نور الدين بدران
الحوار المتمدن-العدد: 1293 - 2005 / 8 / 21 - 11:53
المحور:
الادب والفن
أيتها الغابة
قبل العبير
والخضرة السوداء
كقباب تؤنّث المدى
والسماء سكرى
إلى موعدها الأول
كأنها تخشى أن يضيع
قُبيل عناق ملتهب بطيء
بين دهشتكِ و لهفتها
شدني اللبسُ
غموضُكِ أيتها الغابة
و بين السطور
حين رفرف الفؤاد
لا ورقة كجارتها
لا غصن كأخيه
لا لطائر عين اللغة.
قبل وضوحكِ العالي
سحرني الإبهام
كطائرة من ورق
ابتعدتْ طفولتي كغيمةٍ
تلاشت وراء الأفق
وخيط حرير كهولتي
بيد عاشقة.
أستظل أدفأ
أعصر الثمر
جذوعكِ العريقة
لوحات تطوي الموت
كما تلهم الحياة.
على ضفة الخطر
شبكة تفاصيل الأمان.
اللاهثون صوب الحمّى
يعبرون بلا التفاتة
أغطيهم كأيتام
بنظرات رثاء
بأوراق خريف
وما تبقى من كنوز
حتى آخر قطراتِ الضجر.
إلى كوخي المفتوح
نجوم هجرها النوم
تأوي غجريّات السماء
الآبقون عبر الأزمنة
الراكلون إلى وراء
متون عروش مخضبة.
وجهكِ المضيء
ولا كتب الحكمة
ولا بدر نيسان
أرجوحة الأشواق
بين أفنان الوحدة
أتقرى أصل السعادة
فصل البهاء.
إزاء جلال مقامكِ
ندوب تضمحل
كتبها ماضي غيرةٍ رعناء
بسكين شفقة غاشمة
من /على بني الإنسان.
نور الدين بدران. 6/2005م
#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟