سومه حساين
الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 08:52
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
إن قصة الثيران الثلاث التي سبق أن ذكرتها في الجزء الأول، والتي تحدثت عن الثيران الثلاث اللذين هلكوا يوم تآمروا وفرطوا بالثور الأبيض لينجوا بأنفسهم من أنياب الأسد الجائع، ولم يدركوا أنه سيأتي يوم ويجوع الأسد مرة ثانية وثالثة، وينقض عليهم ويلتهمهم دون رحمة، وهذا ما حصل.
فما نراه اليوم من ثورات خريف مميت، ومن تقتيل وتدمير لم يكن إلاّ مؤامرات خبيثة دنيئة تهذف الى تدمير الدول العربية وتقسيمها الى دويلات صغيرة ضعيفة قائمة على أساس العرق والدين كما هي إسرائيل اليوم.
فيوم تخاذلت الدول العربية وتآمرت على فلسطين السليبة قلب الأمة العربية وشريانها النابض والرابط فيما بينها، يوم تُركت ليلتهمها الإستعمار ويستبيح أرضها وحرمتها ويُشرّد أهلها ويقتلهم، على مرأى من العالم، لم يدركوا أنه سيأتي الدور عليهم، وأن ضياع فلسطين يعني ضياعهم، واستباحتها سيؤدي الى ضعفهم وتفككهم واستباحتهم.
وها قد جاء اليوم المشؤوم الذي استشرس فيه الأسد الهائج واستذأب وانفجر جوعاً، وتمدد كالسرطان الخبيث وتغلغل فيما بينهم وهم في غفلة يلعبون ولا يشعرون، ألهاهم المال والبنون، وحجبت الرؤية عنهم الغانيات الفاتنات، والصراعات على المناصب ومفاتن الحياة.
لم يدركوا خطورة الغول السرطاني القابع بينهم، والذي استمد قوته من غبائهم وغفلتهم، واستكانتهم وضعفهم، لم يكن يوم بدء ما سُمي بالربيع العربي هو يوم سقوط عروشهم ودمارهم، بل سقطت قبل خمس وستون عاماً، يوم سقطت فلسطين بين أنياب الإستعمار ليتهمها شبراً شبراً وهم ينظرون عاجزون لا يفكرون باللعنة التي ستحل بهم.
#سومه_حساين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟