|
49 دبابة مقابل 49 رهينة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 10:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كشفت وسائل الاعلام العالمية عن وصول هدية ثمينة لداعش من قبل تركيا التي انكرت المقايضة التي حصلت للافراج عن الرهائن التسع و الاربعين وهي التسع و الاربعين دبابة و تسعة و اربعين مليون دولار اصلا، ان لم تكن هي من ارادت مساعدة داعش و نفذتها بهذه الحجة من الاساس لاستخدامها الحيل العلنية للتغطية عن علاقاتها بداعش و هذا متوقع في هذه المرحلة و ما تفعله تركيا اليوم . لقد انكشفت بتلك الصفقة خيوط كثيرة و ما وراء الستار و لا يمكن تقيم المرحلة دون التعرج على موضوع تركيا و سياساتها المتخبطة نتيجة تناقضاتها و التي ادعت تصفير المشاكل مع الجيران بينما ثقلت كاهلها هي بنفسها من تضخيم المشاكل، و ارادت ان تصبح خليفة الشرق الاوسط و تحكم بسلام و امان و تبرز نفسها بوسائل سياسية اقتصادية و بلغة العصر كما ادعت، و لكنها اصبحت في حال لم تلق الا وسيلة مخزية الا و هي دعم خليفة عربي ارهابي بدلا من خليفة تركي . استغلت تركيا الوضع المتقلب في المنطقة و لم تهتم بالتزاماتها الدولية و وجودها ضمن اقوى حلف عسكري عالمي و الواجبات التي تقع على عاتقها، و تصرفت من زاوية نيتها في الهيمنة على المنطقة و من باب اللعب بنار الارهاب بعدما اعتقدت و تاكدت انها خسرت حليف مستقبلي قوي لها و هو الاخوان المسلمون في مصر بعد اعتلاء السيسي سدة الحكم و العلاقات السعودية المصرية القوية التي قطعت ذراع تركيا التي ارادت ان تتوغل بها و تسيطر على هذه المنطقة الحساسة من البحر الاحمر، و بتغيير النظام المصري قُطعت الطريق امام الاهداف الاستراتيجية العديدة لتركيا . انها امام امرين مفصليين و مهمين و هما، اما التغريد خارج السرب و اللعب بالتكتيكات القصيرة المدى و التغيرات السريعة في سياساتها و مواقفها لحين اقتناص فرصة مناسبة للعودة بماء الوجه الى ما تفرضة المتغيرات المتوقعة للمنطقة عليها، و بهذا تضر بنفسها الان و تغيُر من مواقفها وفق مصالحها يوميا، او تعيد النظر في استراتيجيتها التي بداتها منذ مؤتمر دافيوس، و اعتقد اردوغان انه سجل مجدا له و وثق العرب به شعبا لانه ادى دورا تمثيليا عاطفيا استغل مشاعر المتضررين و ما يؤمن به الشعب العربي و انتهت مدة صلاحية تلك اللعبة بمجيء داعش و كشف الايدي الخفية وراءه . اليوم عندما دخل داعش في المعادلة و من كان وراءه سواء كانت تركيا او غيرها من الممولين و المسلحين، فان تركيا استغلته و اراد به ضرب العصافير العديدة به دون ان تخسر شيء، و هي تريد استغلالها لمنع تثبيت قدم الكانتونات المشكلة في غرب كوردستان في اي وقت تريد، و ان تكون عصا بيدها اينما و كيفما و وقتما ارادت رفعه بوجه من تريد و كما فعلتها امام اقليم كوردستان، و ربما سوف تعبرهم من الحدود الايرانية ان كانت في مصلحتها ذلك او ان دخلت في حلف و اريدت منها ذلك لتغيير المعادلات، او لمحاربة اسد و تشكيل حزام امني على حدودها، بعدما استفاد الاسد منهم كثيرا من قبل، اضافة الى اتقاء شر داعش داخليا لو اخذت تركيا الحياد موقفا لها او وقفت ضده و كان بالامكان ان يفعل داعش في تركيا ما فعله في العراق و سوريا عند الضرورة . ما يشك به المتابعون هو ماوراء المواقف غير المتوقعة من تركيا، فهل ياست من امريكا و تعاملها معها والاتحاد الاوربي و ما يتخذه من المواقف حول تركيا و سياساتها، و انها توجهت نحو الجنوب و تعاملت مع اقليم كوردستان بتكتيك قصير المدى لانها لها خط احمر لا تتجاوزها في هذا الاتجاه و لا تدع ما يؤمٌن طريق لتنظيم قوى كوردستانية داخل حدودها و قاعدة جنوبية داعمة لتشكيل او بناء كيان مستقبلي على اراضيها و هذا من صلب تفكيرها و ما تتخذه من التاثير على المعادات و تفكر في اية خطوة ولو بسيطة تقع لصالح الكورد في شمال كوردستان او حتى جنوبه . سوف تكشف الايام ما يحصل في المنطقة و ستبان اكثر مما نوته و تنويه تركيا و ما تتخذه من المواقف التي تفضح خطواتها السرية و افعالها اكثر فاكثر قبل اي شيء اخر .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انعدام دور المثقف التنويري في العراق
-
هل تعيد امريكا سمعتها الدولية
-
تاثير مجيء داعش على المعادلات السياسية في كوردستان
-
بانت خيوط اللعبة في المنطقة
-
هل يتمكن العبادي لوحده محاربة الفساد المستشري
-
حلم المواطنة في الشرق الاوسط
-
خانقين دون غيرها
-
الخمول يعقد الامور اكثر
-
هل المطالبة بانبثاق دولة كوردستان، شوفينية؟
-
ما هي الحياة و كيف نفهمها
-
تركيا تلعبها على المكشوف
-
سلبية توفر الحرية لمن ينفي الحرية
-
كيف تكون اليسارية في كوردستان
-
اعتبروا من درس اسكتلندا و انكلترا يا ساسة العراق
-
تاثير الجنس على عقلية القادة الاسلاميين
-
لماذا يفرض المالكي وزيرا فاسدا على العبادي ؟
-
هل بان رد فعل ايران ازاء تحالف جدة
-
موقف تركيا من التحالف ضد داعش
-
مؤتمر باريس والاولوية السياسية بموازاة العسكرية
-
شاهدت الغريب في بلد العجائب
المزيد.....
-
السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون
...
-
القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
-
إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا
...
-
شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين
...
-
كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
-
سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
-
انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
-
ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
-
يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار-
...
-
قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|