أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي شايع - كراج النهضة














المزيد.....

كراج النهضة


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1293 - 2005 / 8 / 21 - 08:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ويسألونك عن كراج النهضة..
فقل: هو مرآب لسيارات النقل العام في بغداد كبير،بالأمس انفجر الحقد التكفيري فيه..
بالأمس،الأرض مدّت وألقت ما فيها وتخلّت..حتى سال دم جنوبي ليختلط بآخر شمالي..وكان العراق كلّه هدف الانفجار ذاك، حيث يلتئم المسافر محتشدا بالآخرين، كلّ إلى جهته..
بالأمس مكان استودع ابن زريق البغدادي قمره الطالع من فلك الأزرار، ومن بين أجنحة حمامات كان الجواهري قد رأى لواذهن بين ماء دجلة وطينها..
بالأمس الأرض مدّت..وألقت ما فيها..وتخلّت..مكانَ غنى الشاعر ملتاعاً الى بغداد:
فقد طفتُ في شرق البلاد وغربها وسيرتُ رحلي بينها وركابيا
فلم أرَ فيها مثل بغداد منزلاً ولم أرَ فيها مثل دجلة واديا
هو إذن كراج النهضة البسيط،فليس لدينا مطارات تربط شرق البلاد بغربها،أو تصل عالما بآخر مثلما يدّعى عن مطار هيثرو،ولا محطات لقطارات تشابه ما أراه ملتاعاً،هنا، في هولندا حيث فاق عدد قطاراتها الألف قطار، وعلى سكك تصل إلى خمسين ألف كيلو مترفي مساحة بلاد تفوقها بقليل مساحة مدينة السماوة العراقية التي كانت تعسكر فيها القوات الهولندية..
تذكرتها وتذكرت"الريل"؛ذلك القطار الليلي المارّ في أغنية جنوبية على سكة وضعها الإنكليز قديما، ليسرق نصفها الشمالي القائد الضرورة!، وقت صارت سقوفاً لملاجئ حربه مع إيران.. تركها في أرضهم،عائدا إلى اتفاقية الجزائر بوهم نصر عروبي كبدنا فيه غالي الأرواح ومليارات الدولارات..
سأنسى كلّ الخسائر تلك لأتذكّر أكوام الحديد والخرسانة الباقية في إيران!!..قرب طائرات هرّبها الطاغية إليهم / الى الصدأ خوفا من القصف في الحرب الأخيرة..
أقول لازلنا في العراق نستقل باصات النقل العتيقة في كل جهات العراق لنصل متهالكين برداً في الشتاء،وحراً في الصيف..في مناخ تطرّف دهره علينا..

ويسألونك عن كراج النهضة..لم تكتب عنه،قل؛هو فقير كرواده والعابرين منه،فقير تشم فيه بؤس الوافدين من الجهات الأربع.. بالأمس، وبسبب تفجير تكفيري،اختلطت خطى العابرين دماً فيه،امتزجت بسواد العراق كلّه،لحظة لم تفرّق القنابل بينهم،فكما يرأب هذا المرآب الجهات كلها بألوان من فيه،يجمعهم عرباً وأكراداً،وآشوريين...و..و.. تقاسموا موتاً لم تتغير خرائطه مذ ترجل ملك تلك الجهات الأربع عن عجلة معاركه في تلك الوهدات على مشارف دجلة..
ومذ صاح القرشي؛ إنما هذا السواد بستان لقريش....
بالأمس مرّ اسم هذا الكراج في إعلام العالم،صار مشهوراً،ولكن إلى م يشهرنا الموت؟..
بالأمس..تجاوز عدد قتلانا ضحايا تفجيرات منتجع شرم الشيخ المصري،يوم هبّت الجامعة العربية مستنكرة لتعلن وقفتها مع مصر وإصرارها على أن تكون القمة العربية القادمة في شرم الشيخ..
فمن لنا بمؤتمر للفقراء والمنسيين في كراج النهضة؟..
لنا أن نسأل ولا ننتظر إجابة،هكذا منذ وقت طويل،نسأل ونستغرب من تواتر الزمان علينا،ومن بساطة أمهات لازالت قلوبهن تحوم على ذلك المرآب البئيس،وبين حقائب جند تسوقهم الأقدار في جبهات الحرب وجهاتها.. وبدعائهن المستديم:"فأمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء"..
لنا أن نسأل ولا ننتظر إجابة،عن سرّ الزمان في أمن بغداد..
أسأل عن مشاع الموت البغدادي وفي نفسي نكتة ذكّرتني بها مصيبة كراج النهضة؛ فقرب كراج آخر كانت سيارة الانقلابي طاهر يحيى- رئيس وزراء العراق أيام عبد الرحمن عارف وأيام انقلاب البكر- تمرّ من هناك،وفجأة أمر رئيس الوزراء سائقه أن يتوقف،مرتبكا لسماع صراخ يتعالى بهستيرية وانفعال عمَّ المكان: ثورة،ثورة،ثورة..حتى أمر السائق على الفور أن يتجه به إلى وزارة الدفاع،حيث منطلق كلّ ثورة عراقية وانقلاب أيامها،فوجد الوضع بما هو عليه من استقرار في الوزارة،وتقصى حقيقة الصيحات عن الثورة في وسط بغداد،فقيل له،ربما كان نداء السائقين لركاب يتجهون إلى "مدينة الثورة" إحدى ضواحي بغداد!.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !ما لهذا الدستور ينسى تلكم الكبيرة
- هام..تحذير من اغتيال سفير
- خيانة المثقفين
- السيد الجعفري.. قل الثقافة، وانسَ الرمح
- !سجين أخطر من الديكتاتور نفسه؟
- تأخير العدالة؛ظلم آخر..لو تعلمون
- وصل السيل الزبى
- دموع ماري
- مقال منعه موقع إيلاف من النشر
- الحصان الملكي وحيداً
- عندما يصمت المغني
- وماذا عن الجنجاويد البعثي،والآخر الإعلامي؟
- المربد العراقي ومرابط الكلام
- الدجيلي وباطل القول بأفضال الأردن على الشعب العراقي
- !أكان سيفعلها ملك الأردن؟
- المكيال أردني
- أيها العراقيون:آثاركم في المزاد الهولندي
- اضحك مع الإعلام العربي
- الإعلام العربي والشراكة في الجرم !
- حكاية رئيس تحرير


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي شايع - كراج النهضة