أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - الفساد الإداري والمالي: بين الدين والقانون














المزيد.....


الفساد الإداري والمالي: بين الدين والقانون


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 02:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفساد الإداري والمالي: بين الدين والقانون..
محمد أبو النواعير*
في موضوعة بناء دولة مدنية وعصرية عادلة, يمر بها العراق اليوم بفرصة ذهبية تأريخية, لا يمكن أن تتكرر, إذا حصل وأن تم القضاء عليها، سيما بعد محاولات إضعافها المتكررة.
بعد محاولات الترميم المستمرة، التي يقوم بها بعض القادة السياسيين المصلحين، فإن الإخفاقات المتكررة, في عملية بناء الدولة, يمكن إيعازها الى سببين رئيسيين, الأول: الإرهاب والمحاولات الحثيثة, لإفشال التجربة السياسية الوليدة, والثاني وهو أخطر من الأول : يتمثل بإنهيار بينة القيم الوظيفية والقانونية, بحيث أصبح القانون مجرد كلمات مخطوطة في الدستور, يتلاعب بها منفذيه, في السلطة التشريعية أو التنفيذية أو القضائية, ويغيب إحترامه عند المواطن بشكل عجيب.
في دول العالم المتحضر, يحوز إحترام القانون، على أهمية واسعة في المنظومة القيمية, حيث تتم تربية الإنسان منذ نعومة أظافره, على قدسية القانون الوضعي, وتعمل أدوات التربية؛ بكل مفاصلها وتموضعاتها المدرسية والدينية والأسرية, على تغذية عقول النشيء والشباب، على أهمية القانون وعدم مخالفته, لأنه يمثل سور الدولة, وإن انهياره إنما يعني انهيار الدولة والمجتمع والأفراد.
المشكلة لدينا في العراق, هي عدم تعريف القانون، في قواميس الدين والتربية المجتمعية والأخلاقية, بل نجد شبه قطيعة قيمية وأخلاقية، بين المنظومة القانونية والمنظومة الدينية.
إن غالبية العراقيين مسلمين، يحترمون الشريعة ورجال الدين, لكننا نجد الشعب يقف في منطقة ضياع قيمي وأخلاقي, بما يتعلق بعلاقته مع القانون؛ بيد أن الرمزية الدينية, لم تدخل بعمق في هذا الموضوع, وإنما اكتفت بإشارات ونصائح عامة, تبين وجوب احترام تنفيذ القانون وإتباعه؛ وواضح أن هذا غير كاف لبناء علاقة رصينة بين المواطن والقانون.
إن من واجب المؤسسة الدينية, القيام بنقل مفهوم الردع الشرعي والداخلي (ضمير الفرد), من حيز الذاتيات الفردية, إلى حيز الممارسات القانونية الوضعية, مع العمل على بذل الجهود، لأن يكون الأمر القانوني, أو القاعدة القانونية, هي قاعدة أخلاقية دينية متقعدة أساسا، في الأساس الشرعي لروح الدين, وهذا يتطلب من منظومتنا الدينية، أن تبذل جهودها العلمية الإستثنائية, لدراسة الأطر والقواعد القانونية الوضعية المعمول بها, وإيجاد مقاربة فكرية قيمية وأخلاقية(دينية), ما بين تجذراتها الإنسانية والإجتماعية, وما بين روح النص الديني الشرعي.
المتعارف عليه عند الشعب العراقي, هو أن التجاوز على حدود الشرع، أصبح بفضل انتشار الوعي الديني, أمرا معيبا ترفضه البنية الإجتماعية التقليدية, قبل أن يرفضه الوعي الديني عند الأفراد والجماعات؛ وذلك ما كان له أن يكون، لولا الجهود المضنية والجبارة, المبذولة من قبل المؤسسة الدينية بأدواتها المتعددة، والتي نجحت في صد جانب كبير من الغزو الثقافي.
المهم أن تقوم المؤسسة الدينية, بالنظر الى موضوع زرع الوعي الشرعي, بأهمية إتباع القانون من قبل المجتمع, وذلك لا يكون, إلا بعد أن يدرس رجل الحوزة القانون الوضعي، دراسة جادة ومعمقة, فإذا حصل هذا الأمر, ونجحت المؤسسة الدينية بأذرعها القوية, بنشر مفهوم إحترام القانون, ببعده الأخلاقي (الشرعي), وهذا يضمن يكون العراق, بمصاف الدول المتقدمة بعد فترة ليست طويلة من الزمن..
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصياد, والماء العكر, والسَمك السياسي!!
- أمراض الدولة: السمنة البيروقراطية- العراق أنموذجا محمد أبو ا ...
- رؤية للإمن في العراق: واقع وتحديات.. ..
- إرادة المواطن .. كحلم للتغيير .
- التغيير السياسي في العراق- فعل يدعو الى الثبات .. بقلم : محم ...
- العراق يتوسل أبنائه التغيير. بقلم: محمد أبو النواعير
- تحليل الخطاب الإعلامي.. بين أسلوب القارئ العادي وأسلوب المخت ...
- الخطاب و التحليل , إشكالية تعاطي .. بقلم : محمد أبو النواعير ...
- السلطة كمتغير نفسي في جسد الدولة
- السياسي في العراق كمشكلة, لا كحل .. بقلم محمد أبو النواعير . ...
- الممارسة السياسية في العراق بين العقلانية والإستبداد ..
- سُراق الثورة الحسينية .. بقلم : محمد أبو النواعير ..
- الجيش الإيراني, والجيش السوري, يقاتلان في العراق .. بقلم : م ...
- العمل السياسي في العراق : مابين مفهوم التيارية والحزبية ..
- خراب العراق , بين الفساد الإداري والإنهيار الأمني ..
- المعركة لَم تَنتَهي بعد!
- عمار الحكيم .. كرجل سياسه .. بقلم : محمد ابو النواعير ..
- مقال - إسقاط مشاريع الدول .. الدوله العصريه العادله أنموذجا. ...
- تخلف الوعي السياسي في المجتمع - نظرة فرسان الأمل


المزيد.....




- -ليس سؤالًا ذكيًا-.. شاهد كيف رد ترامب عندما ضغطت عليه مراسل ...
- دعوى قضائية بقيمة 20 مليون دولار ضد شرطية في ألاباما صعقت رج ...
- 10 أضعاف حجم البنتاغون.. الصين تشيد أكبر مركز قيادة عسكري في ...
- مراسلة RT: العثور على صاروخ غير منفجر في شمال لبنان
- طهران تؤيد استقرار سوريا ووحدة أراضيها وتدعم أي حكومة يوافق ...
- أورتيغا وزوجته يحكمان نيكاراغوا بسلطة مطلقة بعد تعديل دستوري ...
- نائب عن -حزب الله-: الغارات الإسرائيلية على البقاع عدوان فاض ...
- مباحثات روسية أمريكية حول نقل جثث ضحايا كارثة مطار ريغان الر ...
- كتائب القسام تنعى قائدها محمد الضيف و-ثلة من القادة الكبار- ...
- مراسلة فرانس24: ما يدور داخل الأروقة الداخلية الإسرائيلية أص ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - الفساد الإداري والمالي: بين الدين والقانون