آصف هاني شمخي
الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 15:07
المحور:
الادب والفن
كانَ نورُ الدَّربِ يَهدينيْ بِلَيلِ الناصِريّةْ
كانَتِ الأنجُمُ تَهويْ في النجوعِ اللاتُرى حيثُ البَواديْ مَدَّتِ الظَلماءَ في أقصى المَدينةْ
وقَليلٌ مِنْ غُبارٍ ظَلَّ يَنثالُ بِكَثْباءِ الطَّريقِ
رُبَّما الـرَّملُ السَّـفِيُّ كانَ بُـقـْيا عَجَلاتٍ
حَمَلَتْ فَـرْحَةَ جُنديٍّ طليقٍ قافِلاً مِنْ ساتِرِ المَوتِ الأخيرِ نحْوَ أحضانٍ شَقِيّةْ
ليسَ في الدَّربِ سِوايَ
أتُرى أسمَعُ نَأماً آسِياً أمْ تمْتَماتٍ شابَها مُرُّ الفِراقْ
أمْ تُراها نَدْهَةٌ ما قدْ تَناهَتْ بُغْتَةً مِنْ تِيْهِ ضَهْياءٍ بَعيدةْ
هُوَ ذا الليلُ حَزينْ
هُوَ ذا ليلُ العراقْ
مَدَّهُ الباغونَ دَهْرا
لَكَأنَّ القَهْـرَ يجريْ في بِطاحِ الليلِ نَهْرا
ليسَ في ليلِ العراقِ غيرَ دمْعٍ أبَديٍّ
لَكَأنَّ القَهْـرَ يرويْ وحْشَةَ الدَوِّ سَكيباً مِنْ عُيونِ الأبَديّةْ
ليسَ في الدَّربِ سِوايَ وصَداكِ
أيـنَ أنتِ الآنَ مِنّيْ
انَّ ما يَصرُخُ فينا ليسَ إلّا ما تَقولُ الأغنياتُ
وشَجىً ماجَ ودارَ في شِفاهِ العاشِقينَ
وانْتهى رَجْعاً خَفِيـّـا
انَّ ما يَحفُـرُ فينا ليسَ إلّا ما تَشاءُ الذّكـرَياتُ
وهَوىً مَرَّ وطافَ في رموشِ الـرّاحِلينَ
وانْطوى نَسْياً هَمِيـّـا
2014-09-23
#آصف_هاني_شمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟