|
لا ديمقراطية بدون بورجوازية!
عبدالله خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 08:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رأسُ المال والديمقراطية شكلان لمضمون واحد وتعبير عن تطور العلاقات البضاعية والاقتصادية ونمو القوى العاملة وازدهار التفتح وتغير عالم البنى الاجتماعية التقليدية. حين تنامت العلاقات الصناعية والمالية في أوروبا وتدفق الذهب يغذي العمليات التحولية من العالم الحديث المكتشف، تنامت علاقات المساواة بين الرجال والنساء وتحولت الأرياف إلى التصنيع وازدهرت الملكيات الخاصة غير الكبيرة المطلقة، وراح رأس المال يغذي نمو الديمقراطية والديمقراطية توسع الحريات الاقتصادية والسياسية. في دولنا لا تداخل ولا تناسب ولا علاقات مشتركة مغذية للجانبين، فرأس المال مفقود أو مضروب، محاصر بالملكيات المطلقة والعامة، في حين كانت الدول في العهد الغربي ملكية وجمهورية تغدو أسواقاً حرة. من دون رساميل مؤثرة كبيرة مستقلة ترتكز على عمالة وطنية قوية مدعمة للإنتاج فلا تظهر ديمقراطية، لأن الديمقراطية هي نتاج ليس فئات وسطى بل طبقات وسطى، حيث تقدر الفئات الوسطى المبعثرة من تجار وماليين على إدخال رؤوس الأموال المفتتة الضعيفة إلى الصناعات الكبرى وتحويل الأرض الزراعية والحرف والعلاقات الاجتماعية المتخلفة والتعليم والثقافة إلى الإنتاج المادي المتطور، فتتحول من فئات تابعة إلى طبقات منتجة للديمقراطية، قادرة على التصنيع الواسع وخلق الصحافة وإنتاج العلوم الحرة وليست هذه المرتبطة بمناهج مدرسية وميتافيزيقية مانعة لصواعق العقل من إنتاج المعرفة وتحرير الطلبة من زنازين الخشب وأغلال المناهج المدرسية العتيقة. بقاء الفئات الوسطى، فئات وليس طبقات لا ينتج ديمقراطية فتظل الفئات الوسطى تابعة للإقطاع، ولهذا فإن الغربيين عبر ثلاثة قرون من التراكمات المالية والفكرية والسياسية أمكن لهم جعل الفئات تحلق في عالم الطبقات. وكونها فئات يجعلها فتاتاً وأفواهها مسدودة بذهب المعز أو بسيفه، فلا تستطيع الفئات الوسطى أن تكون حرة إلا بتحرر القوى العاملة، وتقطع التيارات السياسية هامشيتها وتبعيتها للإقطاع بشكليه السياسي والمذهبي.
#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زئبقية الوعي
-
عبد الكريم قاسم.. هل كان مجنوناً؟
-
النثرُ السطحي والتاريخ
-
القحطُ والنفطُ
-
تناقضٌ جوهري غير محلول
-
الشاه وحداثةٌ لم تكتمل
-
عمودٌ وهمودٌ
-
بورقيبة وانتصارُ الحداثة
-
حين تصير المعرفة انفجارات
-
أردوغان والخداع السياسي
-
وعيُّ التآمرِ في التاريخ الإسلامي
-
الشبابُ والتراثُ
-
التسطيح السياسي ومخاطره
-
الكتابةُ زهرةُ الصحافة
-
الصحافةُ وجدل التقدم
-
عربٌ وفرسٌ.. تاريخ متداخل متناقض
-
ذروةُ الصراع السياسي
-
إتجاهات تطور البرلمان
-
و(الفولاذ) بعناه!
-
الماوية: تطرف إيديولوجي
المزيد.....
-
مصادر مقربة من ترامب تكشف تفاصيل مبادرة غزة المثيرة للجدل
-
زيلينسكي: لن أكون لطيفًا مع بوتين لكنني مستعد للتفاوض من أجل
...
-
بعد عقود من الحروب والصراعات.. ماذا بقي من تراث بدو العراق؟
...
-
مخطوطات العراق .. تراث في انتظار التحقيق والدراسة
-
إعادة -إحياء روح الموصل-: إلى أين وصلت جهود اليونسكو؟
-
الشرع يوجه رسالة إلى أردوغان
-
بريطانيا وفرنسا ترفضان خطط ترامب لتهجير الفلسطينيين
-
السعودية.. إحباط تهرب كمية كبيرة من الإمفيتامين (فيديو)
-
اكتشاف يقلب المفاهيم التقليدية حول الكوليسترول الجيد
-
المفوضية الأوروبية تفتح تحقيقا بشأن منصة -شي إن- الصينية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|