أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد ممدوح العزي - لبنان:التفاوض فن والمفاوض فعل حب.














المزيد.....

لبنان:التفاوض فن والمفاوض فعل حب.


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 19:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا تزال قضية العسكريين المخطوفين لدى تنظيم داعش"الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام "تراوح مكانها. بالرغم من المحاولات الحثيثة التي تبدلها الحكومة اللبنانية، وبمساعدة قطرية للوصول إلى حل نهائي يخرج العسكريين من قبضة التنظيم الأكثر أجراما ،بسلام ويحفظ للجيش هيبته وكرامته بعد الاعتداء عليه في معركة عرسال الأخيرة .
بالوقت الذي لا يزال أهالي المخطوفين العسكريين يواصلون احتجاجاتهم وتصعيدهم التدريجي للضغط على الدولة للإسراع في عملية التبادل المتعثرة ، قبل أن تقوم عناصر الدولة الإسلامية بتنفيذ إي عملية إعدام بحق هؤلاء الجنود ،بعد أن لجاءت الأخيرة إلى ذبح ثلاثة من هؤلاء الرهائن الأبرياء في عملية استعراضية وحشية من خلال نشرها لصورهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي حيث تمتلك هذه القوى قدرات هائلة وواسعة في استخدام هذه التقنية والتكنولوجيا الحديثة للتأثير على الرأي العام اللبناني والعالمي .
الرئيس سلام أعلن من الدوحة :" إن ما يعانيه أهل العسكريين نعانيه نحن ،وأرواح هؤلاء الجنود بذمتنا، ومسؤوليتنا جميعا للحفاظ عليهم ".
بالطبع التفاوض عملية صعبة جدا ومعقدة ،وخاصة كما أشار الجنرال عباس إبراهيم أثناء وجوده في الدوحة ضمن الوفد الحكومي الذي زار قطر مؤخرا بتاريخ 14 أيلول 2014 للبحث في عملية التفاوض من خلال المساعدة القطرية. فالعملية صعبة جدا بحسب رأي الجنرال إبراهيم لان التفاوض سيكون بين فصيلين إسلاميين متطرفان ،"النصرة"،و"داعش"، وهذا سيعقد الأمور للاختلاف في طلبات الخاطفين.
بالرغم من تأكيد أمير قطر للرئيس تمام سلام أثناء الزيارة على أن بلاده تسعى جاهدة لمساعدة لبنان بكل ما يحتاجه وبذل كل المساعي لتحرير العسكريين إلا الأمور لا تزال صعبة ،وهنا لابد من الإشارة إلى القرار الحكيم الذي اتخذته الحكومة بالتفاوض لأجل سلامة العسكريين وفك أسرهم ،وهذا الموضوع لا يعني الاستسلام لمطالب الإرهابيين.
التفاوض هو عملية وساطة تقوم بين دولة أو أفراد أو هيئة غير حكومية من اجل إيجاد تسوية للخلاف القائم بين طرفين .الوسيط يتبع طريق الواسطة من خلال التفاوض ويمكن وصفه بطويل البال ويمتلك خبرة دبلوماسية جيدة ، تقوم على فن الممكن والهدوء والحذر في سير المفاوضات ،لأنه يقترح نفسه حلالا للازمة، وبالتالي هي مساعي شخصية ومسؤولة ، وحميدة يقوم بها هذا الوسيط بصورة سرية بعيدة عن الإعلام والأضواء والدعاية بالرغم من التعب والجهد والمخاطر الذي تعترض الوسيط ،تتميز الوساطة بالأساس بكونها اختيارية وطوعية ،وتتجلى هذه الصفة بالأمور التي تحكمها:
1-مبادرة الوسيط ،حيث لا شيء يلزمه،لتقديم وساطته.
2-موافقة الطرفان اللذان يتمتعان بحرية كاملة في رفض او قبول الوساطة .
3-قبول جميع الأطراف بشخصية الوسيط الذي لا يشكل شخصه عاملا استفزازيا لأحد.
وبالتالي تكون نتائج الوساطة ليست إلزامية ولا تفرض على طرفي النزاع .
الجنرال عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني والوزير الذي لا يملك حقيبة هو من يقوم بدور الوسيط الطوعي ، فالجنرال له باع طويل في عملية التفاوض، وكان له تجارب سابقة في الوساطة تكللت بالنجاح، فالعملية الأولى كانت مع مخطوفين إعزاز والذي استطاع أن ينهي ذلك الملف والعودة بهم إلى ربوع الوطن ، وهذا الملف أعطى الجنرال مصداقية جديدة تخوله من جديد في القيام بوساطة ثانية عرفت براهبات معلولة بين النظام السوري وجبهة النصرة انتهت بإقفال الملف وتحرير الراهبات وإطلاق سراح سجينات سوريات من سجون الدولة السورية .
وفي عملية التفاوض لأجل العسكريين هذا هو الجنرال إبراهيم من جديد يعمل جاهدا كوسيط لأطلق سراح أبناء المؤسسة العسكرية رفاقه بالسلاح وأبناءه بالإنسانية ، هو الأمين والجدير على تنفيذ هذه الرسالة الإنسانية والأخلاقية، هو من يستطيع تنفيذها والخروج منها بنصر وإبرام اتفاق لتبادل الأسرى وإخلاء سبيل العسكريين من الأسر محافظا على هيبة الدولة وكرامة الضباط والشهداء التي حاولت" داعش" التعرض لهم .
فالجنرال إبراهيم هو رجل إطفاء الحرائق في زمن اللهيب في عالمنا العربي ،وهو المفاوض الناجح والأمين على إنجاح هذه المهمة ،لأنه رجل المهمات الصعبة .
عباس إبراهيم مدير الامن العام اللبناني ،هو رجل الدولة بامتياز وهو العسكري المغوار الذي قاد هذه الوحدة ويتصرف كمغوار حقيقي في ظل الحرب ،عباس إبراهيم الذي اثبت نجاحه في كل المواقع والمهام الذي ترأسها، وكذلك تسلمه للملف الفلسطيني الذي كان بارعا في التعاطي معه.
استطاع اللواء عباس أن يتحمل المسؤولية وان يكون بكفاءة عالية ويتنقل بهذا الملف وسط حقول الألغام الذي كان حريصا أن لا تنفجر وتترك أثارها على لبنان ،لقد اتسمت فترة مسؤوليته بالهدوء والأمان والاستقرار الأمني الذي لم يسمح لأي خطر التسلل إلى داخل هذه المنطقة ،لقد ترك في الجنوب بصمات طيبة وكانت عاصمة الجنوب أمانة في رقبته بالرغم من انه من الجنوب ،لكنه رجل دولة بامتياز من أبراع رجال الأمن الذين عاشوا في هذه المنطقة والذين تعاملوا مع الملف الفلسطيني نظرا لتشعبه ولحساسيته.
فالجنوب والمخيمات والأهالي يعتبرون عباس إبراهيم من أهم وأكفئ الضباط الذين كتب لهم أن يمروا على الجنوب ويخدموا لبنان حيث أدار هذه الملفات الساخنة والكبيرة بحس وطني وقومي وإنساني وأخلاقي ،لكن الأهم هو وجوده الجديد في موقع كمدير للأمن العام ليقوم في تنفيذ هذه الوساطة لحل هذه مشكلة الجنود الأسرى المرتبطة بعدة أطراف ودول وأجهزة أمنية .
عباس إبراهيم رجل دولة عابر للمذاهب والطوائف لأنه إنسان ورجل بامتياز ، فالجنرال يؤكد للبنانين وللعالم وطينته اللبنانية المسؤولة ،من خلال تقديم نفسه وسيط في قضية إخوتنا العسكريين المخطوفين ،فالجنرال الذي يجوب العالم ويحط في مدن وعواصم عالمية مختلفة لأجل إتمام عملية الإفراج السريع .



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ جمال خطاب : القوة الامنية أتت كضرورة فلسطينية للحفاض ع ...
- الموارنة في لبنان والمسيحيين في الشرق في ضيق او في خطر ؟؟؟
- التفاوض فن الدبلوماسية والمفاوض فعل حب؟؟؟
- الشراكة الفلسطينية في خطر، وحماس تنقلب عليها؟؟؟
- العقوبات الاقتصادية : حرب باردة جديدة
- هجرة الشباب الفلسطيني : تنهي القضية والأمل بالعودة .....
- الحوثيون :مشكلة اليمن المتجددة . الدولة المركزية او الفدرالي ...
- روسيا والغرب: عقوبات اقتصادية متبادلة على حساب المواطن؟؟؟
- روسيا والعقوبات الاقتصادية ؟
- البطاقات والخدمات المصرفية .
- اوكرانيا : صراع التاريخ والجغرافيا والاقتصاد
- صلاح اليوسف : نتمنى للبنان الشقيق ان يخرج من أزمته و يتعافى ...
- صبحي ابو عرب : لا مشاريع للسلطة الوطنية الفلسطينية في مخيمات ...
- صلاح المختار : لا حل في العراق إلا بإنهاء السلطة الحالية بال ...
- ايفلين المصطفى: محاولة من الغير لمعالجة ازمات اقتصادية ...؟؟ ...
- البرامج الحوارية : قدرة المعد وتنسيقه مع مقدمه
- الخطاب السياسي واجتزائه في لبنان...
- اللينو : عدم السماح بتدمير فتح ،لان المؤتمر هو الحكم الفيصل ...
- روسيا : التشدد والطرف لحل الازمة وفك العزلة ...
- -الانابيب الحمراء- تحدد شكل الشرق الاوسط


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد ممدوح العزي - لبنان:التفاوض فن والمفاوض فعل حب.