الطعن من الخلف... الحلقة 1

ايمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 22:35
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    

(01)
ككل يوم استيقظ كل صباح على منبه جهاز الجوال الخاص بي , أرتدي ملابسي التي كويتها بألأمس , أصنع فطوري و أتناوله ببرود رغم أن الشاي ساخن لكن المائدة باردة و موحشة من دونها , لقد غادرت البيت غاضبة منذ اكثر من شهرين , زوجتي الحبيبة كم مرة ذهبت الى بيت ذوويها لإسترضائها , لا أدري ما الذي حل بعقلها , إنها تصر على الفراق , أنا أعترف بتقصيري و لكن هل سأعاقب بدلا" عن كل ذكور العالمين ؟
منذ أن توفي إبننا الوحيد (مصطفى) و الخلافات بيننا لم تهدأ ... حدث ذلك قبل عام , كان إبننا مصطفى ذوو العامين يلهو بزجاجة مشروب غازي و هو يقفز و يجري كالعصفور الذي خرج من عش أبويه للتو ليواجه الدنيا الواسعة , سقط الطفل على ألأرض و تحطمت الزجاجة و إنغرزت فوهتها الحادة برقبته الغضة , و مات في الطريق الى المشفى بين يدي زوجتي ليلى ... كانت عاصفة دمرت العلاقة التي تجمعنا , وقتها أصبت بنوبة جنون , إتهمتها بالتقصير و آذيتها بضرب و كلمات , حتى غادرت البيت الى بيت والديها ...نعم طلقتها آنذاك و تصالحنا بعد شهرين , لكن لم تعد العلاقة بيننا كعهدها السابق , ليلى الهادئة الوديعة كلها غضب و ثورة لأتفه ألأمور , نتشاجر لأمور بسيطة , صارت تتشائم من بعض ألأيام و تكره زجاجات العصير و لم تعد تبتسم و لم أعد أسمع منها تلك الضحكات الهستيرية التي إعتدت على سماعها حين نجتمع في الفراش , ألأنها لم تحمل بطفل منذ تلك الحادثة أم إنها صارت تكرهني لأنني لمتها ؟ لقد كنت كالثور الهائج وقتها لم أدرك ما فعلت و لكنني إعتذرت لها مرارا و تكرارا , لطالما طلبت منها أن نبدأ صفحة جديدة
أشعر أنها لم تكن ترغب بالعودة لي و أن والديها قد ضغطا عليها أو أجبراها ...
لم أكمل قدح الشاي فلقد برد , يبدو أنني شردت بالأفكار حتى برد الشاي , أووه لأذهب الى عملي , خرجت من داري و قدت سيارتي الى الدائرة التي أعمل فيها , فأنا أعمل كمهندس حاسبات في شركة أهلية ..
يتبع

#ايمان_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات