أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - حالة السيد علي المصري وحالات كذب أخرى ..















المزيد.....

حالة السيد علي المصري وحالات كذب أخرى ..


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 1293 - 2005 / 8 / 21 - 12:04
المحور: الادب والفن
    


انتشر في السبعينات من القرن المنصرم كاسيت ( قيل) أنه تسرب عن اجتماع أجراه السيد عبد الله الأحمر – الأمين العام المساعد لحزب البعث الحاكم في سوريا- مع أعضاء من اتحاد الكتاب العرب وصحفيين ومحامين ومفكرين ..
من بين أولئك المتحدثين كان السيد علي المصري – عضو اتحاد الكتـّاب العرب – قائلا ً : " .. جائتني دعوة لحضور ندوة ثقافية في لندن ، فحزمت حقائبي ، وتقدمت بطلب إذن للسفر عن طريق إدارة الهجرة والجوازات ..
انتظرت كثيرا ً مع القطيع الكبير من المراجعين حتى نودي علي ّ باسمي : علي المصري .
- قلت : نعم .
فقال المنادي ، وأستميحكم عذرا ً : " وينك ياخرى عمالنا ساعتين مندّور عليك ، ومش لاقينك ؟!! " ..
ثم يتابع صاحبنا : " .. ولمّـا حطت الطائرة في مطار لندن استقبلتني مضيفة المطار ..فتحت جواز سفري وقرأته ..
إعتذرت لبعض الوقت وغابت ..
توجست خيفة جرّاء الخوف المستمر والدائم الذي يعانيه المواطن السوري في بلاده من – بعبع – اسمه : شرطة .. مخابرات .. بوليس .. سرايا ..
بعد قليل رجعت المرأة وبرفقتها شرطي فعلا ً .. قلت في نفسي : " علكنا" *
تقدما .. حيّـاني .. ثم توسط حقيبتي فحملهما وتحول إلى الوراء ..
مشى ، مشت ورائه المضيفة ، وتبعتهما إلى الباب الخارجي .. استوقف سيارة إجرة ، وضع الحقيبتين في الصندوق الخلفي ، ثم ..
فتح باب السيارة ورفع قبعته محييا ً وقال : " تتشرف حكومة صاحبة الجلالة أن تستضيف أحد أعضاء اتحاد الكتاب العرب .
ضحكت وكدت أن أبكي .." .
هذا ماحدث فعلا ً مع الأستاذ علي المصري ، وبهذه الصورة اختصر المصري صورة الغرب في كاسيت انتشر حينها انتشارا ً واسعا ً بين صفوف الطلبة والمثقفين السوريين ..

*****************

رسالة من أخ لإخوته يطمئنهم فيها عن صحته وأحواله ، يقول فيها : .. أنا بسعادة لاتوصف ، فالسلطات السويدية أمّنت لي السكن الجميل (انظروا الصورة) ، مع أن الصورة هي لفيلا لأحد موسري السويد ُأخذت له بجانب ُسلـّمها ، أو أمام الباب الخارجي ، أو إلى جانب كلب ابنة صاحبها ، ويضيف : ومعي صديقتي الحسناء ..
**************

تلفون من محب لايزال قلبه متعلق بفتاة أحلامه يقول لها في الهاتف : " تعالي ، فكل شئ مؤمن هنا ..ماعليك إلا أن تذهبي وتعودي إلى ومن الجامعة .. والله رح ركبك أحلى سيارة ( وهو لايملك إلا الهاتف الذي يتصل به مع حبيبته لأنه خسر كل شئ في لعبة قمار ) ..

********************

وخبر يرسله منفي آخر لوالدته يريد أن يطمأنها على أحواله ، فيقول :
الحمد لله ، كل شئ جميل هنا ، والناس لطفاء جدا ً ..
طبيعة غنّاء ، أتمنى أن تكوني والبابا ، وإخوتي معي في هذه الجنة ..

**********************

ومتفاخر لايريد شمتة الشامتين يخاطب صاحبه في الوطن :
حتى الآن اشتريت بيتا ً ، وسيارة موديل ( .. ) وكل يوم تجدني في عاصمة من العواصم الأوربية ..
أوربا جميلة ، عندما تقرر السفر بلغني كي أرسل لك عنوان صديق يهربك بين الحدود الدولية ..

************

ياجماعة ، يامن لم تروا فيلم (أمريكا شيكا ) ولم تصدقوا أحداثه ، الفيلم شئ والواقع شئ آخر , ثقوا أن ماأخبركم عنه أو تسمعوه ليس كل الحالات ، ثمة أشخاص تزوجوا زواج (مصلحة) كي لايُطردوا من البلد التي وصلوا إليها .. وآخرون احتالوا وتقدموا بطلبات لجوء سياسي دون أن تكن لهم أية علاقة بسياسة أو أدب أو أخلاق ..
وآخرون دفعوا كل ماتبقى لديهم للحصول على أوراق عمل ..
كثيرون الذين تاجروا بالممنوعات والمخدرات ، والتجارة بالناس وتهريب الناس عبر الحدود دون أية ضمانات ..

**************

الشعر الأسود ، واللون الأسمر ، وغطاء الرأس لبعض السيدات .. علامات مميزة تميزهم عن أهل البلد .. هذه العلامات كافية لاتهام أصحابها بارتباطهم بابن لادن وأبو مصعب الزرقاوي وأبو قتادة ..
الأجنبي يواجه بالمعاملة الفظة تمارس تجاهه ابتداء من محاولة دخوله سرا ً أو جهرا ً سواء جاءها من بوابات حدودها البرية ، أو البحرية ، أو من المطار ، أو تسللاً عبر الجبال ..
وغالبا ً ماتعتقله سلطات البلد المضيف لمدد تتراوح بين الأسبووع والستة أشهر ، وفي النهاية تقوم بتسليمه لسلطات بلاده ليلاقي مصيره المجهول في أقبية التعذيب وغياهب المعتقلات .
وفي حال حصوله على الموافقة بالعيش في تلك البلد تغلق بوجهه مصادر العمل المناسب ، مما يضطره إلى العمل بأجور قليلة وبشروط مجحفة في أعمال يأنف الأوربي من العمل بها (إعلانات – غسيل صحون – تنظيف مراحيض ومرافق عامة – عامل عادي في ورش البناء – سائق في شركة ..) وسعيد الحظ من يعمل كرسونا ً في مطعم ) وكثيرا ً مايعمل المتعلمون بمقتضى شهاداتهم العلمية لأنه يتطلب منهم للعمل الأكاديمي حسب شهاداتهم أن يعدلوا تلك الشهادات وهذا يتطلب وقتا ً طويلا ً يفضّل الأجنبي أن لايضيعه في الدراسة بدون أجر شهري هو وعائلته حيث أنهم بأشد الحاجة إليه ، بنفس الوقت الذي لاتكف ّ مؤسسة الضمان الاجتماعي ولا مكتب العمل فيه عن الضغط عليهم للبحث عن أي عمل طيلة فترة وجودهم في المنفى حتى يبلغ الأجنبي سن التقاعد القانوني ، وهذا محددا ً في النمسا وعلى سبيل المثال بخمس وستين سنة ..يعني : " عيش ياكديش .." .
كثير من القادمين إلى الغرب غشتهم أكاذيب أصدقائهم بصور جملـّوها عن الغرب .. باعوا كل مايملكون كي يصلوا إلى الجنة التي سمعوا عنها ، ولمّا وصلوا وبعد نضال مرير ، وحصلوا على الإقامة أواللجوء ومساعدات الدولة لم تتجاوز مساحات بيوتهم الستين مترا ً مربع (علب كرتون) في حين أنهم كانوا يعتبروا بلادهم بملئ مساحاتها ملكا ً لهم (بما فيها فصول السنة الأربع) فضاقت بعيونهم ، وتركوها ليعيشوا غرباء في بلاد الله الواسعة الأرجاء ..
وبالرغم من أن الأوربيين ينحدروا من أصول مختلفة إلا أن التفكير بتفوق العنصر الآري (معشش) في أدمغتهم .. يعاملوا الأجنبي معاملة مميزة أفضلها إعتباره مجرد إنسان وليس (حيوان) ولذلك وبشكل عام يعتبروا كل اللاجئين هم بحاجة للمساعدة الإنسانية في الوقت الذي يعتبر المثقف نفسه أو الناشط السياسي بأنهما غنيان عن هكذا معاملة ، ويعتبرا أنفسهما بأنهما مساويان للأوربيين في القيمة الاعتبارية بالرغم من إشفاق الناس عليهما ..!!

****************

نتيجة للكذب الذي مارسه الآخرون علينا لم يعد يصدقنا أحد .. رغم أننا لانكذب ولانختلق التاريخ ..
فلا أهل البلاد التي نفينا إليها يصدقون أننا لم نكن بحاجة لبلادهم ولا لمساعداتهم وشفقاتهم لأننا بغنى ً عنهم لولا الظلم والقهر السلطوي الذي نعانيه كجماعة من الناس كنّـا نعيش على أرضنا وأرض آباءنا وأجدادنا .
فهما لم يتحملا مشقات وأخطار السفر ليكسبا العطف والشفقة ، إلا من باع نفسه ورضي بالفتات ..

ومـــــن يســـــــــهل الهوان عليه مالجــــــــــرح بميت أيــــــلام

ولا أهلنا في الجزء الآخر من الكرة الأرضية .. يصدقوا بأننا نعاني قهرا ً اجتماعيا ً رهيبا ً ..

*************************

منذ فترة ليست بالبعيدة أرسل لي صديق قديم من سوريا يقول لي عبر الانترنيت : " أطلب منك طلبا ً بسيطا ً ، وأرجو أن لاتردني خائبا ً : أرسل لي فقط ثلاث مئة ألف ليرة سورية (بما يعادل 6000 دولار ) لأبعث ابني بهذا المبلغ إلى الخارج ، وإذا لم ترسل لي المبلغ سأضطر لبيع بيتي ..
لماذا تريد أن تبيع بيتك ياعزيزي ، ولماذا ترسل ابنك إلى الخارج ، أوتعتقد أننا في الخارج نحصد المال كما يحصد الفلاح القمح والشعير ؟
أرسلت له رسالة اعتذرت له فيها وقلت له لو كان معي المبلغ المطلوب لرجعت الوطن حتى ولو كانت كل عيون رجال وعوانية الفروع بإنتظاري .


*************************

منذ يومين فقط كنت في زيارة عمل إلى المانيا وهي تحدّ البلاد التي أسكنها منذ خمسة عشر عاما ً ، ورغم حصولي على الجنسية الأوربية لم يكن معي إجرة منامة ليلة واحدة في فندق .. قضيت ليلة الأحد في قهوة المحطة بمدينة كولن أنتظر أول قطار سيقلع في السادسة صباحا ً ..

*************************

ياإخوتي وياأهلي ، الغريب ، سيبقى غريبا ً ليس عن أهله ووطنه فحسب ، بل حتى عن المجتمع الذي لجأ إليه ، وثقوا تماما ً أن الكثير من الأوربيين يخجلون من بناء علاقة مع أجنبي أو أجنبية ، حتى ولو توطدت علاقاتهم وتحولت إلى قصص حب .
الغريب وكما قيل : " كاليتيم الفطيم الذي ثكل أبويه ، فلا أم ترأمه ، ولا أب يرأف به " وهو : " كالوحش النائي عن وطنه ، فهو لكل رام رمية ، ولكل سبع فريسة " و " كالغرس الذي زايل أرضه ، وفقد شربه ،فهو زاو ٍ لا ُيزهر ، وذابل لا ُيثمر " .
يا أهلي وأحبابي : آمل من كل عاقل ومدرك منكم أن لا يحزم أمره على هجرة وطنه إلا إذا كانت حياته مهددة بالخطر في بقاءه في الوطن ..

اسمع مني واثبت ياأخي في أرضك كجذر شجر زيتونة .. أو دالية عنب ..
ازرع شجرة في دارك ، صادقها واسقيها .. ستفيئك ، وتطعمك وتدفئك ..
لاتخاطر من أجل أن تحصل على رتبة كرسون في مطعم أو غسال صحون في حانة ..

أرجوك .. لاتصدق كذبة السيد علي المصري .. ولا أكاذيب الآخرين ..

==================
عضو اللجنة المركزية لحزب آزادي الكردي في سوريا *



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبة علي المصري وحالات كذب أخرى
- وحدة - انشطار - وحدة
- الحركة الكردية ترفض الإشارة إليها
- قراءة في كتاب (مجالس الشوك والورد) للأستاذ ابراهيم محمود
- عندما تهوي الكواكب
- الرمز الذي لم يمت - غيفارا
- بعض الأخطاء التي أودت بحياة الحزب الشيوعي
- ليش النرفزة المفبركة
- بمناسبة مرور 105 سنوات على استشهاد سليمان محمد أمين
- بعض الأخطاء التي أودت بحياة الحزب الشيوعي السوري
- رشـــــــــــــــــــــــّـو وروشـــــــــــــــــــــن
- خطوة .. خطوة في طريق الإصلاح
- على هامش إحتجاجات الجالية الكردية في آذار
- على هامش احتجاجات الجالية الكردية في الخارج
- تعاطفوا مع شعبنا
- المرأة في عيدها
- النضال السلمي يؤتي نتائجه في لبنان
- الوطن - الكاتب - الإغتراب
- الغدير
- دعوة أبو سعيد الدوماني


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - حالة السيد علي المصري وحالات كذب أخرى ..