أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - في ذكرى حرب تشرين














المزيد.....

في ذكرى حرب تشرين


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4595 - 2014 / 10 / 6 - 23:44
المحور: كتابات ساخرة
    


تمر علينا اليوم ذكرى 6 تشرين/أكتوبر تلك الحرب التي شارك فيها جيش العراق مع بعض جيوش العرب مشاركة حقيقية وفق مايمليه الواجب ودفع فيها ثمن الحفاظ على الشرف وفق معايير ذلك الوقت , كانت نتيجتها طفرة أنقذت العرب من عقدة النكسة التي واكبتهم دهراً ليس بقليل لم يقتصر النصر على الحكومات بل شملت فرحته كل الشعوب , رغم كونهم فقراء مغلوبين , فحين عبر الجنود المصريون قناة السويس عبرت معه أمة من خانة الفشل الى خانة الأنجازات العملاقة ليمتلكوا زمام المبادرة من جديد , تحول الى شعور أعاد الثقة بالنفس أثلج قلوب الناس من المحيط الى الخليج , كنا جزءاً منهم فخرنا و فرحنا بالجيش العائد من الوغى وأستقبلناه في ساحة التحرير بنثر الغار والأهازيج , كنت في السادسة أعي ذلك مثل الحلم اللذيذ , لم يسمحوا لي بالذهاب الى الباب الشرقي لكنني شاهدت الأحتفالية في وجوه الناس والشارع و التلفزيون , لم يكن نصر سهل و لم تكن هزيمة فبركها الأعلام الى أنتصار موهوم , تأسفنا على الخسائر التي بلغت ( 323 شهيد دفنوا في دمشق و 137دبابة وناقلة جنود 26 طائرة) لم يهرب منهم أي جندي في ذلك الوقت وهكذا سجلت للعراقيين منقبة مضيئة في التاريخ , كانت القضيّة واضحة والعدو واحد معروف جعل الضمائر مستريحة والرؤية صريحة لاتقبل اللبس مثل الشمس , ومع تلك الذكرى وكما هي عادتنا في اللغو و الثرثرة كوننا نعيش عصر الشرّاح المتفيقهين دعونا نلقي نظرة على واقعنا مع أسترجاع لذاكرتنا عسى أن نخرج بنتيجة منطقية تفسر مايجري اليوم .
الجيش مؤسسة أساسية تحفظ للدولة هيبتها , أهم ماتقدمه هو شعور لامرئي بالكرامة والفخر يغذّي أفراد الشعب أجمعين , تعرّض خلال العقد الأخير الى ظلم و تدمير ممنهج على يد أمريكا وأتباع دول الجوار والغرب , حاله حال كل المؤسسات تأثر بالصراعات والتفرد والنفوذ , بعد مرحلة ألغائه وبنائه من جديد فوجيء بأحداث جسيمة أستنزفت منه الكثير , يرتبط ما أصابه بالواقع الذي يحتاج الى تحليل موضوعي إن أردنا البحث فيه وجب علينا أولاً التطرق الى المعايير , كانت الدول العربية راضخة سواء مرغمة أم بطلة لفكرة الألتزام القومي الذي عززته قضيه فلسطين , الحكومات دكتاتورية نتفق على ذلك , الجيوش تتبع الرئيس نعرف ذلك ياقوم , يبرز الى ذهني في تلك اللحظة سؤال بريء عن المعايير التي أضعناها فأضعنا كل شيء , كيف نحكم على الأنظمة لنعرف منها الجيّد من السيء , من وجهة نظري أعتبر نظام الحكم جيداً حين تقل أثنائه حالات الموت , زميلي حسين يعتبر النظام جيداً حين يكبر (كرشه) ويقصد أن يحصل على مال وفير , أما جاري ثائر فله وجهة نظر مختلفة ويقول أفضل نظام حكم هو الذي يمنح الحريّة ويقضي في نفس الوقت على المجرمين , قال ذلك وهو يستجدي من أصدقائه مبلغاً كما هي عادته فهو عاطل بائس لايملك شروى نقير ولايعرف من الدنيا سوى مدح فريق وشتم فريق , المسألة معقدة معنا , بعد ظهور وزارة خاصة بالنازحين وأخرى للأقاليم وأحداث لو سمعناها قبل سنة كنّا حكمنا على قائلها بتهمة الأرتداد عن العقل لنرميه في مستشفى الرشاد في ردهة خاصة بأخطر المجانين , الأمر مهول يحتاج مئة سنة من البحث , هل أن أسباب الأنحطاط بسبب غلبة الظاهرة (الشعوبية - الشوفينية) فحسب , تلك التي أضمحلت أمامها فكرة الوطنية أو القومية أو الأنسانية , حتى القومية التي وصمت بالرجعية والوهم حققت في وقت ما ماعجزنا عن تحقيقه اليوم , كذلك الوطنية كمفهوم معروف تأثرت وصارت تهمة تناهز الجرائم التي يحاسب عليها القانون فالنفوذ الدخيل يغيّر حتى القوانين , أشياء كثيرة لايمكن أن تقال في تلك المناسبة السعيدة , لكن الخوف من معاداة السامية و شتم الطائفية تجعلنا نقف لنلزم الحدود , فلا أحد يضحي بروحه العزيزة من أجل قول لايقدم ولايؤخر في تلك الفوضى التي يقتل فيها الناس كل يوم , أفضل تعريف للمشهد هو ما صرّح به صاحبي أبو أحمد الذي نطلق عليه لقب (قرين البهلول) في وصفه لما نعيشه اليوم يقول (أنحدرنا للحضيض حين بدأ غيلان الأمة بالخروج من القمقم بعد تحريرهم على يد مجانين العولمة لينفّذوا مخططاتهم التدميرية بـ طوئفة الشعوب ثم ملشنة الطوائف ثم دولنة الميليشيات لتتلاشى معها الدول والمؤسسات ويسود وضع أقرب الى اللحظات الأولى لماسبق طوفان نوح) لا أعرف إن كان ذكر شيئاً عن الحياة التي تعقب تلك الفترة وكيف ستكون , فأنا لا أطيق أن تتحول حياتنا مع أعمارنا القصيرة الى حقبة لمجرد قضاء الوطر في الأكل والشرب والنكاح حتى القبر , ولي العذر إذا ما عرفتم بأن الحقبة كمية زمنية تقدر بثمانين سنة وهل يبقى الناس أم ينقرضون , ربما تتغيّر الأمور , والأحتمالات كثيرة , ربما يظهر مخلّص ينقذ الجميع ويعيد ترتيب كل شيء وهذا الخيار موجود ( نراهن هنا على السيد العبادي أو أي شخص يمتلك برنامج أنقاذ عقلاني وهو أمر متفق عليه) فإن لم يتوفر سنبقى نسير بالعكس خارج المنطق والمألوف حينها لانملك الا اللجوء الى نظرية الأنفجار الكبير التي تنطبق على كل جزئيات الكون سنعود لنلحق بالحضارة بادئين من الصفر لنمر بخطوات التطور التي مر بها أجدادنا في العصر الحجري ونصل بعد آلاف السنين الى اللحظة الأصعب بنزع الرايات السود والقضاء على ثورات الثغور ومن ثم ردم كل الجحور , حينها نبني الرصين من الأيديولوجيات والمعايير من جديد , ربما يحصل ذلك حين ينتهي العبث لنعود الى مراحل علمنة الدويلات الناشئة وتعود الدولة واضحة المعالم بكل المؤسسات وفق معايير عقلانية واضحة وبضمنها طبعاً الجيش , نريده جيشاً منتصراً يملك مهارة الجيوش الحديثة يعرف عدّوه من صديقه واجبه حماية الوطن بكل مافيه ولايتراجع مهما قدّم من الخسائر فهو جيش الأمة والشعب , تحية وفخر لجيش العراق الذي شارك في معارك الشرف ويشارك اليوم في حماية الشعب وتحية للجيوش العربية ولاننسى طبعاً الجدير بالتقدير جيش مصر .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أتاكم حديث الأسحاقي
- فرج آيدول وحرب الخليج الثالثة
- لغز الموازنة ولطم شمهوده
- بيتنا وبيت أبونا والغربه فرهدونا
- العراق وحرامي البيت الأخطر من أمريكا
- الهالووين ينقذ بلاد الرافدين
- في ذكرى هادي المهدي كوكب العراق
- جنّه بالهوسات ما تسوى فلس
- جماجمُ قومٍ عند قومٍ قلائدِ
- بيان نگرة السلمان
- سبايكر وبزونة حلب وين أهل الغيرة
- فرشاة الأسنان والأنف الكبير والكلب
- القيمر والتمر يهزمان الشر
- أزمة العراق مشاكل عائلية فحسب
- طار نتن گوگل
- لاعزاء مع لصوص الله
- رسالة الى رجالات العراق
- يوميات سفيه
- حكايات الحصى والذئاب وتاريخ الخراب
- شؤون عسكريّة شفّافة وعلنيّة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - في ذكرى حرب تشرين