|
داعش سقوط الاقنعه وكشف المستور
سناء بدري
الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 11:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
داعش سقوط الاقنعه وكشف المستور لا شك ان محاربة الارهاب المتمثل بداعش واخواتها قد اسقط الكثير من اقنعة الدول الداعيه الى التخلص من هذا التنظيم الارهابي وكشف المستور واسقط اوراق التوت والتين عن عورات كل اؤلائك الداعين لمحاربته تحت مختلف الذرائع.الكل يريد قطعه من كعكة محاربة داعيش لمصلحته ومصالح مجموعته التي يمثلها ان كان الاسلام او المجتمع الدولي والدول العربيه (سوريا والعراق) والخليجيه والغرب تركيا وايران وروسيا والصين. داعش ورقة يناصيب لوتو سياسي اقتصادي الكل يريد حصه من محاربته حتى هؤلاء الذين دعموه واسسوه بالمال والسلاح . لكي تسيطر على مقدرات وسياسات واقتصاد الشعوب يجب ان تخلق وتخترع وتحيي فزاعه تخيفهم بها ومن ثم تتدعي حمايتهم منها ومحاربتها ليظهر ذلك وكانك منقذ ومحرر للشعوب. من اوجد داعش؟ سؤال متفرع الاجابه لا يمكن حصره وايجازه على قاعده حسابيه بسيطه 1+1=2 لان هذا سهل جدا ويبسط المسأله وتكون الاجابه ساذجه مكرره سطحيه والهروب من اساس المشكله. داعش هي خلطه عجيبه معقده رغم استسهال تحميل طرف لوجودها وتبرئة الاطراف الاخرى الحاضنه الداعمه المموله المساعده.هي فكر ديني اصولي متزمت يرفض المختلف مع تراكمات سياسيه اقتصاديه نتيجة الفقر والجهل والاستبداد بالاضافه الى تجيش ودعم غربي استفاد من سطحية وعدم عقلانية افرادها بتواطئ دول البترودولار الخليجيه. الاجابه الظاهره امريكا والغرب ودول الخليج السعوديه وقطر و والخ. هذا جزء من الحقيقه وليس الكل .فالقاعده وطالبان هم الاساس والبدايه صنيعه امريكيه لمحاربة السوفيت والمعسكر الاشتراكي بداية من افغانستان...انتهت حقبة الاشتراكيه بانتصار امريكا والقطب الاوحد .مارست امريكا سياسة الشرطي العالمي في كافة اصقاع الارض لكنها لم تستطع التخلص من صنيعتها القاعده وانقلبت عليها وهاجمتها. داعش هو نسخه منقحه من القاعده حصلت على الدعم الغربي في البدايه الا انها تمردت على خالقها..لايهم من كانت تخدم اذا كانت امريكا ودول الخليج ام كما يدعي البعض سوريا وايران او تركيا. داعش تنظيم ارهابي اصبح يزعج الجميع انفلت من عقاله مونستر ديناصور وحش يهتك الاعراض يقتل ويسبي ويحتل ويقوم باباده جماعيه للمختلف الغير سني مع شمل السنه المعارضين لسياسته. لتكملة الاجابه المركبه داعش هو افراز للاسلام السياسي والموروث الديني الحاضن لافكار الاقصاء والتحجيب .هو ناتج لسياسات القمع والدكتاتوريه في البلدان العربيه وهو ناتج سياسة التحريض والتعبئه وغسل الادمغه من قبل شيوخ البترودولار والوهابيه وصولا الى الاخوان المسلمين رافعا راية اسلمة المجتمعات قصرا وشعار الاسلام هو الحل لخير امة انتجت للناس. قد يقول البعض ان امريكا والغرب صنعت هذا المسخ الارهابي لخدمة مصالحها ولتنفيذ مهمه وهذا جزء من الحقيقه. لكن لو لم تكن هناك بذور فكري ديني اقصائي معباء وحاضن وعقول مغيبه واقعه تحت وصاية الدين يسهل قيادتها لانها مخدره فاقدة الاحساس يسهل توجيهها تحت تأثير قناعاتها ومعتقدها الذي صير حياتها لما حدث لك.اذا كانت امريكا والغرب بريطانيا حاضة الاخوان المسلمين منذ نشأتها هي المخ فالعضلات والادوات هي الاسلام السياسي .
الحرب على الارهاب الداعشي كشفت الكثير من عورات المجتمع الدولي خصوصا الدول ذات العلاقه والتي يضرها هذا الارهاب ولم يعد يخدم مصالحها وانتهت مهمته. ففي البدايه لم تتحرك رغم اقتراف هذا التنظيم وامثاله من التنظيمات( النصره وجند الشام و الخ) من فظاعات في سوريا ضد الاقليات المسيحيه والكرديه وال وال .لكنها اليوم تتحرك لان المعطيات تغيرت وهناك خطر عالمي وليس محلي. امريكا تريد الحفاظ على مصالحها في منطقة الشرق الاوسط وتريد تأمين حلفائها السعوديه وقطر ودول الخليج والاردن لان مصالحها الاقتصاديه والنفط هما الدافع. ايضا تأمين حلفائها الاكراد . السعوديه بسب الخطر على العائله الحاكمه واجتياح اراضيها اذ ان الدواعش يحظون بتأيد واسع لدى المجتمع السعودي خصوصا الشباب الحاقد على فساد العائله المالكه. قطر تريد ايضا الحفاظ على مكانتها وتأمين استمرار حكم ال حمد. دول الخليج نفس السيناريو. ايران تساوم وتبتز المجتمع الدولي بأن محاربتها للارهاب مشروطه بشكل أساسي ببرنامجها النووي واستمراريته وان تبقي وصايتها على العراق مع بقاء الاسد في الحكم مع امكانية المساومه في هذا الموضوع. تركيا ايضا تريد مكاسب من محاربة الارهاب كما تتدعي رغم انها الداعم الاكبر له اذ ان معظم الارهابين يستخدمون اراضيها للدخول الى سوريا والعراق وهي تغض الطرف عن ذلك بمزاجها. فهي تريد حزام امن من الاراضي السوريه وضمها لتركيا وايضا وعد بتحجيم وعدم مهاجمة الاكراد لمصالحها واراضيها ويكون لها حصه في النفوذ والوصايه مثلها مثل ايران وامريكا. سوريا النظام يحارب التنظيم لانه على اراضيه وينتهك سيادته لكنه ايضا يريد اعتراف المجتمع الدولي بأستمرار حكمه وهو ايضا يساوم. لبنان في المعمعان واقحم قصرا في هذه الحرب لان جزء من اراضيه جبهة النصره تسيطر عليها وصراع حزب الله والنصره وداعش ادخلها الصراع منذ بدء الازمه السوريه. العراق ايضا يحارب لان اجزاء كبيره من اراضيه ونفطه تابعه اليوم لداعش. والاكراد مشاركين بالحرب على الارهاب لانه هناك خطر وجودي على مصالحهم وكيانهم . روسيا والصين موقفهما داعم للنظام السوري وحاليا لايشاركوا في محاربة الارهاب بشكل مباشر لكن دعمهم لسوريا وايران هو الاساس. الغرب المتمثل بفرنسا وبريطانيا مشارك بهذه الحرب نتيجة خطر عودة الكثير من الدواعش حاملي الجنسيه البريطانيه والفرنسيه لاراضيه ونشر الارهاب والتخريب هناك. فدواعش فرنسا هم الاكثر عددا يليهم البريطانين.
ماذا نستنتج؟ ان اللعب بالنار من امريكا والغرب ودول الخليج اصبح يحرق الاطراف حاليا.وان محاربة الارهاب ستطول لعقود من الزمان وان الخاسرون كثيرون اهمهم الشعوب العربيه التي طالها وسيطالها هذا الارهاب.وحتى الغرب وامريكا لان المشوار ابتدء . فكرة القضاء على داعش بالضربات الجويه ساذجه ولن تحقق المراد .تداعيات الحرب على داعش واخواتها تلقى مردود عكسي اذ ان الاسلام السياسي يعبئ الشارع وحتى الاسلام المعتدل يروج لادعاء الحرب على الاسلام. لا حلول سريعه الفجوه تتسع . ان دمقرطة الحكم في الدول العربيه والاسلاميه هو بداية الطريق وتغير كل الانظمه على اساس ديمقراطي هو الحل وتحيد الدين.
#سناء_بدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسلام يخسر المعارك وقد يخسر الحرب
-
حماس والانتصار بطعم الهزيمه
-
علي بابا دوت كوم والاربعين مخترع
-
الاسلام السياسي والارهاب الديني يلتقيان بالاهداف
-
الحرب على الارهاب فقط اذا هددت المصالح
-
نريد وطن بلا نفايات
-
اليوم اطفئ شمعتي الاولى في الحوار
-
لا تقحموا الدين والحجاب في كل باب
-
دونية المرأه في الفكر والنهج الاسلامي
-
الملحد لا يذبح ويكبر الله اكبر
-
الاسلام المعتدل وفظاعات الصوت والصوره
-
ديمقراطية امريكا لنفسها ومصالحها فوق الجميع
-
خيارات هيلاري الصعبه انتجت داعش
-
لبيب مع الفلسطينين وليس ضد يا مكارم
-
تراجع مكانة ومكتسبات المرأه في عالمنا العربي
-
غزه وحماس بين رؤيتي لبيب وابوشرخ
-
فاسية داعش ونيام اهل الكهف
-
لا تقامروا بأرواح الشعوب
-
العالم قريه كونيه انسانيه وليست دينيه
-
لماذا لا يوجد صراع طائفي بالغرب
المزيد.....
-
وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما
...
-
-معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
-
الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
-
بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن
...
-
مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف
...
-
مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا
...
-
هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
-
-الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال
...
-
ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس
...
-
بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|