شوقي سالم جابر
الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 17:39
المحور:
الادب والفن
كان جدهما الحاج ياسين رحمه الله يلبس اللباس الشعبي الفلسطيني الذي وَرِث ثقافته والاعتزاز به عن أجداده جيلاً بعد جيل, الحطة, والعقال, والسروال, والقمباز, والعباءة, والحزام الثخين وكان يحتفظ باليرغول خاصته الذي كان يعزف به النغم الفلسطيني الجميل, الذي يؤمّل للمُهَجّر الفلسطيني قرب عودته الحتمية لموطنه وتذكره أن له قدماً راسخة في عالم الموسيقى الشرقية الأخاذة, فكانت القلوب تتراقص بنفث الحاج ياسين يرغوله المُطيع لهوى صاحبه وكانت أصابع الحاج ياسين تتراقص على اليرغول تراقص وجدان السامعين طرباً "بزريف الطول" و " يازارعين السمسم" ولي أن أقسم لكم بأن جبل الجرمق لو استمع لعزف الحاج ياسين, لفرح قلب الجبل واهتز طربا بكتفيه محاولاً رمي نير الغاصبين عنهما.
الحاج ياسين كان يُوصي ورثته خيراً باليرغول, وكأنه يوصيهم بفلسطين وملامحه السمحة تُحذرهم من فتوى تُحرم عليهم الدبكة في الأفراح.
وهو لا يزال يُكثر الحديث للأطفال عن فلسطين قبل الاحتلال, جمالها وطيب أهلها وبساطتهم, يُحدّثهما عن العنب والرمان والجميز وعن الأفراح القديمة وكيف خطبوا لهُ جدتهم وذكر أنه رآها لأول مره وهي تحملُ جرةَ ماءٍ مع والدتها عائدتين من نبعٍ قريبٍ من بيسان, لكنه لم يَعيب على نعناع غزة في حزيران, فهو عادل القول ولا يقول إلا ما يرضي الهر, الحاج ياسين يُصِر على براءة فلذة كبده مُدللاً على ذلك بأنه لم يُطعم أبنائه إلا الحلال, وهو ما زال ينتظر يوم القيامة للحصول على البراءة.
#شوقي_سالم_جابر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟