عايد سعيد السراج
الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 16:47
المحور:
الادب والفن
حفار القبور
شعر: عايد سعيد السِّراج
هوالليل الترابي الحزين
لينْ وطيعٌ وشهي
ساكن ومسكون بالصمت، المريب
هو الموتُ هادئ، ومُقشَعِـرُّ الأظافر
مسجونٌ بأَنـَّاتـِه ِ الخافتة
مترام ٍ، على أطراف الخليقة
جانحٌ، ومجنـَّحٌ، ومصلوب على أيكة ِ الندم
هوَ الموتُ، سَيّدُ الخلق،
وهو مغلول، بأعناق السماء؟
وأغاني الأودية!
وهدير الماء، وليل الصيادين المترامي
على أعتاب الظلمة
ومزامير الكون النادبة، أبداً على صدور الموتى،
حين تضجّ الأضلاع،
ويـُغني الدود ُ، نـُهـِم ٌ هذا الماء، والطين صبور،
وتفرُّ، جماجمٌ، تفرُّ من الأعماق،
والظلمة ُ، تخشاها الظلمة َ
وظلام ٌ، مجهول، الأنواء
وأرواحا ً، تتقاذفها الريح ُ، وتصتصرخ بصمت ٍ مطبق،
والعالم ذكرى،
* * *
فبأي ألاء هذا الصمت، تكفران
عينان، نداهتان
قبور تتراقص كالعهن، كأنَّ بهنَّ جان، والليل خشوع ْ
والقبرُ ينادي القبرَ بصوت ٍ مسموع ْ
والناس، هجوع ْ
ويفزُّ الناسُ، الأحياء، الأموات،
والموت حياة ْ
#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟