أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام القروي - عن الانسحاب من غزة














المزيد.....

عن الانسحاب من غزة


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1293 - 2005 / 8 / 21 - 08:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما تعطيه اليمنى تأخذه اليسرى

قبل وقت وجيز من بداية الانسحاب من غزة ,و في بداية لقائه بالمبعوث الدولي للشرق الأوسط جيمس ولفنسون ومفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا , قال شمعون بيريز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ان إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة مساعدة استثنائية بقيمة2.2 مليار دولار لتغطية نفقات الانسحاب ، ولإعادة توطين تسعة آلاف مستوطن. وأضاف بيريز إن جزءا من المبلغ سيخصص لإقامة قواعد عسكرية جديدة لقوات الاحتلال تكون بديلا عن القواعد التي ستخلى في غزة، وتعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود بين قطاع غزة ومصر, و أن باقي مبلغ المساعدات سيخصص لتطوير وتنمية المناطق القليلة السكان في صحراء النقب (جنوب) والجليل (شمال). وكانت الإذاعة الإسرائيلية أعلنت أن وفدا يضم مسؤولين رفيعي المستوى من مكتب رئيس الوزراء أرييل شارون ووزارة المالية توجه بالفعل إلى واشنطن بهذا الطلب للقاء إليوت أبرامز مساعد مستشار الأمن القومي. وكانت الولايات المتحدة وعدت إسرائيل بمساعدة استثنائية بقيمة نصف مليار دولار، ( وهذا أقل من ربع المبلغ الذي يطالب به الاسرائيليون) وتقدم الولايات المتحدة سنويا مساعدة عسكرية واقتصادية إلى إسرائيل بقيمة أربع مليارات دولار. ولا بد , كما يفترض, من موافقة الكونغرس الأمريكي على أي مساعدة استثنائية تطلبها إسرائيل، ويمكن أن تكون على شكل هبات أو قروض ميسرة طويلة الأمد. من جهة أخرى , كان الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف دعا إلى انتشار قوة دولية يشارك فيها الأمريكيون على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة إلى جانب750 جنديا مصريا تم الاتفاق على نشرهم. ودعا كتساف إلى بدء مفاوضات الحل النهائي مع الفلسطينيين بهدف التوصل إلى تسوية دائمة.
و لاندري الى حد الآن ماذا كانت نتيجة مفاوضات الوفد الاسرائيلي في واشنطن, ولم نر أيضا وصول أية قوة دولية الى الحدود بين مصر وغزة. والمرء يميل الى الافتراض أن الاسرائيليين الذين نفذوا فعلا قرار الانسحاب, نجحوا في اقناع الأمريكيين بفتح جيوبهم أكثر. وأما اقتراح كاتساف, فيبدو أنه لا اهمية له, لأن الفلسطينيين سيتكفلون مع المصريين بحماية الحدود, وليس لدى مصر والسلطة الفلسطينية أي سبب لدعوة الأمريكيين أو سواهم الى المجيء.
وفي الوقت الذي تنسحب فيه اسرائيل من غزة, فإنه لا توجد أي اشارة على حصول تقدم جديد في المفاوضات. وعلى هذا الصعيد , تبدو دعوة كتساف الى استئناف مفاوضات الحل النهائي, مجرد أمنية, أو دعاية خالية من المعنى. والدليل على ذلك أن السلطة الفلسطينية نددت بقرار الحكومة الإسرائيلية بترسيم الجدار العازل بصفة نهائية في محيط القدس الشرقية، ووصفته "بالتطور الخطير الذي من شأنه تدمير عملية السلام، وبالخطوة الاستباقية لمصير القدس". واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن إسرائيل بهذه الإجراءات لا يمكن أن تخدم أمنها متهما حكومة شارون بوضع العراقيل في طريق السلام.
وقد صادقت الحكومة الإسرائيلية على ترسيم الجدار واستكمال بنائه بحول شهر أيلول القادم، وجاء قرارها متزامنا مع الذكرى الأولى لقرار محكمة العدل الدولية الذي قضى بعدم شرعيته. واعترف مسؤولون إسرائيليون بأن الجدار سيؤدي إلى عزل55 ألف فلسطيني عن القدس الشرقية، لكن بيانا للحكومة الاسرائيلية زعم أن "الفلسطينيين سيواصلون الاستفادة من حقوقهم والخدمات الاجتماعية والبلدية المتاحة التي تضمنها لهم إقاماتهم". في المقابل أكد مدير مركز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية في القدس زياد الحموري أن عدد الفلسطينيين الذين سيعزلون عن القدس الشرقية يصل إلى مائة ألف , إضافة إلى أن المقدسيين الذين سيصبحون خارج الجدار ولهم أملاك في القدس داخل الجدار، قد يطبق عليهم قانون أملاك الغائبين، مما يعرض أملاكهم للمصادرة. وأشار الحموري إلى أن الإسرائيليين بدأوا بقطع تأمينات العلاج الصحي والمستحقات الاقتصادية التعويضية في العمل، عن حَمَلة هوية القدس الفلسطينيين. وبموجب الترسيم سيضم الجدار الذي تخترقه 12 نقطة عبور العديد من المستوطنات المجاورة للقدس مثل معاليه- أدوميم كبرى مستوطنات الضفة الغربية إضافة إلى كافة الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية.
وهكذا, فإن ما يعطيه الاسرائيليون باليمنى , يعودون لأخذه باليسرى.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير دويلفرعن خطة صدام لحرب العصابات
- على سوريا أن تحمي كبار مثقفيها من المتطاولين
- من انقلاب الى آخر
- مشكلة الغرب النووية مع ايران
- ما وراء فك الارتباط في غزة
- شاتهام هاوس : عملية لندن سببها العراق
- هل نعود الى -حق الأقوى- ؟
- الاعتذارعن الأذى لا يبطل نتائجه ينبغي التعويض
- تصعيد أمريكي- ايراني
- من نتائج رفض الدستور الآوروبي الازمة بين لندن وباريس
- الإسلام السياسي والغرب
- 2/2لماذا عرقل الاسرائيليون خارطة الطريق؟
- مقارنة بين امريكا والامبراطوريات السابقة 2 من 2
- تقرير غربي يميز أنواع الاسلاميين
- مقارنة بين امريكا والامبراطوريات السابقة 1 من 2
- هل كل هذه الاعمال -استفزاز أقلية-؟
- خطط البنتاغون للحرب الاعلامية
- العميل بابل الذي أرق اسرائيل
- أوروبا والعراق وملف الارهاب
- دليل البقاء للصحفيين


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام القروي - عن الانسحاب من غزة