أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - أور تشرب دموع سنجار وكوباني














المزيد.....

أور تشرب دموع سنجار وكوباني


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 15:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



1

أتخيل أجفاني خيوطاً في ثوب بابا الفاتيكان الأبيض ، وهو يصلي في زيارته المؤجلة لبيت النبي أبراهيم في أور.
أتخيل أمي ، عندما عرفت أني نمت ليلة في بيت حاجي صبري في قرية بعاذرا الأيزيدية ، تسأل في حيرة :هل شطفتَ يديك ...
أهمس لها بصوت الكاهن البوذي راما : البرغل طعام الله ، وهم يطبخوه بعناية ونفس طيبة ، فلا داعيَّ أن أشطف يديَّ إلا بعطر عذروات مقام الشيخ عدي ...
أتخيل ذكرى كأس هوى شاعري بليل دمشق مع لقمان ديركي ، هذا المهوس بآريته المجنونة وسؤال عن عامورية وديرك وأشجان الورد الكردي في غربة الهوية ، فيؤشر بفطنة عراف :كوباني ، عين العرب ، وعين القبلة ، وعين أتاتورك ، ويهمس : سيكون للدمعة وجعاً هناك...
وسيمتنع أوجلان عن شرب حليبه الصباحي في سجنه ...
وسيسمع العالم أول حزام ناسف من بشر كردي يلتف على بطن أمرأة اسطورية ويتفجر في وجه داعش...
أنا أسمع الآن صوت سبايا شنكار ، ينادي حزن شنعار ...
أرض الله.
صبر الله.
ريش الطاووس.
شروال نبي من أهل دمشق.
كلهم في متاهة العطش.
وهذا المتلحي بالهوس وأميته الأسيوية.
يحمل علما ...
ولا يحفظ آية واحدة.
جاء من داغستان والشيشان وغابات سنغافورة ...
وهم لم يقرأوا قرطاس حلم اللحظة الفاتنة في نشيد عجوز طيب أسمه حمزاتوف:
حتى الوردة ينبغي عدم ذبحها بقطعها من شجرتها......!

2
هو سؤالك ، والأجابة عند كاهن مندائي من أهل الكحلاء..
ما الذي يحدث بالضبط ؟
ــ الذي يحدث أن الله يريد أن يُرينا فعل البارود....
نرد : ولكننا نراه في كل الحروب.
من داحس وطروادة وحطين..
وحتى كوباني الدامعة العينين...؟
ــ لأ أعرف هذا الطالع ، لايحمل وجه امرأة حسناء
لا يحمل من سنجار أماني الأزهار
بل يحمل وجه الدبابة .
وجه ذبابة ....
ومسيحيٌ تركَ الذكرى في دكةِ بابهْ..........!

3
أبحث في الخارطة عن سنجار وكوباني . أبحث عن أور وشارعنا ، وصرائف قصب الأهوار في اليوم الأول من الوظيفة.
أقرأ في نبؤات وجوه تلامذتي المعدان :
أساطير الحزن.
عربات البطيخ تصير.
أريهم وجه المونليزا
أريهم وجه جيفارا.
وجه الملا مصطفى.
وجه عبد السلام وعبد الرحمن والمغدور فيصل الأول.
كبروا ...
الآن ....
نسوا التأريخ والجغرافية...
وأبناءهم فقدوا في قاعدة سبايكر.
أنا فقدت في شوارع دوسلدورف.
اجمل دمعة لكوباني .
وسنجار
وأريد لها لجوءا سياسيا في منزل غونتر غراس........!

4
كوباني.
سنجار.
بيتنا في شارع اسديناوية
وعلوة أبي في صفاة الحنطة قرب سوق الصاغة
ورمش امرأة هندية عشقتها في الصف الثالث.
سأمضي الى مزرعة الأحتجاج والذكريات .
لأزرع من أجلكم البطاطا والشمندر والأنناس........!

5
والأن أنصت الى هوشي منه وهو يتحدث عن الصمود في بوابات المدن الموشومة بالعقارب والثعابين. أنصت لصلاة المندائي زهرون وهو يتحدث باللغة السريانية عن عطر الله في أرواح طفولاتنا الجنوبية.
يفتح الكنز ربا
الكتاب العظيم ...
يقرأ الخيرة عن مصائر الأقليات..
وقبل أن يبدأ زيوا ملاك النور بالطيران .
يشتد نحيب كوباني وسنجار..........!

6
في النهاية أيتها المدن المبتلاة ، بتلك البجامات الرثة للمسلحين الغرباء.
لكِ ما لموسى في عصاه.
أخضاع البحر لأرادة الروح الرائية .
موسيقى حرب الشوارع...
حرب الغابات ...
حرب نينوى ...
من أجل الشام وعينيكِ.
من أجل بابل وتلكيف وديركْ
من أجل أور ومقاهي أثينا والقامشلي..
من أجل غرام المعدان وليل بنجوين
من أجل روحي التي تحبكم :
أصمدوا لدقائق أخرى...............!


دوسلدورف 6 اكتوبر 2014



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روحٌ مندائيةٌ ، بثوبٍ أبيضٍ ، بفنجانِ البابنكْ......!
- مدائح ( وصيرورات )
- في ذكرى أبن الناصرية كمال سبتي
- محسن الخفاجي وأفلام السينما
- وداعاً محسن الخفاجي ..الذكريات لم تعد جميلة...
- مراثي للقاص ( محسن الخفاجي ) ..
- شيء عن الملاك المندائي الأزرق
- أجفان الحنان في دمعة الست نعمت ...!
- أحلام في رغوة الصابون
- مواء وقصائد ودفتر أنشاء..........!
- مفارقات الألم
- عن الرائي أسماعيل فهد أسماعيل
- بصراثا عبد الكريم كاصد
- مسابقة للقصة القصيرة
- دلمون علي الشرقاوي
- حزن شوقي كريم حسن
- مرثية لأكثم عدنان
- شيء أعرفه عن الأيزيدين ...
- شامة الأسد ...
- نينوى ونبؤات داعش الشريرة


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - أور تشرب دموع سنجار وكوباني