أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - اشكالية الصورالنمطية!














المزيد.....


اشكالية الصورالنمطية!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اشكالية الصورالنمطية!
سليم نزال

اهمية التطرق الى هذا الموضوع فى الوقت الحاضر على ضوء التشظى الحاد و الانفجار الهوياتى التى تشهده المنطقه العربية.و حين اقرا تعليقات القراء على بعض المقالات و حتى التعليقات على الفيس بوك ارى حجما هائلا من الهراء, و الاحكام المسبقه على المجموعات الدينية الاخرى الى درجة تثير القلق .و على سبيل المثال, يكفى ان تقرا هذه الايام تعليقات من مسلمين ينتمون الى الاسلام السنى , ومن مسلمين ينتمون لللاسلام الشيعى, لكى يصاب المرء بالاحباط, و الاسوا انها صادرة عن الجيل الجديد الذين سيقودون مجتمعاتنا . هذه الاحكام المسبقه او الصور النمطية هى التى تغذى عادة اعمال القتل و العنف ضد الاخر المختلف, و عادة ما تكون بدون معرفه حقيقيقه بالاخر, سوى بعض الصور النمطيه التى يتم تلقينها .


و من المهم حسب اعتقادى ان يتحرر الانسان من سطوة التلقين المرتبط بتنميط الاخرين لان له مضار مدمرة.و دعوتى المخلصه لشباب اليوم هى ان يبحثوا عن الحقيقه خارج نطاق دائرة التلقين و الادلجة و التنميط التى تنتج افرادا مطيعين و ادوات طيعه فى يد الايديولوجيين و اكثر من ذلك قتلة.ولا يمكن فى راى تكوين عقل مستقل بدون التحرر النسبى على الاقل من الايدولوجيا و تنويع مصادر المعرفه.


على اية حال لا بد من توضيح تعبيرين يستخدمان بطريقه متداخلة احيانا . اولها التصنيف و هو تعبير يصف واقعا لا اكثر, كأن نقول, هؤلاء صينيون او روس.لكن التنميط له حكم قيمه و يتعدى الوصف كالقول ان الصينيون عنيفون.


اهتمامى بالسؤال الحضارى فى بداية تسعينيات القرن الماضى هوالذى قادنى الى محاولة فهم الصور النمطيه. كنت حينها اسعى لفهم الاسباب التى تجعل بعض المجموعات الثقافيه تنجح فى التعايش مع بعضها البعض, فيما تفشل المجموعات الاخرى الاخرى. و كان لا بد من دراسة منظومة قيم و رؤى لكل ثقافة او مجتمع سواء عن ذاته, او عن الاخر لفهم انماط التفكير التى تساعد على التعايش و التى لا تساعد على ذلك.


فى تلك الفترة كنت اتابع احداث انهيار يوغوسلافيا . كانت تلك البلاد تبهرنى, كونها كانت بحق قبل الانفجار, اهم جسر حضارى بين الشرق والغرب على الكرة الارضيه. وكان اول تعبير تعلمته عن تلك البلاد ما قالته لى صحافيه يوغوسلافيه التقيتها فى بروكسل العام 1989 ان مؤرخا يوغوسلافيا وصف يوغوسلافيا انها( بيت فى منتصف الطريق!).


و لللاسف لعبت الصور النمطيه دورا كبيرا فى تغذيه الكراهيه التى قادت بفعل انفجار الحرب الى فضائع رهيبه .و عادة ما تسبق الصور النمطيه التى تنتشر بسرعة بفضل وسائل الاعلام اعمال القتل, التى تهىء عادة المناخ النفسى لنزع الصفة الانسانية عن الاخر تسهيلا لقتله ..و فى المقابل يلعب العنف و سفك الدماء دورا كبيرا فى تعزيز الصور النمطيه التى تتهم الجميع ,كلهم بانهم كذا و كذا.


استخدمت تعبير(اشكالية )لان التعريف معقد و ليس من السهل تقديم تفسير قاطع لظاهرة معقده عرفتها كل مجتمعات الدنيا قديما و حديثا.

و لذا من الصعوبة تعريفها , لكن من اهم ميزات الصور النمطيه انها تملك طبيعة اختزاليه ,اى انها تختزل شعبا كاملا فى عادات او سلوك معين.انها نوع من ( صندقه فكريه) او قولبة فكريه تصور الاخرين وكأنهم كلهم يملكون ذات الصفات السلبيه, و هو امر غير صحيح كما تؤكده الدراسات الانثروبولوجيه و البيولوجيه.وحتى لوكان هناك بعض الخصائص المشتركة بقدر ما تبقى مسالة تعميمها على الجميع مسالة لا اساس علمى لها .و هذه الصور يتم توظيفها سياسيا لتشويه الاخرين.و قد قرات مرة دراسة حول مناهج التعليم الاسرائيليه التى تدرس الاطفال صورا نمطيا سلبيه عن العرب.

و عمليه تشكل الصور النمطيه معقده تتداخل فيها مجموعة من العوامل مثل التاريخ والاجتماع و الاقتصاد والصراعات و الخيال , و احيانا كثيره ما تكون هذه الصور النمطيه ثمرة للخيال و الاسقاط
(Projectionism)
خاصه فى زمن الازمات والحروب حيث تنفجر الغرائز وتسود الكراهيه ويضعف منطق العقل.

يتبع



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مناص من الخلاص من عقلية القبيلة!
- لا بد من تأمل الدرس السكتلندى!
- فى حضرة جلال الدين الرومى
- كيف هى صوره المشرق العربى الان؟
- حان الوقت لحركى حماس و الجهاد الاسلامى ان يفكران بتغيير اسمي ...
- لا شىء هنا سوى الانتظار! مسرحية قصيره .
- اسئلة ما بعد الاستفتاء الاسكتلاندى!
- الافكار القاتلة, و زمن مواجهة الحقيقه.
- هل بدا التفكك السياسى فى اوروبا ؟
- اشكالية معرفة الحقيقة فى الزمن الراهن!
- لا بد من استخدام اليات المعرفه و لا تدعوا الجهلة يقررون مصير ...
- فى ذكرى اتفاق اوسلو13 ايلول 1993 شهادة شخصيه
- و انا اتجه الى غزة!
- الشرق الادنى يتجه نحو حروب اصوليات. حروب اصوليات سنية سنية و ...
- كيف اصبح المشرق العربى اكبر مصدر للعنف فى العالم؟
- دعنا نجد الطريق !مسرحيه قصيره من فصل واحد
- لا مناص من المواجهة الشاملة مع جنون التطرف الدينى.!
- • بيان صادر عن مجموعة من المثقفين العرب! دفاعا عن اليزيديين ...
- قديس واحد لا يكفى!
- فى زمن ظلمة القناديل!


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - اشكالية الصورالنمطية!