مراد حقاني
الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 17:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تنفك لحظات الزمن عن الجريان في اتصال لا يمكن الفصل بين محطاته إلا لضرورات منهجية تقتضيها مراجعة ما حدث أو التنبؤ بما سيحدث أو الاستغراق فيما هو حادث .
ولأن الإنسان ككائن عاقل يحتاج للعمليات الثلاث في مسيرة حياته ومقتضياتها اليومية فإن رموز الماضي وأحداثه حاضرة دوماً في مخيلته إما لمغايرتها أو لمحاكاتها وآفاق المستقبل كذلك جزء من كينونته لدرك ثمارها المبتغاة وتجنب عواقبها المعاكسة للأمنيات.
المفارقة عندما تكون قامة الإنسان أقصر بكثير من أن تتيح مطاولة رموز الماضي المتوخى محاكاتها وعندما يكون استشراف ثمار المستقبل اللذيذة متوسلاً إليه بأدوات بدائية وبمشاركة قصور نفسي يعتري صاحب هذا السعي لقطف تلك الثمار.
نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة المؤقتة نموذج حي على هذا البؤس في المحاكاة والاستشراف فإذا بدأنا من الدأب لبلورة صورة المستقبل نجد دليلاً على ما نقوله في إتيانه بنجم تلفزيوني لبرنامج هزل وسخف لبناني لكي يكون واجهته وكأن ما يجمع بينهما هو الشغف بالنجومية أياً كانت الوسيلة وكأنه يرى فيه شبابه الذي لم تتيسر فيه فرصة الظهور الإعلامي وإصراره على إغلاق مكتب هذا النجم الشاب بعد إقالته من الحكومة في عزم واضح على رفض اقتلاع هذا النموذج الطموح المصغر الذي يرمز إلى ذاته .
أما محاكاة الماضي ومحاولة تقليد رموزه فهي تجد ما يؤكدها في استحضار صورة والده بشكل متكرر وهو أمر ليس معيباً لولا أن هذا الاستحضار يعبر عن محاولة لتعويض نقص كامن في أعماق اللاوعي ومحاكاة باستخدام مظاهر زائفة وصلت إلى حد خلق حكومة داخل الحكومة والتصرف بإيهام واضح للذات أ نها الأهم والأجدر في ما يسمى بحكومة الثورة وبجمع عدد من المساعدين عديمي الكفاءة الذين يصفقون له مصيباً أو مخطئاً وموظفات يدغدغون وهمه بوسامته عندما يرمقونه بإعجاب .
#مراد_حقاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟