عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 16:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الساسة الذين لا توحّدهم الويلات التي يعيشها العراقيون من قتلٍ وتفجيرٍ وتهجيرٍ , لا يهمهم حسم أمر ترشيح الأكفأ في وزيرتي الدفاع والداخلية ..البلد يمرّ بأكبر محنة , لعلّه لم يمر بمثلها في تاريخه العريق .. ومع ذلك , يتفاوضون , يتصارعون , يتخاصمون , بدمٍ باردٍ , داخل الأروقة الرسمية المحصنة بخصوص هاتين الوزارتين , فيتمادون بالتأجيل تلو التأجيل , وكأنهم يجلسون لمناقشة مشروع إنشاء حديقةِ عامة , لا ضرر من تأجيلِ البتّ فيها لشهر أو سنة , بينما يُسفكُ دم شعبهم في كل ساعة , وكأنهم إضاحي , يتبركون بها من أجل ديمومة مناصبهم ورواتبهم الخيالية وإمتيازاتهم الإخرى ..
هل تعلمون أيها الساسة , أن التأجيل في مسألة الوزارتين اللتين باتتا مشؤومتين ,لشهر أو إسبوع بل وحتى ليومٍ واحد , يعني المزيد من القتل والموت والمجاعة والتشريد والمحاصرة لشعب لا ذنب له سوى , أنه إنتخبكم لتخدموه فقلبتم المعادلة وبات الشعب هو الذي يخدمكم .. جعلتموه كبشَ فداءٍ لمصالحكم وولاءاتكم وڤ-;-ِـللكم وقصوركم وسياراتكم المصفحة وأرصدتكم المالية .. تجتمعون في القاعات وتضعون أمامكم صحون الفاكهة اللذيذة وفيها ما لذ وطاب , من تفاح وبرتقال وموز , بينما الآلآف من شعبكم يتهدّده , الجوع والعطش والقتل , وكأني بكم , من وراء وضعكم لصحون الفاكهة أمامكم , هو لإثارة حفيظة مَنْ يعسر عليه إيجاد قرص الخبز ..
نرى الكثير من قادة العالم المتقدم حين يجتمعون , لا يُوضع على طاولاتهم غير قنينة ماء بسيطة فضلاً عن بساطة الأثاث نفسه .. لا شأن لنا بكم ..ضعوا ما تريدون , حتى لو رغبتم بوضع الجنة , جنّتكم الدنيوية ,على طاولاتكم , لا شأن لنا بكم , ولكن كفاكم أن تضعونا على الدوام , فوق براميل المتفجرات ومن فوقنا سكاكين الذبّاحين تنحرنا من الوريد الى الوريد , بينما براميل النفط , تذهب عوائدها , في الغالب , الى غير وجهتها الصحيحة ..
عجّلوا .. عجّلوا ياساسة .. بأكل فاكهتكم , فموعد الإمساك قدْ حانَ .. ولم يحنْ حسم وزارتي الداخلية والدفاع , لِمَ العجلة , فما زال لسفكِ دمِ شعبكم , مُتّسعٌ من الوقت !!!! .
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟