أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - الكتب والصحف في النص القرآني















المزيد.....


الكتب والصحف في النص القرآني


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 23:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


1. الكتب والصحف
الكتب مفردها كتاب والصحف مفردها صحيفة وكلاهما من مستلزمات النقل ووسائط نقل العلم والمعرفة ,وهما ممن جعلها الله الوسط الذي ينقل به الرسل ما جاء من الله تعالى من دين وحكمة وميزان وبدون الكتب والصحف لا يمكن حفظ العلم والمعرفة ولا حفظ الرسالات السماوية ولذلك حرص أهل كل الديانات على تدوين ما إنزل عليهم من ربهم في مجموعات قُدست وحظيت بالاحترام والإجلال على مر العصور.
وما يهمن هنا التفريق بين الكتاب والصحيفة حيث أن القرآن الكريم قد أشار إلى المصطلحين في طيات الذكر وأراد من كل معنى مفهوم خاص يتصل بالكونية أو الكيفية التي بنيت عليها المباني اللفظية, والتفريق هنا ضروري لبيان القصدية من كل منهما على وجه اليقين وليس بالتخمين أو الأحتمال على الظن والتقدير.
ورد في القرآن الكريم لفظ الصحف ثمان مرات بسياقين مختلفين ولكن تجمعهما وحدة المعنى,فمرة يشير للكتب السماوية بالصحف وقد وصفها أو نسبها لرسول معين أو لزمان محدد كما في النصوص التالية:.
• {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى }طه133.وصف زمان
• {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى }النجم36.منسوبة لرسول الله موسى عليه السلام.
• {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً }المدثر52.وصف للحال بكونها منشورة على الملأ.
• {فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ }عبس13.وصف لكرامة هذه الصحف.
• {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى }الأعلى18.وصف وانتساب للزمان.
• {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى }الأعلى19.منسوبة لرسل الله تحديدا.
• {رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً }البينة2.وصف للحال التي هي عليه من الطهارة التي تنفي ما يناقضها أو يضادها.
وفي آية واحدة أشار النص فيها إلى صحف الأعمال الكسبية للإنسان وما سجل له وعليه من أعمال في الحياة الدنيا,{وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ }التكوير10,وهذه الصحف كما هو معلوم قد وردت بهذا المعنى كما وردت بالمعنى الأخر الكتاب{اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} الإسراء14,هذا الكتاب الذي أحصى الله في أعمال كل مخلوق كبرت أو صغرت لتكون سجلا لما كسب وأكتسب {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } الكهف 49.
فهل يعني ذلك لنا أن الكتاب هو نفس مفهوم الصحيفة وإن كان كذلك لماذا فرق الله تعالى في الاستعمال أو للتنويع أو زيادة في البلاغة اللسانية ,أم أن في الأمر أمرا أراد الله به أن يكون كذلك,وردت مفردة كتاب دون التصاريف مئتي واثنان وثلاثون مرة ومع التصاريف ما يقارب الثلاثمائة مرة,فهل من الممكن تصور هذا التنوع في أستخدام اللفظين هو من باب التنوع في أساليب البلاغة ,وأن كلا المعنيين متطابقين بحيث أنه يمكن أن نتبدل في مواقع المباني اللفظية دون أن تتغير المعاني القصدية منها,وأن كل ما جاء فيهما من معنى أجمال إنما يشير إلى تطابق القصديات المعنوية ليس إلا.
ليس الأمر بهذه السهولة والتي تعبير غن سوء وفهم وقلة إدراك لما في القرآن الكريم من أصالة في تبيان المعنى وبناء المبنى اللفظي لكل موضوع وحالة خاصة ترتبط إجمالا وبصورة متكاملة تحت منهج متميز يعلو عن الضبط البشري له ولا يمكن أن يقارن بكل القوانين المنطقية واللسانية وإن كانت من لسان العرب ذاته, لابد أن نكرر ونؤكد دوما على أن القرآن الكريم كلسان عربي مبين(يحكم ولا يُحكم عليه)،وانه أحسن الحديث،وأنه فوق المقارنات بكل ما فيه من إعجاز وحقائق سارية إلى يوم القيامة.
لا شك أن نشأة اللسان العربي وولادته كانت قبل نزول النص القرآني، وتحقق ذلك باكتمال أصوات اللسان (الأبجدية)أما استخدام هذه الأصوات بتراكيب وألفاظ فقد كان بشكل قاصر ومحدود من قبل الناس ،ومن هذا الوجه ظهر الفرق بين اللغة،واللسان العربي المبين، فاستخدام الله عزوجل للأصوات العربية(الأبجدية)كان بحكمة وعلم وبصورة منسجمة مع محل الخطاب وتدل عليه تماماً، وربط خطابه مع حركة الكون،لذا أخذ اللسان العربي المبين( اللسان القرآني) قوانين الكون ذاتها، فالكون لا يوجد فيه عبث أو اعتباط وكذلك لا يوجد فيه مجاز،ولا ما يسمى خطأ ترادف،والعنصر في الكون له قيمة ووظيفة فظهر ذلك بالصوت العربي(الحرف العربي)،ومن هذا الوجه كان للسان العربي المبين( النص القرآني) قواعد خاصة به وللسان العربي قواعد خاصة به،وهذا واضح تماماً من الفرق بينهما!!. وسمي اللسان التي ينطق به القوم الذي نزل عليهم القرآن بالعربية تيمناً بالنص القرآني ولاستخدامهم الصوت العربي فقط (الحرف) أما تراكيبهم وألفاظهم فهي لسان مثله مثل أي لسان أخر،والحجة باللسان العربي المبين فقط الذي هو لسان القرآن لذا وصفه الله تعالى ب(لسان عربي مبين) أي لسان فطري كوني علمي، وما سواه - أي كان - فهو أعجمي ضرورة، والتحدي أتى بذلك .
فمن من الناس - أي كان - يستطيع أن يصيغ نصاً عربياً،أي نصاً كونياً علمياً منسجماً مع حركة الكون( آفاق وأنفس) يصلح أن تقرأه في كل زمان ومكان دون أن تجد فيه قصوراً(أعجمية) أو خطأ، وطبيعي من يدرك ذلك يقف عاجزاً،ولا يخوض في معركة خاسرة ابتداء ونتيجتها محسومة سلفاً.والعلة تكمن في أن ما لله ليس ما للبشر وإن علا وتجبر,وما يريد الله أن يكون لا يمكن أن نأسره نحن وفق قوانين لساننا ومنهجيته ومنطقه, ولذلك قيل في بعض الكلام الذي ورد مثلا في نهج البلاغة مع قوته وإمكانياته العالية نظرا لمصدريته ونشأته أنه دون كلام الله وفوق كلام البشر,تمييزا له وتفريقا عن ما جاء بكلام الله تعالى واحتراما للخصوصية الخاصة به.
نعود لمبحثنا بعد أن تبين لنا خطل القول القائل بالترادف في المعاني والتساوي في قيمها المعنوية ودلالات الكلمات المتنوعة في القرآن الكريم ومنها الصحف والكتب, فالكتاب في لساننا العربي هو ما جمع بين أمرين أو ما يفيد الجمع على سبيل الحصر فيقول العرب كتب فلان كتابه على فلانة أي جمعها للزواج ومنها قول الله تعالى{قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام12 , مع العلم أن الله لم يكتب هذا القول في كتاب ولكنه جعل ذلك للجمع بين رحمته والناس للتدليل على ما تفضل به على خلقه.
فالكتابة هي تسطير مراد (ما)وجمعه بين أمرين بحيث لا يخرج منهما إلى ما هو خارج الكتاب وبالتالي فأن كل محصور من قول أو فعل أو أم ما أتخذ من هذه الحالية فهو مكتوب{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة 183,ومن هذا المكتوب أخذ المحل الذي جعل فيه محلا له وأصبح كتاب يقرأ أو ينظر إليه على أنه كتاب مكتوب وليس مدون كما يظن البعض فالتدوين قد يكون في الكتاب أو في الصحف كما في الآيتين التاليتين{رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً}البينة2,{اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}الإسراء14,فكلا النصيين يشيران للتدوين في الكتاب,أما الآيات السابقات فلم نعثر ولا نعلم الكتاب الذي كتب به ربنا رب العزة والجلال ما دون فيهما الرحمة أو الصيام.
والنتيجة أن الكتاب هو ما جمع أمرا ما بين حديين لا تخرج الكتابة بهما إلى ما هو خارج الحدين ويراد به أمرا محدود بما كان لا مجال فيه للنسخ أو التبديل أو التعويض كما لا يقبل الزيادة والنقصان{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79,{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}الزخرف80,فما كتبت الأيدي(أيدي الناس)ليس من الكتاب,وما يكتب الرسل لا فيه زيادة ولا نقصان وهم مؤتمنون على ما يكتبون.
والقرآن الكريم هو كتاب الله وهو الذكر المحفوظ الذي لا يأتيه الباطل من بين أيديه ولا من خلفه وهو المحفوظ بالقدرة الإلهية{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر9,وهو المبين الذي لا يحتاج إلى غيره لبيانه وهو يبين ما أختلف الناس فيه{طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ } النمل1,ومثله كتب الله جميعا{وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ}آل عمران 19,فهو الهادي الذي فيه أمر كل شي مجموع ولم يفرط في شيء لا صغير ولا كبير{مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}الأنعام38.فهو الجامع لما أمر الله به وأراد أن يكون بمشيئته الرحمانية,وقد كان كتابا لأجل ذلك وما عدا ذلك فهو ليس بكتاب.
أما الصحف فهي بالضرورة ما كانت مسرودات لأمر ما قد دونت فيها ما يراد له أن يدون دون أن يكون هذا الأمر مجموعا بين حدين معينين وقد يزاد فيها وينقص على حسب الأحوال التي يراد من صفحها أو كتبها أو دونها ولذلك يفرق الناس بين الصحف المتنوعة المتعددة المتجددة وبين الكتب التي لها شخصية منفردة ومتميزة ومحددة بين الدفتين.
وحتى في القرآن الكريم عندما يشير الله تعالى إلى صحف إبراهيم وموسى والصحف الأولى إنما يشير إلى مدونات لم تكتمل أو تتدخل فيها الإرادة الربانية بالمشيئة الخاصة برب العزة وكما في الشرح التالي:.
• في الصحف الأولى تعبير يراد به التذكير بالماضي الذي هو قبل نزول كتاب الله الكريم (القرآن المجيد){إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى }الأعلى18,أي أن الأمر الذي بين يديك هو ما في الصحف الأولى قبل أن تجمع بدليل قول الله تعالى{صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى }الأعلى19, ومعلوم باليقين أن الكتب المذكورة في القرآن أربعة هي ألزبور الذي هو كتاب سيدنا داوود عليه السلام والتوراة كتاب موسى عليه السلام قبل أن يجمع على يد موسى عليه السلام والذي كان صحف غير مجموعة وهو الذي نسخ الصحف وجمعاها بأمر الله{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}الأعراف154.
وكتاب سيدنا عيسى عليه السلام الذي هو الإنجيل وكتاب الله المجيد القرآن الكريم,ولم يرد فيه كتاب للنبي إبراهيم عليه السلام ولم يسميه الله تعالى إلا بالصحف,وهذا يدل على أن ما نزل من الكتب هي أربعة وما دونهما فهي صحف مطهرة. وسمي أهل الديانات التي جاءت بها الكتب بأهل الكتاب,ولا يوجد في القرآن الكريم كلمة أو لفظ أهل الصحف{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }المائدة15.
وقد يقول سائل أن الله قد أنزل كتابا على سيدنا إبراهيم وإن لم يسميه وذلك في الآية التالية{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً }النساء54,وهذا الكلام مردود لأن النص يشير إلى أل إبراهيم ولم يخصص النبي إبراهيم عليه السلام به وأل إبراهيم هم من أولاده أسق وإسماعيل ومن أسحق نبينا موسى عليه السلام وعيسى روح الله ونبينا داوود النبي الملك, ومن الفرع الثاني الإسماعيلي نبينا محمد عليه وعلى أله أفضل الصلاة والسلام, فهذه الكتب التي إنزلت على أل إبراهيم وليس على الرسول النبي إبراهيم عليه السلام{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} الحديد26.
• أما النص الثاني الذي ورد بلفظ الصحف هو قول الله تعالى{وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}التكوير10,وهذه الصحف قبل أن يجري عليها العفو والرحمة والغفران لم تكن كتب لأن الله يتدخل فيها بالمحو والإثبات فإذا اكتملت إرادة الله بذلك أصبحت كتب لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها رسل ربنا ليبين لهم ما كان من كسب أنفسهم ومقدار ما عملوا ومقدار الرحمة التي رحمهم بها {وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}آل عمران129وكذلك النص التالي {دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء 96.
فالله تعالى يأمر رسله أن يستنسخوا ما عمل الناس من طيب ورديء{هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}الجاثية29,حتى إذا جاء اليوم المشهود يوم الحساب نشرت تلكم الصحف على الملأ ليشهد كل مخلوق ما كسب وهنا تتدخل عوامل الشفاعة والعفو والرحمة وتمضي إرادة الله تعالى بها فتكتب كتب ويلزم كل إنسان بكتاب لا فيه تبديل ولا تغيير حيث تمض إرادة الله {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً }الإسراء13,وهنا لطيفة ربانية تتعلق بالنشر بين الصحف والكتب فكلاهما منشور أي أنها معروضة للحشر كله وهذا دليل على أن الصحف بعد أن تجمع وتعلق في عنق صاحبها تكون أيضا كتابا منشورا مثل ما كانت الصحف قبل جمعها.
هنا ومن كل ما تقدم يتبين لنا مفهوم الصحف المدونة والتي لا يجمعها حدين وهي قابلة للتغيير والاستنساخ والتي تدون فيها المسرودات والمنزلات تدوينا تدريجيا حتى تكتمل,فإذا اكتملت وجمعت وأصبحت بين حدين حاصرين لها دون أن تكون هناك قابلية للتغيير أو التبديل بالزيادة أو النقيصة أصبحت كتب,أما قول الناس أن من الكتب ما يزاد فيها ويبدل وينقص ويحور في بعض محتوياته كما في الحال الذي عليه نحن من أعادة طبع الكتب وتنقيحها زيادة ونقصان وتعديل وتبديل,فهذا أمر قائم على شبه فالكتاب الثاني لا يمكن أن يكون نفس الكتاب الأول وإن حمل نفس العنوان والكثير من المضمون فهو غير الأول قطعا,فهذا كتاب وذاك كتاب.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم التناقض والتضاد
- الحاجة والضرورة اختلاف مفاهيم ودلالات
- النظام الأثري وقيمه
- التنظير و النقد الفكري
- مصطلح الأثرية
- الحوار ومبدأ التواصل ح1
- الحوار ومبدأ التواصل ح2
- عن حوار الجدران ح1
- عن حوار الجدران ح2
- المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح1
- المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح2
- العقلانية التأريخية وتصادمها مع المادية التأريخية
- البرغمانية الكهنوتيه
- الفكر التوراتي وتأثيراته على الفلسفة المادية الحسية
- متى تكبر أحلامي الصغيرة
- نبيل نعمة الجابري مصورا صوفيا في عالم الحرف
- تأثيرات المادية على الفكر الإنساني ونتائجه
- علاقة نشوء الحداثة كفكر فلسفي بالعلمانية السياسية
- قصائدي ............... لحن الفضة والذهب
- تطور قواعد السلوك الدولي ومبادي القانون الأممي الكوني


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - الكتب والصحف في النص القرآني