ثمن الأيد اليسرى..
وهاي مية ثمن گلبه...
وهاي مية ثمن عينه اليسرى...
وهاي مية ثمن عينه اليمنى...
وهكذا إلى أن إنتهى الموظف من إحتساب كامل المبلغ،فنهض ورجع لمكان عمله,والشيخ ظل جالس وينظر خلفه وكأنه يريد منه شي،فذهبت إليه ﻷ-;-حاول أن أساعده أو أستفسر منه:
ها عمي تريد شي من الموظف كول آني بخدمتك..
غطى عيونه بأيده ورّد علي:
عمي صيحلي الموظف وفهمه إنه بطلت ما أبيع،أريد إبني...
#سامر_رسن_الواسطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟