منتظر العمري
الحوار المتمدن-العدد: 4591 - 2014 / 10 / 2 - 12:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتوسط الولايات المتحدة الاميركية اغلب المشاريع التي تنجز في العالم ، وفي الغالب تكون هي صاحبة المبادرة او المنتزعة لها . تستنفر واشنطن هذه الايام اجهزتها الدبلوماسية والعسكرية للإنجاز ما سمته التحالف الدولي لقتال داعش مع ان المبررات قد اوضحت للمعركة لا ان تخطأ ادارة اوباما كما خطأت من قبلها ادارة بوش حيث فقد مصداقية المبررات في تشكيل تحالف دولي لضرب محور الشر (العراق) عندما زعم انه يمتلك اسلحة دمار شامل . اما اوباما فقد تأكد من مبرراته لتوجيه ضربات عسكرية لداعش والتي اقنع بها رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون والذي بدوره ساق عدة مبررات اقنع بها مجلس العموم البريطاني بالتصويت على انضمام بريطانيا للحلف الدولي ضد داعش من ابرزها كما صرح به لراي العام المتخوف ، أن "داعش تنظيم إرهابي غير مسبوق في إجرامه، ويشكل خطراً على المصالح البريطانية والأمن القومي البريطاني". كما ان الجميع يعلم وصرح بذلك وجاءت هذه العبارة في خطاب اوباما وكاميرون "ان الحرب على داعش قد تستمر لسنوات" وهذا يدل ان التحالف الدولي غير ذاهب الى الحسم وخاصة ادارة اوباما التي اوضحت ان الحرب قد تستمر اكثر من ثلاث سنوات .. فهذه الفترة الطويلة مع اسلوب عسكري (الضربات الجوية) لا يحقق الحسم وربما يخطئ الاهداف ، مع هناك تخوف ان تقوم الولايات المتحدة وربما حلفائها بتوجيه صواريخ طائراتها الى النظام السوري والميليشيات التي تصطف معه وجميع من يرفض التوجه الامريكي ويرفض ركوب القطار الانكلوا امريكي وفق قاعدة " من لم يكن معنا فهو ضدنا " . كذلك ان دائما ما تؤطر الإدارة الاميركية مشاريعها باطار انساني والدفاع عنا وحفظ السلم والامن الدوليين وتقنع الراي العام بهذه الدعوات التي تطلقها هنا وهناك ، لكن الثابت ان الادارة الامريكية لا تؤسس ولا تدخل ولا تدعوا لمشروع الا بعد ان ترى ما هي الفائدة المرجوة لأنها تنطلق دائما من منطلقات مصلحية "براغماتية" فهي ليست منظمة خيرية كشأن المنظمات الخيرية التي تقوم بتقديم الخدمات الانسانية بالمجان . مشروع التحالف الدولي والقضاء على داعش ما هو الا خطوة ضمن مشروع عكفت الولايات المتحدة الأمريكية على التخطيط له يحقق مصلحها في المنطقة التي تعكف على رسمها وفق ما تريد . وسينتظر العالم الخطوة اللاحقة التي ستخطيها واشنطن في طريق تنفيذ مخططها الشرق اوسطي .
#منتظر_العمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟