النمرة غلط

عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب
(Abderrahim Tourani)

الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 16:42
المحور: كتابات ساخرة
    

اتصل داعشي بأهله في المغرب ليبارك لهم العيد.
بعد الرنين.
- السلام عليكم
- ألو .. من معي؟
- السلام عليكم. لا تنطق بهذه " الألو " في الهاتف، إنها لفظة كافرة اخترعها الكفار الملاعين، لا يجب علينا نحن المسلمين ترديدها وراءهم كالببغاء. الدين الصحيح الإسلام الحنيف جاء بكلمات وتعابير جميلة يمكننا استعمالها، مثل التكبير والحوقلة والبسملة والحمدلة فنفوز بأجر عظيم.
- ياه.. خويا نجيب.
- تأدب قليلا يا أخي عبد العزيز، وناديني باسم "أبو جردل".
- ههه ماذا.. أبو جردل، هل تزوجت؟ وماذا فعلت باسمك القديم يا أخي نجيب؟ ثم هل نسيت اسمي؟ اسمي عزيز. أنا عزيز؟
- العزيز هو الحق سبحانه، وأنت ونحن جميعا لسنا سوى عبيدا لله. سأتزوج بحور العين إن شاء الله قريبا.
- دعنا من كل هذا يا أخي، أين تتواجد الآن، إن والدتنا مريضة أحزنها كثيرا أمرك.
- قل لها أن تفتخر بولدها وتعتز بابنها البكر. أنا الآن في جبهة القتال في سبيل الله. وموعدنا الجنة.
- من يوم ما سافرت إلى تركيا وأمك طريحة الفراش، جاء البوليس وفتش دارنا وحقق معنا بأسئلة حول نشأتك ومسيرتك.
- وبماذا أجبتم هؤلاء الكفرة؟
- قلنا الحقيقة.
- الحقيقة عند الحق سبحانه، قل لي .. هل هداك الله وصرت تصلي؟
- الله هاديني.
- لو هداك الله لالتحقت بالمجاهدين. .. وماذا فعلت أختك السعدية.
- اسمها سعاد، إنها تدرس بالجامعة.
- عليكم منادتها بالسعدية تيمنا بمرضعة سيدنا الرسول الكريم اللهم صل عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين آمين. وعليك أن ترسلها إلى الجبهة للجهاد مع المسلمين طمعا في أجر وثواب الآخرة.
- ودراستها؟ ثم لنفترض أنها قبلت، أنت تعرف أنها تعاني من مرض مزمن وغير قادرة على حمل السلاح.
- من كلمك عن سلاح، النساء في دولة الخلافة يتم توجيهن إلى جهاد النكاح، ألم تصلك أنباء عن جهاد النكاح؟
- وصلني أنك صرت قوادا لأخته يا ملعون..
.....
.....
انقطع الخط.
سألت الأم ولدها مع من كان في الهاتف، أجابها مع شخص أخطأ في الرقم.
- قل له يا ولدي النمرة غلط وناولني الدواء.
_______________

#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)       Abderrahim_Tourani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات