أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - الفكر والحزب














المزيد.....


الفكر والحزب


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1291 - 2005 / 8 / 19 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يسعى البعض للربط الجدلي بين المنظومة الفكرية والحزبية واعتبار الأخيرة ميكانزم التطبيق، فالحزب بنظرهم المرجعية العليا للفكر فلا يحق للآخرين اعتماده دون الحصول على تفويض مسبق منها. فهي الجهة المخولة في تفسيره وتطبيقه والآخرون مجرد وكلاء لها، لأنها تدعي حقوق الملكية للفكر!.
المفارقة العجيبة أن هؤلاء المدعين بحقوق الملكية الفكرية جُلهم من الجهلة والأميين وغير ملمين بأبسط مبادئ الفكر وماهيته، ولاتوجد لديهم مبررات مقنعة لهذا الادعاء الفارغ!. كما أنهم لايعون أن الفكر من خاصة الحضارة الإنسانية ينهل منه الجميع دون الحاجة لتفويض حتى من المفكر ذاته.
لايشترط الإيمان بفكر ما، الانخراط في حزب سياسي يدعي حقوق ملكيته. فهذا الوهَّم أساء كثيراً للفكر ذاته، حيث أدت تطبيقاته الحزبية الخاطئة على صعيد الواقع لإصابة المجتمع بالخيبة والانكسار فأتخذ موقفاً عدائياً منه بدلاً من اتخاذه موقف من المدعين به!.
يعتقد ((توفيق الحكيم))"أن الإيمان بقوة الفكر دفع البعض للانخراط في سلك حزب من الأحزاب، فأنقلب بذلك إلى رجل عمل، وأنقلب فكره إلى داعية لحزبه.....كما دفع البعض الأخر إلى الحيرة بين الأحزاب المختلفة. والنضال في الميادين المتعددة يتقاذفه القلق وخيبة الأمل إلى أن ينتهي به الأمر إما لتأليف حزب خاص يحبس فكره فيه، وإما لتأجير الفكر أو المتبرع به للخدمة في كافة ميادين السياسة والحكم".
إن النخبة المثقفة هي المنتجة للأفكار والآخرون مجرد مستهلكين لها، فالمثقف الذي يحبس نفسه في إطار حزبي يخضع لفكر واحد يتحدد تجاه الفكري ويفقد حريته التي دونها لايمكن أن يكون منتجاً للأفكار وإنما مجتراً لها. ومع الزمن يتخلى عن فكره ليصبح مدافعاً عن سقطات حزبه وما يدعي من ادعاءات فارغة لاترتقي لمستوى الفكر ذاته.
معظم الأحزاب السياسية في العالم الثالث تتخذ من الفكر أساساً لعملها الحزبي، زاعمةً أنها تخضعه للتطبيق دفاعاً عن المحرومين. وأثبت هذا الادعاء بطلانه بالتجربة، لأن القائمين عليه اتخذوا منه سلماً للوصول إلى السلطة لتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب المجتمع.
في حين أن الأحزاب السياسية في الغرب تتخذ من تحقيق المصالح أساساً لعملها الحزبي، فهي تطرح من خلال برامجها السياسية آلية تحقيق مصالح المجتمع فالجهة السياسية التي تنال ثقة المجتمع عبر صناديق الاقتراع تصل إلى السلطة. والفكر لايلعب دوراً في تحشيد المؤيدين، وأنما مبدأ تحقيق المصالح هو من يرجح كفة الجهة السياسية. فالناخب لايصوت لفكرها، وإنما يصوت لبرامجها الذي يحقق مصالحه.
إن المثقف المنضوي تحت لواء حزب سياسي على أساس فكري يغالط نفسه، لأن الحزب أداة لتحقيق المصالح والفكر مجرد وسيلة للوصول إلى الغاية المتمثلة في تحقيق مصالح منتسبي الحزب. لذا يتعين على المثقف أن يترك مسافة أمنة بينه وبين الحزب حتى لايفقد حريته. وهذه ليست دعوى لنبذ السياسية، لأنها جزءاً من الثقافة فهناك فرق كبير بين العمل السياسي والعمل الحزبي.
يرى ((توفيق الحكيم))"أن انضمام رجل الفكر إلى حزب من الأحزاب معناه تقيده والتزامه بتفكير الحزب...وهذا الالتزام يناقض الحرية التي هي جوهر رسالته الفكرية. لأن التزامه بمذهب حزبه يحرمه مباشرة سلطة الفكر في المراقبة والمراجعة....هذه السلطة الحرة التي هي أساس مسؤوليته الحقيقية.......وهو بذلك إما أن يخضع ويرضخ لحزبه وينزل راضياً مختاراً عن وظيفة رجل الفكر ويصبح رجل عمل وإما يصر على الصعود والاحتفاظ بسلطة وظيفته الفكرية ويناقش أفكار حزبه ويوجهها ويطورها بمطلق الحرية التي تخولها له مسؤوليته رجل الفكر الحر، وعندئذ سيجد نفسه مفصولاً عن الحزب ومطروداً أو مضطهداً".
إن عملية الفصل بين الفكر والحزب ضرورية لتحديد مهام وأهداف كل منهما، فالأولى عامة-شاملة مهمتها الارتقاء بالعنصر البشري لمراتب أعلى. والثانية خاصة-فئوية مهمتها تحقيق المصالح، فالادعاء الفارغ بحقوق ملكية الفكر الإنساني لايشكل غطاءاً للسقطات الحزبية وإنما يكشف عن مدى التصحر المعرفي للقائمين عليه.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكمة والحكيم
- ماهية المعرفة
- التعدي على حقوق الآخرين
- علم الفلسفة -الهدف والغاية
- تبرير السقطات في الكيانات الحزبية
- ماهية الحق
- ماهية الخسة والحماقة
- ماهية الغيرة والحسد
- استحقاقات الانتخابات وحكومة المحاصصة
- الطاغية والثقافة
- الدولة الاستبدادية
- أنين ومعاناة هيفاء بيطار
- دوافع الود والعداء
- الشرطي الوزير
- ماهية الخير والشر في الفلسفة
- طرائف من سيرة الفلاسفة
- الصراع حول المكانة والصدارة بين الفلاسفة
- ماهية الفكر
- النظرة الدونية للمرأة عند الشاعر أبي العلاء المعري
- العشق عند العرب


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - الفكر والحزب