أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - المغول في صنعاء














المزيد.....

المغول في صنعاء


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4591 - 2014 / 10 / 2 - 15:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


للـحـب فــوق رمالـهـا طـلـل مـن حولهـا نبـكـي ونحتـفـل
نقشته كف الشوق فـي دمنـا وطوتـه فـي أعماقنـا المـقـل
هـو حلمنـا البـاقـي ومعبـدنـا وصلاتـنـا والـحـب والـغـزل


كان الدكتور عبد العزيز المقالح من أكثر الشعراء تيتما بصنعاء، وهو من جعل منها قصيدة حب ومعبد وغزل، والمقالح في هذه المواضع يعبر عن حال كل من عرف صنعاء وشاهد جدائلها وتجول في تخوم روابيها، فصنعاء مدينة بها الكثير من الحب، تستطيع ان تشعر بذلك بمجرد ان تضع قدميك على تخومها، لذا ما كان لها أن تدنس بهذه الصورة وأن يغزوها مغول العصر بكل هذا العنف، ما كان لأنصار الله أن يدخلوها بكل ما يحملوه من كراهية تاريخية ويمارسوا بداخلها هتك لكل القيم النبيلة والإنسانية المتبقية بها.
صنعاء مدينة بداخلها كل المتناقضات ، وهي معتادة على إحتواء الشيء ونقيضه، إنها واحة متسعة تقبل الكل وتأنف اللون الواحد والبرقع الواحد والقصيدة الواحدة والحزب الواحدة، لكن هذه القيم أكثر جمالا من أن يفهمها رجال قادمون من خلف أتربة التاريخ رافعين لشعارات تحرض على الموت علانية وتدعي انها وبشكل حصري تمتلك الحق السماوي، القيم التي في رحم صنعاء عصية على فهم أنصار الله وعلى مسيرتهم القرآنية.
الان هم يلوثون كل جميل بها، إنهم وبصورة مماثلة كالمغول عندما يدخلوا المدن غازين، يبدأو مباشرة بالبحث عن كل جميل وأدبي وثقافي ليحرقوه أو ليلقوه في النهر، وأنصار الله الان قد أحتلوا المدارس ليمنعوا ابناؤنا من التعلم، يلاحقون صالات الأفراح ليمنعوا الموسيقى، يطوقون دور السينما ويبدأو بتخريبها، وأنفسهم تراودهم بشأن النساء اللواتي يقدن السيارات وهنالك اشاعات سرت بقيام بعض اللجان الشعبية بتوجيه إنذار للنساء بمنعهن من القيادة مرة أخرى، أنهم باختصار كارثة وحلت على العاصمة.
لا ريب أن صنعاء سقطت، وانه لا توجد دولة في اليمن، وان المؤسسات الحكومية كلها خالية من موظفيها، وان الحوثي حاليا يمارس دور الحاكم الفعلي لها، وهو من يدير اقسام الشرطة ويطرح نفسه بديلا عن السلطة القضائية عن طريق أحكامه القبلية التي آتى بها من جبال مران، الان صنعاء تمر بحالة تشويهية عميقة وتكاد ان تكون جذرية ان ترك الأمر لهم يعيثون بها كما يشاؤون.
الجميع يشعر بخوف شديد وتوجس كبير، والجميع يرى أن خطر الحوثي لا يكمن بهذه التشوهات التي يحدثها في صنعاء حاليا _ رغم أهميتها _ ولكنه يكمن في ألا مشروع الذي يحمله، ان الحوثي وانصاره مجرد ميليشيات قبلية مسلحة وخاوية من أي فكر أو هدف ، أنه يتوسع في كل الاتجاهات بحكم القوة المفرطة التي يمتلكها مقابل تشتت وتمزق الأطراف الأخرى، الحوثي وكل ما يمتلكه من فكر هي مجرد مجموعة من الملازم الورقية توزع على أنصاره على أساس أنها منتهى الإبداع وأنها تفسر كل ما يحدث حولهم وفي العالم، إنها و بنظرهم شيء مقدس ومدهش في نفس الوقت، لذا تخلف انصار الحوثي وجهلهم ناجم عن التجهيل الذي مورس معهم إضافة إلى الفقر الثقافي الناجم عن بيئة قاسية التضاريس خارجة عن التنمية والتمدن لعهود طويلة خلت.
بقاء هادي على الرئاسة يشبه القناع الذي يستر به واقع مفجع ، وبقاء أحزاب اللقاء المشترك مشاركين في دولة واقعة تحت حكم مليشيا مسلحة ليس بغريب عليها، فهي شاركت قبلها في اسوء جريمة ضد هذا الشعب عندما قبلت المساومة على الثورة الشعبية ومنحت النظام السابق حصانة كي يعيد نفسه من جديد من خلال الحوثي وإرهابه .
الان اما ان يعلن رسميا بان صنعاء مدينة محتلة من أنصار الله وانهم يمارسون بربرية تجاهها ، أو ان تخرج هذه المليشيات فورا من العاصمة لنصدق كلام هادي بانها لم تسقط بعد، اما ان يتم توقيع إتفاق سلام معهم ونرى الحوثي ينتشر كالسرطان في كل مكان وزاوية من العاصمة، فهذا أمر غير مفهوم ابدا ولا يدل إلا على أنهم لا يرغبون بالمغادرة وانه مكوثهم قد يطول على جنباتها ليحولوا هذه المدينة إلى اطلال وخراب.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطلاق رصاصة الرحمة على البيض
- الخطوة الإستباقية للسعودية في اليمن
- عبد الملك الحوثي أنت رجل شرير
- الدين السيء هو الدين المسيس
- العلمانية إذ تلقي طوق نجاتها
- تهاوى الحراك الجنوبي وبقي علي سالم البيض
- لا ....لجامعة تعليم القرآن
- من أجل ممارسة جنسية
- بين السيد والشيخ ما هو موقف المواطن
- ماذا يمكن أن نتعلم من فتاة ابو سكينة
- ماذا تعلم اخوان اليمن من اخوان مصر
- أما أن نحمل السلاح أو لنعد إلى منازلنا
- سلمية الثورة لا تؤدي إلى حسمها
- لا يمكن شنق لصوص الثورة بامعاء النظام السابق
- امرأة بخمسة أصابع
- الشمالي الرائع والجنوبي الإنتهازي
- الشماليون الجدد ...اسوء واسوء
- قادة الجنوب في اليمن ... صح النوم !
- دولة الخلافة تحت ظلال الزنداني
- المجلس الوطني - الجنوب أولاً


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - المغول في صنعاء