أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ياسر سعد - العراق الجديد: تجارة الرقيق الابيض في العهد الاسود














المزيد.....

العراق الجديد: تجارة الرقيق الابيض في العهد الاسود


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1292 - 2005 / 8 / 20 - 11:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» في عددها الصادر يوم الثامن عشر من آب تقريرا إخباريا عن التهريب في العراق يكشف عن الاساليب والطرق المستخدمة في التهريب من والى العراق مع ومن خلال دول الجوار. غير أن اكثر المعلومات إيلاما وإثارة لمشاعر الاسى والألم والتي كشفها التقرير تدور حول تهريب النساء والأعضاء البشرية والذي يعد آخر ما توصلت إليه عمليات التهريب حسب التقرير، وقد يستغرب البعض عند سماع معلومة عن عمليات تهريب للنساء أو ما يسمى باللحم الأبيض إلى بعض البلدان، لكن هذا الأمر يحصل حاليا على ارض الواقع ويدار من قبل شبكات غاية في التعقيد، ويصعب التقرب منها حسب تقرير الصحيفة، لكن بعض الأشخاص لديهم بعض المعلومات حصلوا عليها لتماسهم المباشر مع الفرق الغجرية وبيوت الهوى وغيرها، وكان (ر.ع) من بينهم، والذي أوضح في حديثه لـ«لشرق الأوسط» أن فرق الغجر وبعض العاملين في مجالات تجارة الجسد تراجع نشاطها بشكل كبير لمحاربتها من قبل بعض الجهات وانعدام الأمن واضمحلال أعمالهم بعد سقوط النظام حسب ذلك المصدر، مما دفعهم إلى ترك البلد للبحث عن فرص عمل بعيدا عن العراق، ووجدت هذه الفئة ضآلتها في دول عديدة من بينها الأردن وسورية وتركيا ومصر وبعض دول الخليج. وبعد خروج هذه الشريحة من العراق لم يكف المروجون لها، بل طالبوا بالمزيد وهنا بدأت أعمال أخرى بترغيب البنات وإيهامهن بالعمل في دول الخليج والحصول لهن على تأشيرة وعقد عمل أو عن طريق الزواج والسفر بهن إلى هناك ليتم الضغط عليهن في ديار الغربة وأجبارهن على الانصياع لغاياتهم، وهذا ما حدث مع الكثير من الفتيات العراقيات. وأضافت الصحيفة أن احد افراد الشرطة العراقية قد اكد لها هذه الظاهرة ايضا وقال انها قد حصلت بشكل كبير في الفترة الاخيرة، نتيجة للظروف التي يعيشها العراقيون في بلدهم، وان هذه المسألة لا تقتصر على بنات الغجر او بنات الليل، بل انها قد تعدت ذلك الى خريجات الجامعات، اللواتي يبدأن بالبحث عن فرصة عمل، وينتهي الامر بتهريبهن الى احدى الصالات في احدى الدول.
بين الحين والاخر تُنشر التقارير والدراسات الصادرة من مراكز بحثية مختلفة المشأرب والتوجهات, منها من يعمل تحت مظلة الامم المتحدة ومنها من يعمل مع منظمات غير حكومية, كما تظهر تقارير اعلامية تتحدث عن الاحوال والاهوال والتي وصلت أليها الامور في العراق الامريكي الجديد, من نقص حاد في متطلبات الحياة الضرورية لطبقة عريضة من العراقيين من غذاء ودواء وكهرباء وماء الى تسرب اعداد كبيرة من الاطفال العراقيين من المدارس والتي تشكو بدورها من هزالة الامكانات وضعف التجهيزات. وصولا الى تقارير تتحدث عن عائلات عراقية تبيع اولادها لتجار المتعة الحرام من شدة الجوع وقسوة الحرمان. وها هو التقرير الصحفي والذي تمت الاشارة اليه في مقدمة المقال يتحدث عن تهريب الاعضاء البشرية وازدهار تجارة الرقيق الابيض. لم يتحدث التقرير عن مصادر الاعضاء البشرية, هل يتم شراؤها من الفقراء كالكلية والقرنية مثلا ؟ ام يتم سلخها من الاحياء قبل قتلهم؟ كما اشارت تقارير اخبارية سابقة عن جثث مشوهة في الفلوجة تم نزع اعضاء منها - تم نشر بعض الصور في معرض يتحدث عن جرائم الحرب اعدته نقابة المحامين العراقية في بغداد- فهل يشترك بعض جنود الاحتلال في تجارة الاعضاء البشرية والتي تدر مبالغ طائلة في العراق الجديد والذي يبحث فيه عن الثراء السريع شركات امريكية ودولية كبرى ومرتزقة دوليين وسياسيون واحزاب جاءت مع الاحتلال وتطابقت مصالحها الذاتية مع مصالح الاحتلال على حساب معاناة العراقيين والآمهم. العراق الجديد مستباح وعلى كل الاصعدة , فالتعويضات العراقية والتي تنهب من اموال العراقيين تصنع اثرياء في انحاء متعددة من العالم وتصنع فقراء بائسين في العراق الجديد. وعلى الرغم من أن اسعار النفط قد وصلت الى ارقام قياسية والعراق ينتج منه كميات مجهولة في عالم المعلومة والاحصائيات والارقام الدقيقة, غير أن العراقي المطحون لا يشعر بمبيعات النفط ولا بأسعاره العالمية العالية تنعكس على الاحوال المعيشية او الخدمات الحياتية.
أن يصل الامر ببعض العراقيين ان يبيعوا اعضاء من اجسامهم او ان تبيع المرأة ابنائها لتجار الاجساد والاعراض من شدة الفقر وقسوة الضنك او ان تتم المتاجرة ببعض العراقيات عن طريق التغرير او الاجبار ثم لا نسمع من سياسي الاحتلال ولا من المراجع المهادنة لذلك الاحتلال صوتا ولا حتى همسا، يكون صدى لمعاناة الشعب المقهور وللتعديات على كرامته واعراضه وممتلكاته. بل تكون الهموم الرئيسية لتلك القوى السياسية ان تطالب وتناشد قوات الاحتلال ان لا تنسحب من العراق ولا تستجيب لضغوط الارهابيين, فإن تلك الاحزاب والشخصيات السياسية ليست من العراق في شئ اللهم الا ان تكون مخالبا للاخرين تهدف الى تمزيق العراق وتدميره بناءا وانسانا وعلما ومكانة. ان المراجع المبتعدة عن هموم الشعب والتي تصدر من الفتاوى ما يبهج لها قلوب بوش ورامسفيلد وتشيني لتصب وتتطابق مع مصالح الاحتلال ومخططاته قد تحولت الى مواجع على قلب الشعب المبتلى والمقهور. إن ما يحدث في العراق وما يعاني منه العراقيون هو مسؤولية العالم بأسره, العالم الذي يبكي ضحايا الارهاب الغربيين وبحرقة تُغير قوانين "العالم الحر" وتبدل مفاهيمه ثم لا يحرك ساكنا وهو يرى ارهاب الاحتلال وادواته يطحن العراقيين ويدمر حاضرهم ويهوي بمستقبلهم ويسلب ثرواتهم واقوات اطفالهم. الدول العربية والاسلامية خصوصا تلك التي تزعم انها تحكم بشرع الله ثم يُشترى فيها لاعب الكرة ويباع بملايين الدولارات او تلك التي تشتري وتجنس اللاعبين الاجانب وتدفع لهم المبالغ الطائلة فيما الكثير من اطفال العراق لا يجدون كسرة خبز فيأكلون او كأس ماء فيشربون, لتشترك بإثم ما يجري في العراق وهي إما غارقة في صمتها المريب او مرددة لصدى بيانات البنتاغون والداعية الى محاربة الارهاب القادم من العراق ...ربما بإفناء العراق وبالقضاء على أهله.



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بين كرازي وقادة -العراق الجديد
- الخادمة الاندونيسية شاهدة على انهيارنا الاخلاقي
- هل يعين مبارك شعبولا نائبا له؟
- الانظمة العربية..بين الاصلاح الامريكي والسلام العبري
- الانتخابات العراقية...باطلة وبالثلاثة
- قراءة في مقال لبثينة شعبان حول التعذيب
- التايم تختار ماهر عرار ..الشخصية الكندية لعام 2004
- المأساة الآسيوية..والدور العربي
- الضغوط على سورية...كيف السبيل؟؟
- الاحتلال الامريكي...هل دخل مرحلة التداعي؟ !
- قطر: حين يكافئ الارهاب
- !!المغرب: ما أرخص أعراض الأطفال
- قادة الغرب وموسم الحج الى ليبيا
- زوجة القس وفاء... واحتلال العراق
- !!العراق... تصدعات في العسكرية الامريكية


المزيد.....




- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...
- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ياسر سعد - العراق الجديد: تجارة الرقيق الابيض في العهد الاسود