كيف تصبح وزيرا في عشرة ايام

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 12:57
المحور: كتابات ساخرة
    

الظاهر ان اختيار وزيرا في الحكومة العراقية ليس بالسهل اليسير ولا بالأمر الهين ، سيما اذا كان الوزير المطلوب من يشغل وزارة الدفاع او الداخلية ، وهذا يعود الى عوامل كثيرة ، لعل من اهم هذه العوامل هو عدم الثقة بالوزير الذي تختاره الكتل السياسية ليشغل المنصب المعين . المأزق نفسه الذي وقع فيه المالكي في حكومته التي انتهت من دون وزير اصلي (خط ونخلة وفسفورة ) بل ان وزير الدفاع كان بالوكالة ، والداخلية ظلت من دون وزير وايضا اديرت بالوكالة ، حتى برزت ظاهرة جديدة في المجتمع السياسي العراقي ، الا وهي (العمل بالوكالة ) ، وكالة من دون بواب ، على رأي المثل المصري الشائع ، وهذه احد اسباب فشل الحكومة السابقة ، حتى ان بعض وسائل الاعلام كانت تسميها الحكومة الناقصة ، اي غير مكتملة . واليوم تعود المشكلة نفسها مع السيد العبادي فهو ان اختار شخصا لا توافق عليه الكتل الاخرى ، واذا اختارت هذه الكتل شخصا بعينه فالبرلمان لا يصوت عليه ، ونجد هذه اللعبة تتكرر كل عشرة ايام او اقل فتعقد جلسة برلمانية خاصة بهذا الشأن ثم يكتب لها الفشل ، حتى صارت (شليلة وضايع راسها) . وانا هنا لا اريد ان ادافع عن السيد العبادي ، واقول انه اليوم في مأزق كبير ويحتاج الى من يقف معه من جميع الكتل السياسية المنضوية في الحكومة ، بل لان الوضع السياسي متضعضع من اساسه ويحتاج الى هيكلية ووضع خارطة طريق جديدة لحل الازمة واعادة الثقة بالسياسيين بعضهم بعضا ، بحيث لا تكون ثمة حساسية لشغل الوزارتين – الداخلية والدفاع – من اي جهة كانت بقدر ما يتطلب ايجاد الوزير الوطني الذي تهمه مصلحة البلد ، وان يجعلها فوق مصلحة حزبه وكتلته ، وان يجعل ايضا نصب عينيه امن وامان المواطن ، الذي يخرج من الصباح الباكر وفي حسبانه انه قد لا يعود الى اسرته لأنه بات يعيش تحت رحمة المفخخات والعبوات . واذا عثرنا على هذا الشخص فقد نجحنا ونجحت حكومتنا ، ولكن الاهم من هذا ان لا تتدخل دول الجوار في مصائرنا ولا في عمل الحكومة لان سيادة العراق مطلب جماهيري واغتصابها شيء لا نسمح به. وربما يسأل سائل وهل ثمة تدخل من دول الجوار بالعراق ؟ فنقول هذا ما تشير فيه كثير من الحقائق ، وبعض التقارير الاعلامية . البرلمان والحكومة في كل عشرة ايام تدفع بالكتل الى تقديم مرشحيها لنيل وزيرا للدفاع وآخر للداخلية حتى يخضع الى عملية التصويت ، والنتيجة اما الرفض واما القبول . فيا ايها السياسي الذي تمتلك الثقة من قبل جميع الكتل سارع عزيزي فورا ، وخلال عشرة ايام حتى تصبح وزيرا ، فلا تفوتكم الفرصة ، فالكمية محدودة .

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات