أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - ما هو دورك الحقيقي أيّها الأب؟














المزيد.....


ما هو دورك الحقيقي أيّها الأب؟


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 17:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أي دور يلعبه الأب في الأسرة وكيف يساعد أبناءه على بناء قدراتهم وشق طريقهم في الحياة بعزيمة ونجاح؟ هل يدرك الأب ما هو دوره الأساسي الذي لا يعني بالضرورة السيطرة؟ أيها الأب مهامك في حياتك الأسرية ليست سهلة فأنت تساهم في بناء شخصية أولادك ليس من خلال ملاحظاتك وأقوالك بل من خلال تصرفاتك وأفعالك التي يراقبها الأبناء ويتأثرون بها! فأي صورة يأخذ أبناؤك عنك؟ وهل تدعمهم وتعترف بجهودهم وتظهر اهتمامك بأمورهم؟ كيف تفعل ذلك؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتحدث المعالجون النفسيون عن أن الأبناء يشكّلون إنطباعاتهم الأولى عن أنفسهم من خلال نظرة والديهم لهم، وتترسّخ هذه الإنطباعات في ذاكرة الولد لوقت طويل وأحياناً إلى الأبد.
لنفترض مثلاً أنّ عمر قد دخل إلى الغرفة حيث يقرأ والده الجريدة ولم يعره والده اهتماماً. لم يقل مثلاً: "أنا سعيد برؤيتك يا بنيّ! ولم يطلب منه حتّى ألا يزعجه لأنه منشغل في قراءة الصحيفة. في هذه الحالة سوف يساور عمر الشك في مكانته وأهميته لدى والده.
بما أن عمر لم يلمس عند والده أي مؤشّر ينبئ باهتمامه لوجوده فسيفسّر ذلك التصرف تلقائياً بأنه سيّء ويعتبر أن والده لا يكترث لأمره كونه لم يُضحِّ بدقيقة من وقته من أجل ابنه ولم يشعره بـ "النظرة الحاضرة". حتماً هذا التحليل خاطئ إذ من المستحيل ألا يُشعر الأب ابنه بهذه النظرة. لكن عمر، كما معظم الأطفال، هكذا يحلّل الأمور.
لهذا السبب، يقوم الأطفال أحياناً بتصرفات مزعجة !
• يتذكر بوب، الذي يبلغ الثالثة عشرة من العمر، كم كان يستمتع بلعب الشطرنج مع والده. أمّا الآن فوالده مسافر طوال الوقت، وحين يعود يمضي وقته في متابعة المباريات الرياضية على التلفزيون. استعار بوب الشطرنج الباهظ الثمن الخاص بوالده ولم يستأذنه، وأضاع بضعة قطع منه. عندما اعترف بفعلته، صرخ الوالد في وجهه وقال له إنه مهمل وغبي. على أثر ذلك، ظنّ بوب أنه خسر فرصة لعب الشطرنج مع والده إلى الأبد.
إنّ الفشل الوالد في تأدية دوره كأب، دفعه إلى التصرف بقسوة مع ابنه عوض أن يقدّر جهوده ويدعمه. والقسوة هنا لا تؤتي ثمارها.
حين يسيء الأبناء التصرف، يتلقّون ردّة فعل من الأهل حتى لو كانت سلبية. وينجح المراهقون بإثبات حضورهم من خلال تصرفاتهم الاستفزازيّة. يحصل الأولاد في النهاية على اهتمام من أهلهم وإن تجلّى ذلك على شكل عقاب.
لتفادي مثل هذه التصرفات المزعجة، تذكر أيها الأب أن ولدك المراهق يحتاج لشيء من وقتك وانتباهك بقدر ما يحتاجه الطفل الصغير. في الحقيقة، يعتبر تقدير الأب لجهود إبنه ودعمه مسألة حسّاسة لصحة الإبن النفسيّة، إذ يسعى الولد إلى الحصول على هذا التقدير مهما كلّف الأمر، سواءً أكان حقيقياً أو إصطناعياً.
الدعم لا يعني الكذب
أراد رامي أن يلعب كرة السلّة، لكنه ليس بطلاً رياضياً. وفي الواقع، لم يتدرّب في المنزل أبداً ولم يكن يشارك في التدريب مع الفريق وكان يتملّص من المشاركة مقدماً أعذاراً واهية. في البيت، كان يشتكي لوالده المدرب الذي يقسو على اللاعبين ويطلب منهم المزيد من تدريبات الجري. وحين بدأت المباريات، ولم يشارك رامي بها. شعر بالإحباط وقرّر الرحيل. شعر الوالد بالشفقة على ولده فبادره قائلاً: "لا بأس إن تركت الفريق". وتابع مؤكّداً: "بعض الأشخاص لا يقدّرون المواهب الحقيقية".
هل هذا يعتبر تقديراً ودعماً للولد؟ قطعاً لا!
إنّ التقدير والدعم لا يعنيان الكذب، أو أن تقول له "مباراة رائعة يا بنيّ" في حين أن أداءه لم يكن بالمستوى المطلوب.
يعتبر معظم الأهل أن الجميع يستحق الفوز، بغض النظر عمّن يخسر أو يربح في مباراة ما. وفي محاولة لتشجيع كل اللّاعبين (من خلال تقديم ميداليّة لكل لاعب)، ننتزع القوة الحقيقية والهدف الحقيقي من تقدير جهود الأبناء ودعمهم.
التقدير لا يعني أن تفرض سلطتك كأب ولا يعني كذلك أن تكون أبّاً ليّناً بإفراط. يمكنك أن تكون حازماً وقوياً وتدعم أولادك، أي أن تقدّر كيان ابنك او ابنتك كشخص، بصرف النظر عن مستوى أدائهما. بعض الآباء يلجأون إلى النقيض فيمتنعون عن تقدير الأبناء حين لا يتصرفون وفقاً لما يُتوقع منهم.
إنّ مجتمعنا يفرض شروطاً للدعم والتقدير – لا يعترف إلا بوجود هؤلاء الذين كسبون الشهرة أو الثروة، أو الذين ولدوا بملامح جميلة، أو تحسّنت ملامحهم بفضل العمليات التجميلية. وهذه المقاربة تتسلّل إلى أسلوبنا في التربية . يسهل على المرء أن يشجّع أداءً جيداً، لكن يصعب عليه أن يعبّر بالكلمات عن تشجيع الولد كشخص، بصرف النظر عن أدائه.
إنّ هذه الأشكال من "التقدير الخاطئ" تشكّل محاولة أخرى للسيطرة على سلوك أبنائنا. نُسمعهم تعليقات مبالغاً بها حين يقومون بجهد بسيط، إذ نرغب في أن نعزّز ثقتهم بأنفسهم، أو نريدهم أن يحققوا المزيد فنتغاضى عن المديح لكي يحاولوا بجهد أكبر.
يتمثّل الدور الرئيسي للأب في التخلي عن هذا النوع من السيطرة وفي أن يمنح أبناءه الدعم والتقدير اللازمين ويعترف بمجهودهم بغض النظر إن كان أداؤهم عظيماً أو ضعيفاً. إن كنت أباً، عليك أن تدرك أن كل واحد من أبنائك يستحق الحياة. أنت تدرك ذلك، لكن يحتاج كل واحد من أبنائك أن يسمع ذلك منك.
قدّر ولدك كشخص، حتى حين تؤنّبه على سلوك ما، ليعلم أنّك تعتبره شخصاً جيداً بما فيه الكفاية. وأفضل وقت لتبدأ بتقدير جهوده ودعمه هو اليوم الذي يولد فيه، فتربية المراهق تبدأ عند ولادته.
لم يتأخر الوقت لتبدأ. طبّق هذه التوصيات غالباً كي تترسّخ في ذاكرة ولدك عبارة مفادها " أنا إنسان جيد بما فيه الكفاية". إن فعلت ذلك، فلن تحتاج أن تعوّض عن حضورك الفاعل بمحاولة السيطرة على سلوك ابنك.
إنّ الإعتراف بجهود الإبن يعني أن يفهم ولدك مراراً وتكراراً ، من خلال الكلمات والأفعال، أنّ المفاهيم التالية صحيحة:
- أنت موجود إذاً أنت مهم بالنسبة لي.
- أنت جيد بما فيه الكفاية.
- أنت طفل رائع !



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير قانون الحياة.. أريد أن أكون التغيير
- كيف نبعد أبناءنا المراهقين عن رفاق السوء؟
- الخوف من الارتباط ... كيف تتغلّب عليه؟
- هل أنت سجين السلبية في تفكيرك؟
- النكران بين العلامات والأسباب... المخاطر والعلاج
- لا أنا لست ضحيّة... كيف إنتهى بي الأمر بالتفكير هكذا؟
- التربية مدرسة يتخرّج منها الأبناء والآباء في الوقت عينه!
- لا لم تنتهي حياتي ولن يضيع أبنائي بعدما قرّرنا الإنفصال!
- حياتي الزوجية أنا اخترتها... لماذا تحوّلت جحيماً؟
- الوقاحة لدرجة الإستفزاز لدى الأبناء... كيف تتعاملين معها؟
- فكّر بعقل الأغنياء تصبح غنيّاً!
- معتقادتك وحدها تجعلك غنيّاً أم فقيراً!
- هل التأجيل يؤثر على إنتاجيتك؟
- عادات تجعلك تحقق النجاح
- سرّ الإدمان على التسوّق
- الشعور بالظلم يمنعك من التقدم
- أزيلوا الأفكار السامة من فكركم
- مشكلتك أنك لا تنهي ما تبدأه
- متى يجب رسم الحدود
- المعرفة لا تكفي.. تصرّف!


المزيد.....




- مدير مستشفى كمال عدوان بغزة: قوات إسرائيلية تحاصرنا وتأمرنا ...
- صرح فريد لا تحلق فوقه الطائرات!
- الهند تعلن الحداد 7 أيام
- الرئيس الصربي: وساطة الصين جيدة في التسوية الأوكرانية
- جريمة في جامعة مصرية
- مصر.. شركة كبيرة تثير أزمة بإشارة على أحد منتجاتها
- وزير خارجية سلوفاكيا: تصريح بوتين عن المفاوضات حول أوكرانيا ...
- إصابة إسرائيلية بجروح حرجة في عملية طعن قرب تل أبيب
- المقاتلة إف-15.. لهذا استخدمتها إسرائيل لقصف اليمن
- إحياء ذكرى سامر أبو دقة في متحف قطر الوطني بصوت ابنه زين


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - ما هو دورك الحقيقي أيّها الأب؟