|
اخر عيد وانت بعيد
بشار فريد
الحوار المتمدن-العدد: 4595 - 2014 / 10 / 6 - 20:37
المحور:
كتابات ساخرة
سمعته يصرخ مستنخياً شهامة من تبقت لهم الشهامة. صرخات عميقة، مثقلة بتركة دهور من الظلم والذبح على كل فارغ ومليان. "ألا من مخلص؟ ألا من يعتقني من مهرجان الدم الذي تسمونه عيداً؟". وهنا تحرك في داخلي شعور كنت اوفره ليوم كهذا، نخوة وفزعة كان ملهمي فيها كل الغيارى في تاريخنا المجيد الذي لن يتسنى لي ابداً التحقق من صحته. صرخت لبيك! وهممت الى القصاب وانشدت قائلاً : أنا ابن الكرامِ بهذا البر معروف***نداني خروف لبيك يا ذا الصوف دفعت للقصاب ثمن حرية الخروف، شكرني وسألني اذا كان معنى ما فعلت هو أنه قد اصبح عبداً لي. ضحكت وطمأنته بأن زمن العبودية ولى وبانه من الآن خروف حر طليق، لا وبل دعوته لكأس من البيرة الباردة. وافق وتبسم عن اسنان سوادها من سواد ما عاناه هو وجنسه من يوم دبوا على هذا الكوكب،،، مسكين. مشينا، متجاذبين أطراف الكلام ورحت أسأله الكثير من الأسئلة التي طالما راودتني. أنا: لكم الحق في كراهيتنا، أنتم تكرهوننا اليس كذلك؟ الخروف: إسمع ياصديقي، أتسمح لي ان اناديك صديقي؟ أنا: بالتأكيد يا صديق، أكمل رجاءً. الخروف: إسمع ياصديقي، أنتم في كثير من الاحيان مساكين "ماتتخيرون عنا"، وأنا لا اعلم حقيقة أن كنا نحبكم او نكرهكم. لكن الثابت لدينا والمتفق عليه هو إننا نكره إبراهيم ، أبو إسحق. أنا: تقصد النبي إبراهيم الخليل؟ الخروف: انتو تعتبروه نبي، إحنا ما ملزمين بهذه القصة. أنا: ولايهمك، الإختلاف على نبوة النبي إبراهيم لايفسد للجت قضية. الخروف: المهم ياصديقي، إبراهيم بعد ما فاق من العرق المغشوش الي كان شاربه، أدرك أن قراره بذبح إسحق كان تحت تأثير ما تعاطاه، وبنفس الوقت ماراد يرجع بكلامه فوصل لتسوية وية ربه على حسابنا، ولليوم ندفع ثمنها. أنا: والله عمي هضيمة الله يساعدكم الخروف: أني اشكر تعاطفك بس هذا مايغير شي لأن الخروف يبقى خروف أنا: أنت ليش متهاجر؟ الخروف: وما الفرق وانا مقتول بكل الاحوال؟ أنا: على الاقل في الخارج سيصعقوك، هم اكثر أنسانية منا الخروف: أتعلم انكم جنس منافق وبائس ياصديقي؟ أنا: لماذا؟ الخروف: تخدعون أنفسكم بأن لديكم "رحمة" وأنتم اشد من الأسود توحشاً. يعتبر بعضكم أنفسهم اكثر رحمة لأنهم يصعقون الحيوان قبل "أكله". انا في الحالين مأكول، الذابح ماكلني والصاعق ماكلني. أنتم مرضى ياصديقي بدئتم في الاصل نباتيين مطاردين، وها انتم اليوم تأكلون لحومنا وتأكلون بعضكم البعض. أنا: يالله ولايهمك، البيرة المجرشة اليوم تنسيك كل الهموم. الخروف: "قهقهه خفيفه" هرج مرج صراخ اليوم إلا اذبحه، ولوح بسكين كبير وهو يقسم بأغلظ و انحف الايمان لا فدوة إبراهيم مو هذا ابنك آني اليبوكني مو أبني، واحسنلي اذبحه الناس بينهم، منهم من يحاول اخذ السكين ومنهم من يحاول تهدئة إبراهيم. كنا نتفرج انا والخروف كباقي المتفرجين. إبراهيم: اني حلفت وما اكسر حلفاني، لازم اذبحه هنا صرخ أحدهم: هذا الخروف الله جابه، أكسر حلفك بيه أبو اسحاق. سحبوا الخروف مني، صرخت وصرخ. حدث الامر بسرعة البرق ولا ادري إن كان ما تلاه وغمرني مطراً أم دموعاً ام دم الخروف الدافئ الذي احتضنته جثة هامدة. لا ادري من جنى عليك ياصديقي، إبراهيم هذا أم إبراهيم ذاك، ام انا الذي اعطيتك املاً زائفاً بالإنعتاق من لعنة من هم مثلك. في تلك الليلة، أظن اني حلمت بالخروف يزورني، صوف ابيض في ابيض تبسم وقال: مو كتلك الخروف يبقى خروف!
#بشار_فريد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا
...
-
الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي
...
-
-تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار
...
-
مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني
...
-
تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة
...
-
“Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة
...
-
اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن
...
-
والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|