أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الحاج حسين - معوقات التغيير وانكفاء شعلة الربيع العربي















المزيد.....

معوقات التغيير وانكفاء شعلة الربيع العربي


علي الحاج حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 05:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نتذكر جميعا النعوت والصفات التي أطلقها الحكام العرب على شعوبهم التي رفضتهم. بدأها زين العابدين بن علي حين نعت الثوار بالإرهابيين ليستعطف الغرب ضدهم، وكذلك مبارك، أما القذافي قال عنهم جرذان، وبشار سماهم جراثيم تجب مكافحتها، وعلي عبد الله صالح سماهم الحثالة واللصوص.. إذا عندنا المطالبة بالتغيير تتطلب تضحية. فالأنظمة المستبدة رسخت ثقافة التعمية أو المجاملة الزائفة والتغاضي، وسادت لغة المدح والإشادة حتى بالسقطات. واعتبرنا النقد الصريح بمثابة إعلان خصومة. وهذا ما جعل الحاكم عندنا كالبقرة المقدسة، نمتدحه ولا نفع منه.
في هذا الوسط ولدت ثورات الربيع العربي، ونسخ الثوار كثيرا من صفات من ثاروا عليهم. ووجدت المنطقة في بحر من التناقضات مثل: تبادل التهم بسرقة الثورات، ظهور الثورجية الزائفة، والتراشق بتهم الولاء للأجنبي كالتدخلات الخليجية والعثمانية والفرعونية والغربية وحتى الإسرائيلية. كما شاع تسييس الدين لخدمة سلطة الثوار الموعودة، وتسييس المؤسسات لخدمة الحزب أو الجماعة. أي استنسخوا من الحاكم الذي ثاروا عليه كيفية شراء الذمم والأصوات والجمع والخلط المتعمد للسلطات والخ....
خلال السنوات الأربع الأخيرة انشغل العالم بحركات وانتفاضات التغيير في العالم العربي، وأخذت تسمية اصطلاحية ثورات "الربيع العربي" رغم فشل أو إفشال كل الثورات في تحقيق أهدافها ولو بنسبة ضئيلة في بلادنا.. وظهرت طبقة من الثوار المنتفعين يكثرون الحديث باستمرار عن الوطنية وهم مستعدون لبيع أنفسهم للشيطان من أجل مصلحة شخصية أو حزبية، واستسهل الناس إطلاق تهمة الخيانة لمجرد انتقاد تصرف أو زعيم أو حزب.
مع كل ذلك نتظاهر بأن حالنا بألف خير ومن لا يكابر ويعترف بالخسائر يعتبر محبط أو فلول أو مندس. واقتصر إعلام الثورات على تكرار تعداد نجاحات بسيطة وتضخيمها ومدحها على قلّتها.
وبعد أن هدمنا القليل الموجود بحجة الرغبة في بناء خير منه. بدأت قلة قليلة من مفكري هذه الدول بتعاطي الأسئلة المؤلمة مثل:
- لماذا نغير وبمن نغير وكيف نغير وماذا نريد من التغيير، وما هدفنا النهائي؟.
لاشك لكل بلد خصوصيته وما يناسبه قد لا ينطبق على غيره. لكن لنأخذ مثالا في المشتركات العمومية ليصح المثال. كالتغيير الذي حدث في أوربا الشرقية.
يمكن القول أن العالم كله تغير مع انهيار جدار برلين، والذي وهو كناية رمزية لسقوط حلف وارسو في يوليو سنة 1990م. حيث تفكك الاتحاد السوفييتي وانتهت حقبة الحرب الباردة.
هنا لابد من التنويه إلى أن الدول العربية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي بقيت سوقا لتصريف السلاح. مثلا في السابق دارت الحرب بين العراق وإيران ثماني سنوات بأسلحة من نفس المصنع.
من الناحية الزمنية يفصل الربيع العربي عن انهيار جدار برلين عشرين سنة أي من 1990 وحتى 2010م. واقصد بدايتها الرمزية بشعلة محمد البوعزيزي.

لنأخذ ببعض المشتركات في مقارنة بسيطة بين هؤلاء وأولئك:
- في أوربا الشرقية انطلق دعاة التغيير بالمطالبة بحقوق الأقليات وحقوق الإنسان عامة. أما عندنا فتركت الأقليات على الرف في أحسن الحالات.
- كان مطلب التغيير المفضي للانتقال من الشمولية للتعددية رغبة شعبية عامة سواء معارضة أو موالاة. بينما مجتمعاتنا انقسمت لصفين وأكثر واستحل بعضهم دماء بعض.
- عندهم بقيت جميع الجيوش في ثكانتها ولم تنخرط في العملية السياسية. وعندنا الجيش كان بمثابة حرس شخصي للقائد.
- عندهم ثقة في القضاء المحلي، حيث قُدم قادة البلدان الشيوعية لمحاكم وطنية سجنت من أدين بجرمه. بينما نحن شاهدنا منظر محكمة القذافي وأعدم بعجالة على ظهر سيارة سوزوكي. وتم تضييع فرصة معرفة الحقائق واستنباط العبر من تقديمه لمحكمة عادلة.

- عندنا ارتبط التغيير بسفك الدماء، وعندهم كان التغيير ابيضا –باستثناء أحداث مدينة تيمشوارا التي انتهت بإعدام نيكولا تشاوشيسكو وزوجته إيلينا.
- نحن لم نؤسس لدولة مدنية على أنقاض الاستبداد ولم نأخذ عبرة ودرس من كشف جرائم قادة الاستبداد في المحاكمة أمام الشعب الذي ظلمه وسرقه ونهبه هو وعائلته. وهذا ما يفسر عدم وجود رئيس عربي سابق في 22 دولة.... لأن الرئيس يحكم مدى الحياة أو في القبر. ولبنان ليس مثالا في هذا الصدد.
- إشراك الأقليات بشكل فعال في عملية التغيير وتسلموا وزارات بما فيها السيادية. التي كانت حكرا على الشيوعيين.
- بعد سقوط الشيوعية عاد الناس للعبادة في الكنائس وتشكلت من جديد أحزاب مسيحية، لكنها وفق ضوابط حقوقية ولم تزج الدين مطلقا في البرلمانات وأبقي عليه في دور العبادة.
- منذ البداية اتضحت سمة الربيع العربي على أنها إسلامية. وتصدرت التيارات الإسلامية المشهد السياسي.
- وارتسمت أهداف معلنة غير متسامحة تدعو لعودة الخلافة الإسلامية بغضها وغضيضها.
- جميع التيارات تدعي النية لتطبيق الشريعة مستندة للقرآن والسنة النبوية، بما فيهم قطاع الرؤوس في الشام والعراق.

إذن ما هي معوقات التغيير يا ترى؟
إعلاميا تبرز صورة إعاقة التغيير في الفشل المتكرر الذي منيت به المنطقة:

1 – لقد فشل المشروع العربي المشترك بكل أشكاله الأيديولوجية ومات حلم الدولة العربية الموحدة من المحيط للخليج.
2 - المشروع الاشتراكي اليساري العربي ولد مشوها حين وضع في تعارض مع العقيدة السائدة، وتحطم مبكرا على صخرة الدين وانتهى بشكل بائس في دولة اليمن الديمقراطي الجنوبي، وكذلك الأنظمة القومية التي تبنت الاشتراكية (ناصرية وبعثية) لم تعد تنادي بالاشتراكية خصوصا بعد وفاة الاتحاد السوفياتي.
- الفترة من 1990-2010 تميزت بانحسار تأثير الاشتراكيين والقوميين العرب وافسح المجال لعودة الدين الذي حمل راية النصر بطرد قوات الاتحاد السوفياتي من افغانستان بالتعاون مع الغرب. ولم يجد المشروع الإسلامي القادم من جديد منافسا حقيقيا له. لكن تعددت المشاريع وتنوعت من الإسلام المعتدل الذي يقبل بالأخر والشراكة معه وصولا للتكفيريين الذين يستحلون دم المختلف.
3 - المشروع الإسلامي في قمة الهرم اليوم وهناك مؤشرات على فشله أو تفشيله. والأمثلة كثيرة ومتناقضة. خصوصا في واجهته الحادة والقوية التي تدعو لعودة الخلافة الإسلامية على الكرة الأرضية وتغيير العالم كله بحد السيف.

ختاما لابد من الاعتراف إلى أن المشروع الإسلامي الآن هو الذي يتصدر المشهد السياسي في كل المنطقة، وهناك محاولات نجحت لشيطنته وجعله وحشا مرعبا، وآخرون يعدون بقبول التعددية والمدنية في جنات عدن، لكن يتربع على واجهة هذا المشروع عمائم مختلفة ومتباينة، يستظلون جميعا تحت خيمة السنة والقرآن، وتمتد من العودة لدولة الخلافة وصولا للمدنية التي تقبل بكل المكونات. إن الفشل الثاني للمشروع الإسلامي ستدفع المنطقة برمتها أكلافه الباهظة. وسنبقى نجرب ما يخاط لنا من ثياب بمقاسات مختلفة.
بعد كل هذا الفشل المتكرر، هل سنعتمد على أبناء المنطقة أو سنستورد ايديولوجية جديدة، حيث ارتفعت الأصوات مؤخرا، أن الفشل دواءه في الصين.
هذا موجز مقتضب لعودة المشروع الإسلامي الذي لم نتبين بعد هويته الحقيقية.



#علي_الحاج_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة الكونية بين الحقيقة والخيال
- هل يتآمر الشعب على نفسه؟
- حتى أبقار هولندا تحمل جوازات سفر
- القطة السورية تأكل صغارها
- هل مصائب الكرد عند الشداديين فوائد؟
- حذار..الولد خرب البلد..!
- صئبان المعارضة وجرب النظام - الحال من بعضه
- حلبتونا فمتى تعتقونا..!
- مهاجرون في الوطن
- بدون أولئك الأكراد سوريا بخير..!
- سيدة رجال سوريا
- لقاء شامل مع الكاتبة حسيبة عبد الرحمن
- نظام دمشق يواجه مصيره المحتوم بمفرده
- الرأي العام وصناعة الأزلام
- حتمية التغيير الديمقراطي في سوريا
- الاستبداد يستدعي احتلال سوريا
- رسالة من أمي
- رسالة إلى أمي
- O, TEMPORA..! O, MORES..!!!
- رسالة ولاء ومحبة للسيد الوالي


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الحاج حسين - معوقات التغيير وانكفاء شعلة الربيع العربي