أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير ناظر حميد - السيدة الأولى














المزيد.....

السيدة الأولى


بشير ناظر حميد

الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 10:38
المحور: الادب والفن
    


لم يكن ذنبه أنه كان فلاح في عينها دائماً رغم حبها الكبير له، ولم يكن يعلم أنه قد يكون محطة من محطات عمرها المليئة بالأحداث الصاخبة بعد عمراً وعشقاً كبير، ولم يكن يحلم بما حال به بعدها، ولم يكن يفكر يوماً أنها ستتخلى عنه رغم أنف كل الظروف، ولكنه كان يوماً جريئاُ وسألها في بداية عشقه المبجل: ماذا وجدتي بشخص ضعيف هزيل البنية قليل الكلام فقير وصامت في أكثر الأحيان، فأجابت اصمت هذا الكلام ستُحاسب علية، وغدا سوف تُسأل!! ولحبه الكبير لها صمت ولكن هذه الإجابة لم تُشبع غُلته، ومضت الأيام وتسارعت الاحداث وعصفت بهم المشاكل من كل صوب، بعضها كان ظاهرياً يعيشوه سويتاً والأخر والأكثر أسى والماً كان في داخلهما وهما لا يبوحون به رغم انهما يظهران الابتسامة والسعادة في احنك الظروف. دمعت عينه لأجلها مرات عديدة بعضها في حضرتها وهو يعاتبها، وبعضها الأخر لغيرته عليها ولشوقه لها، هو ذلك الرجل الوقور بعين اهله وناسة والكثير يهابه ويخشى الكلام معه، ولكن في لغة الحب المعروفة وفي لغته الخاصة في الحب كل شيء مباح كما في الحرب، حتى الكرامة التي يتكلم عليها الكثير من المثالين في قصص الحب والعشق هو ينكرها امام عظمة وجلالة هذا الحب، فحبه رغم سنوات صباه المعدودة إلا أنه يقدر عمره عقود من الزمن وهو ينتمي إلى زمن غير هذا الزمن لنقائه وقوته رغم ما يمر به من أزمات، فقد ولد ممنوع، وعاش محظور، ومات مسموم، وهي لا بل هو كل يوم يعيشه كأنما اليوم قد مات الحب، اليوم هو يوم المصاب، اليوم هو يوم التشييع، اليوم هو مجلس العزاء، ولا أحد يعزي، ولا أحد يواسي، ولا أحد بعدها يشعر به أو يتألم لألمه. اليوم قد غادرنا الحبيب والرفيق والصديق، اليوم قد غادرت الام ورحل الاب وهجره الاهل وبقي وحيداً، وهي تعلم أنه بدونها لا حبيب له ولا صديقاً يملئ علية غربته وأصبح غريب الروح وحيد الجسد لا أحد يسمعه وان وجد فهو لا يثق بأحد بعدها، نعم قد رحلت ورحل معها كل شيء حتى توئم الروح الذي كان يرن على مدار اليوم صمت ولم تعد تُسمع رنته. هو مازال يبحث عن اجابه لسؤاله الذي لم يجد له جواب: لماذا لم تقولي لي أنك محطة من محطات هذا العمر؟ لماذا لم تقولي لي عُد العدة ليوم الرحيل؟ لماذا لم تقولي لي أنك كنت طفلي؟ لماذا اهومتيني بمواقف لم أكن اتوقعها ولا حتى في الاحلام؟ ألم تكوني يوماً جسراً لكي أمر! ألم تكوني يوماً أرضاً لسمائي! ألم أكن يوماً شهيقاً تمتلئ به رئتاك ويحمر به وجهك ويتجدد به دمك! أنا أبحث عن نفسي في ظل هذا، لا لكي أكون وأنما لأعيش. أعيش فقط لأجل من يحبنا ومن يفرح بوجودنا، لأجل هؤلاء الأطفال الذين يهلهلون لوجودي، لأجل من كرمهم الله وأقترن رضاه برضاهم، لأجل من سارت والجنة تحت قدميها، لأجل تلك المقعدة التي وصفتيها في يوماً ما أنها بشعت المنظر وانتي تعلمين انها بأيام عزها وشبابها كانت كالنخلة الشامخة وشيخة وقوره، لأجل ذلك الشيخ الكبير الذي لا تعوده اليه ذاكرته ولا يهدأ إلا بوجودي قربه. هؤلاء كلهم كنتي أنتي يا غاليتي، فبك أراهم كلهم، لهذا مصابي كبير وعزائي مستمر وفرحتي قد سُرقت وأملي لم يعد موجود، مع ثقتي بالله وأملي الكبير به، فله أشكو ضعفي وهمي وقلة حيلتي، وله اسجد مع أطلاله كل فجر، فمن ذا الي يسمعني غيرك يا لله وأنت تعلم بأن الروح التي تسري في الجسد قد ملكتها من بعدك لغائبة لم تعد ولم تكن بعد اليوم. ترى هل ضاع الامل كما ضاعت الحقيقة في بحر أمواج الضياع، وهل ضاع الحب في مهب ريح من يبحث عن صناعة تاريخ في ظل ذوات ترى البرغماتية عقيدة والايمان ضعفا والنفاق قوة والرياء رسالة. مهلاً يا ملهمتي، أنا على يديك تعلمت كيف يكون الموقف حياة، وكيف يكون للسماح أهلاً وأنتئ لهُ اهلاً، وأنتئ من هذا وذاك أكبر وأقدر، فيا سيدة عمري الفاضلة هناك ثمة امل في نهاية النفق ومسلك في نهاية الطريق، ولكن الوصول اليه مرهون بشروط، لعل أهمها، وما ربك بظلام للعبيد.



#بشير_ناظر_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فارس بلا جواد
- الرياضة للجميع
- الصراع الرياضي
- ثقافة الجسد في المجتمع الرياضي
- الانتخابات والاستبداد الرياضي
- تجارة المشاعر
- رغم الاستبداد والإبادة... ربيع الثورة السورية ما زال مستمراً
- القادة العرب حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً
- بين الأمس واليوم...السياسة والرياضة في العراق
- بناء القوة في الاتحادات الرياضية العراقية
- بالرياضة تنهض الأمم
- المصالحة الوطنية بين رفاق الأمس واليوم
- الدين والسياسة محاولة للفهم
- التحليل السوسيولوجي لثورات الربيع العربي
- مظاهر الاستبعاد الاجتماعي


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير ناظر حميد - السيدة الأولى