أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - في العيد














المزيد.....

في العيد


عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 4591 - 2014 / 10 / 2 - 14:10
المحور: الادب والفن
    


في العيد
كنا صغارا نفرح وقت يقول الأهل أن العيد اقترب و لم نكن نفقه بعد ما معنى العيد
كنا ننظر في عيون آبائنا و أمهاتنا نجد فرحة تمتزج بالتعب و المشقة و الجهد
كنا نفرح باسم العيد بقلوب أطفال تبحث في عالمها الصغير عن جديد مختلف ، عن ملابسنا الجديدة كيف ستكون و لأين سنخرج ومن سنتقابل معهم و ماذا سنلعب
في العيد كان الأقارب حريصون على معايدة بعضهم بعضا ليس عبر الاتصالات لكن من خلال زيارات و معايدات فعلية تتم أول يوم العيد و جيران يلتفون حول بعضهم لا تستطيع أن تميز وقت تراهم إن كانوا جميعا مسلمين أو إن بينهم من يحمل دينا آخر
َ تذكرني ندبة صغيرة باقية بسقوطي من أعلى السلم و أنا ألعب مع أخي من الرضاع و إن كنت لا أتذكر الحدث تماما لكنها ظلت علامة تذكرني به و بالمناسبة أخي هذا كان مسيحيا انتقلت عائلته فيما بعد و انقطعت بنا و بهم السبل
كانت المساجد حولنا تستعد و من مآذنها تسمع أعذب الأصوات بتكبيرات العيد استهلالا ، أنت لا تستمع وحدك كمسلم لهذه التكبيرات بل يستمع معك كل من حولك تشعر بجلالها و عظمة النور في صدى ترديدها ، لفت نظري لوقع هذه التكبيرات جار مسيحي قال أنا مثلكم أنتظر هذه التكبيرات تفرح قلبي عندما سألته مبتسمة و هل ستغلق محالك في العيد ؟ رد بنفس الابتسامة : و هل العيد لكم وحدكم يا دكتورة أنا أيضا أنتظر العيد ، ما يلفت نظري أن جارنا هذا لا يأكل في نهار رمضان ، يشرب لضرورة العطش بعيدا عن عيون الناس ، يحتفل بالكعك و الحلوى و الملابس الجديدة و ليس وحده من يفعل بل كثيرين
أنت لا تعلم حين يهل عيد الزعف كما نسميه من يحمل غصنا في يده هل مسيحي فقط ؟ أم أن جاره في مسكنه او صديقه في الجامعة او العمل او المدرسة يحمل معه
ذكرني اسم مريم الذي تتلهف معظم النساء على تسمية بناتهن به يكاد الاسم يوازي في عدد من تتسمى به كمسلمة نظيرتها المسيحية و كأن هذا الاسم يوحدنا للأبد و الاسم ليس مجرد حروف تتسمى به بل دلالته أقوى لأنك به تعيد و تجدد روابط لا تنتهي مع شريكك في الأرض التي تعيش عليها هذا إذا لم تفطن أنه قبلا شريكك في الانسانية و اخاك من آدم و حواء
في العيد تبحث عن كل شيء جديد لم تقم به من مدة و يتسرب إليك شعورا فطريا بالراحة لا تعرف مصدره ، قد يذكرك بأشياء تؤلم أيضا من فقدان أحبة كانوا معنا و فارقونا غصبا أو باختيارهم لكنك في العيد تعيد ذاكرتك تكرار مشاهدها المفرحة منها و المؤلمة تعيد حساب نفسك و تشعر بأنك قابل أكثر من أي وقت مضى للتسامح و نبذ اي صراع أو خلاف يبعدك عن الآخرين
في العيد تتذكر أطفالا ليس لديها من يسعدها لا تجد من يضمها أو يقاسمها فرحة العيد ، تتذكر أيضا أن هناك من لا سقف لهم يحتمون به و أحلامهم كما أطرافهم كما ألعابهم مهدمة و مبتورة ، تتذكر أن هناك من خُطف من أهله غدرا و سيق لمصير مجهول / معلوم ، في العيد أيضا تتذكر أن هناك بقايا أطفال ، أشلاء كانت تستعد لتفرح بالعيد لكن يد الغدر سبقته إليهم و انتزعتهم من أحضان ذويهم ، حينها أيضا لن تفكر هل كانوا جميعا مسلمين أم بينهم و ربما كثير غير مسلمين
العيد يأتي ليذكرك بغيرك ، يأتي ليعيد إليك بعضا من انسانيتك التي تنفرط منك طوال الوقت ، يريدك أن تعيد ترتيب نفسك من جديد لأن العيد مشاركة لمن حولك قريبين منك أم بعيدين ، العيد يعني أنت و هم و ليس أنت وحدك ، أو أنت و من تحب و تهتم به فقط ، العيد يعني أنا و أنت و نحن و هم لأنك لا تعيش وحدك على كوكب منفرد بك
كل عام و أنتم بألف خير
عايده بدر
1-10-2014



#عايده_بدر (هاشتاغ)       Ayda_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللجوء إلى حصن يديه
- هذا الرجل يشرفني أني أعرفه
- عبثية الواقع وحلم آت / قراءة الكاتب و الناقد جوتيار تمر في ا ...
- هذا الرسول كافر فلا تتبعوه
- الإله الحائر
- متى ستأتي
- قراءة في قصيدة - نوافل السبي - للمبدعة بارقة أبو الشون
- قراءة في قصيدة - نعيق الغراب - / للمبدع جوتيار تمر / عايده ب ...
- سنجار
- أنقذوا شرف الإنسان
- رسالة إلى شنكال
- داعش و الأقليات العرقية و الدينية في العراق
- الأمم المتحدة ، منظمات حقوق الانسان ، نطالبكم بانقاذ الأقلية ...
- إذا كانت داعش فتلك مصيبة و إذا كانت غير داعش فالمصيبة أعظم
- في كتاب النبض
- موت ق ق ج / عايده بدر
- قرءة في نص ( الموناليزا ) المبدعة د. عزة رجب / عايده بدر
- قراءة في نص ( رؤية ) للقاص المبدع عبدالله بن بريك / عايده بد ...
- أنت ... أيها الإله
- قراءة في نص - الى امراة توضأت بالطفولة والوجع- جوتيار تمر / ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - في العيد