علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 17:39
المحور:
الادب والفن
غادر محسن الخفاجي دون أن يؤذي أحداً..!
بالأمس ودون ضجيج , غادر محسن خريش , الأنسان والأديب الروائي الكبير والمترجم البارع والناقد التشكيلي المتميز والخطاط الجميل , غادر بهدوء اتصف به مذ عرفناه , أبن مدينة حميم وصديق للجميع ومخزن أحزان لاتوصف , غادر وحيداً حتى من دون أن يشييع جنازته أحد , ليس جفاءاً من أحبته ومجايليه , ولامن عموم أصدقائه ومعارفه وجيرانه , انما بقرار لانعرف أسباب اتخاذه بهذه السرعة التي لاتليق بفراقه , ولابتقاليد المدينة التي تفتخر به !.
غادر محسن , فارس القص والرواية المتميزة , غادر مروض المفردة النوعية وصانع الأبهار , غادر القادر بتمكن مشهود على تطويع الأنكليزية للتداول في رياض العربية الأم , غادر أحد أهم ( مخاتير ) الثقافة في الناصرية , دون أن يؤذي أحداً طوال تأريخه الأنساني والأبداعي منذ نهاية ستينات القرن الماضي .
محسن خريش الذي كان يحلم بـ ( سماء مفتوحة الى الأبد ) كان ( طائراً في دخان ) أوجاعنا , يلوح للجميع بـ (ايماءاته الضائعة ) التي تركت ( وشمه على حجارة جبال همنا ) , وكان شاهداً على جريمة الـ ( النازي الأخير ) يوم ( حرق العنقاء ) , ليذرف ( دموعه الذهبية) على ( الحب الأسود ) الذي باض على وسادته ( الغراب ) , قبل أن يبشرنا بالفجيعة الأكبر , أن ليس ( للأبد نهاية ) !.
لا أشك بأن أحزاننا المتراكمة ستتوهج لوقتِ طويل بفعل شعلة الألم النوعية لفراق محسن , لكننا قد لانصل الى حزن رفاق محسن وندمانه المصطفين كـ ( جنود الجيش الأحمر ) في مملكتة ( مكتبتة ) العامرة بكنوز المعرفة في غرفته الحاضنة لآماله وأنفاسه وأوجاعه وتفاصيل أيامه !.
ليس جديداً أن أُعزي نفسي بدمعةِ ساخنة على مغادرة صديق لعالمِ لازلت موجوداً فيه , لكني اشعر الآن بألمِ مضاف لفراقه وأنا بعيد عن طقوس حزن الأصدقاء التي ربما تخفف عن الجميع بعضاً من ثقله وشجونه لأنهم يعيشونها مجتمعين .
وداعاً صديقي محسن خريش .. وداعاً أيها الأنسان المبدع والنبيل .
علي فهد ياسين
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟