رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 13:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العرب في مهب الريح
بدأنا نسمع في الآونة الأخيرة عن نية تركيا الدخول إلى الأراضي السورية وإقامة منطقة عازلة كتلك التي أقامتها إسرائيل في جنوب لبنان، وها هي إيران تسرح وتمرح في العراق وتدخل من السلاح والجيش ما يحلو لها دون أي معارضة من الحكومة العراقية، وكأن العراق أصبح محمية إيرانية، لقد قلنا سابقا بان موقفنا كعرب يتفق مع الموقف الإيراني في سورية، من حيث عدم التدخل ألاجني فيها، ونحن نقدر الدعم الإيراني لسورية شعبا وحكومة، لكنها في العراق تعيث فسادا في الأرض، وهي تمثل أحد أهم الأسباب لما وصل إليه العراق اليوم من الخرب والدمار والقتل وغياب الوطنية العراقية، ناهيك عن القومية العربية، فهي تعمل لمصالحها أولا وأخيرا، والأتراك أيضا يعملون لمصالحهم، فهم ضد التدخل الإيراني إن كان في سوريا أو في العراق، حيث أن مصلحة تركيا تكمن في السيطرة على الشمالي السوري، وقد سمعنا سابقا بان شمال سورية حتى منطقة حلب هي منطقة تطمع بها تركيا منذ أن شكل كمال أتاتورك ما يمسى الجمهورية التركية.
ونحن هنا نطرح سـؤال "ماذا سيكون مصير العرب خاصة في العراق وسورية في حالة اتفاق الطرفين التركي والإيراني على تقاسم المنطقة بينهما؟ وقد تحالفت سابقا فرنسا وانجلترا والدولة العثمانية على ضرب مصر محمد علي، رغم النزاع المستميت على المنطقة.
هل بوسع سوريا التي تعاني أكثر من أربع سنوات من الحرب التخريبية أن تصمد في وجه الجيش التركي المستريح والممول والمسلح بالأسلحة الأطلسية؟
وهل بوسع الجيش العراقي المنخور من قبل النظام الطائفي والمخترق من المخابرات الإيرانية أن يحمي العراق؟
وهل بوسع النظام النفطي الخليجي أن يحمي نفسه من تلك القوى الإقليمية، وخاصة إيران، في حال تم تقاسم المنطقة بين إيران وأمريكيا وإسرائيل؟، فكلنا يعلم بان مصلحة أميركيا تكمن في النفط وتحقيق الأمن لدولة إسرائيل، وهي على الاستعداد للتحالف مع الشيطان، لتحقيق مصالحها، وقد تحالفت معه سابقا في أفغانستان من خلال دعمها (للمجاهدين) وفي سوريا ما زالت تقدم كل الدعم المادي والعسكري والبشري، رغم ما تدعيه من ضرب "داعش"، نقول بان النظام العربي الرسمي برمته مطلوب، كما هو الحال في الكيانية العربية، إن كانت وطنية أم قومية، المطلوب تصفيتها وقبر أي فكرة يمكن أن تعيد للعرب هيبتهم وكرامتهم، فكل القوى الإقليمية ـ إيران وتركيا وإسرائيل ـ والعالمية حلف الأطلسي، تعمل على إغراق المنطقة العربية في المزيد من الرمال المتحركة حتى لا تقوم لهم قائمة.
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟