أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعادة أبو عراق - ماذا بعد هزيمة داعش














المزيد.....

ماذا بعد هزيمة داعش


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 23:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا بعد هزيمة داعش

اعترف أني ضد الحركات الإسلامية التي تسعى إلى إقامة دولة إسلامية، وإن موقفي هذا ليس نابعا من حلم رأيته ذات عشاء دسم، إنما لاعتقادي الراسخ أن الإسلام لا يحتاج إلى دولة ليكون قويا وواسع الانتشار ، ولم يكن الإسلام يوما في خطر، لكي نؤازره بدولة قوية، فها نحن نرى أن الإسلام يواصل انتشاره دون عون من أحد ،وإن أحدا من المسلمين لم يتنصل يوما من إسلامه ، وان المسلمين في القرن العشرين هم قوم متعلمون, لذلك ما كانوا في جاهلية كما يظن الظانون، وعليه فإنهم ليسوا بحاجة إلى من يردهم إلى الإسلام.
أما وان ظهور داعش بالشكل الدراماتيكي الذي ظهرت به وكأن الأرض قد انشقت عنهم فجأة فولدوا واقفين وانتشروا وكأنهم يأجوج ومأجوج ، إنها ظاهرة عصية على الفهم، ذلك أن ما يجري بالخفاء أمور لا يمكن معرفتها، في هذه الوقت الذي يختلط فيه الحابل بالنابل, وبالتالي فإن ما يجري مستقبلا لن نكون به على معرفة أو يقين.
لنا ما يظهر من داعش, وما نسمع عنها، أنها وضعت العالم خلف ظهرها، وسلكت سلوكا غير مفهوم، فكل دولة وكل منظمة أو حزب يحدد أولا أعداءه وأصدقاءه ، ويتصرف بناء على هذه الاستراتيجية، لكن داعش لا أصدقاء لها ولن يكون لها بواكي أيضا، إنهم لا يهتمون بالإعلام ولا بتوضيح موقفهم ولا بتحسين صورتهم ولا يحاولون كسب صداقات ، فكل العالم هم أعداءهم.
حسب اعتقادي أنها خسرت من خلال هذا النهج الكثير، فعلى المستوى الرسمي لم يعد هناك من يؤيدها، أو من كان يظن فيهم مساعدتها كالسعودية وقطر وتركيا وأهل الرمادي والأنبار، كما لم يعد من يؤيدها على المستوى الشعبي من منظمات وحركات إسلامية ورجال دعوة، ولم يصبحوا عند الحالمين بدولة إسلامية الأمل المرجو، كما انفض عنهم الذين كانوا يتلقون منهم الدعم المادي والإعلامي والمعنوي ، فقد أرعبت بما تنشره من مقاطع فيديو فظيعة، المسلمين قبل غيرهم، وجعلت الذين ينتظرون قيام دولة إسلامية يعيدون النظر في تفكيرهم.
المهم أنها قد استفزت بفعلها المجتمع الغربي ، الذي كان يتفرج على هذه الفوضى الخلاقة باستمتاع، وكأن آلاف الضحايا التي تقع كل يوم, والتدمير الذي يحصل, ليس أكثر من فلم كرتوني حي ، لكن كما هو العهر دائما, اُستُِفَزّتْ شهامة الغرب وضميرهم وتخوفهم وحرصهم على السلم العالمي, بسبب مقتل اثنين من الأمريكان، لذلك تداعت أربعون دولة لمحاربة داعش ، وهذا يذكرنا بتحالفهم لمحاربة صدام حسين، وتعاون الدول العربية معهم ودعمهم لوجستيا وإعلاميا نكاية بصدام حسين ، وها هو كيري اليوم يجيء لكي يوزع المهام على بعض الدول العربية وكأن، التاريخ يعيد نفسه، وكأننا سوف نلدغ من الجحر الواحد مرتين.
وبما أننا نحن العرب لا نتعلم من تجاربنا، فإننا تكون قد تورطنا بما هو أقسى من مشاركتنا بهزيمة صدام حسين ، وبما أن الذريعة المعلنة كانت أسلحة الدمار الشامل ، فإن ذريعة محاربة إرهاب داعش, هي الذريعة الوهمية، كما كانت أسلحة الدمار الشامل ذريعة وهمية
وهنا علينا أن نؤمن أن الغرب ليس أخلاقيا كما يمكن أن نظن به، فهم ليسوا جمعيات خيرية ولا قوات دفاع مدني, على أهبة الاستعداد ، إنما هم ما زالوا حيوانات صيادة ، لا تفترس إلا في اللحظات المناسبة للانقضاض ، فلا بد لكل دولة مأرب معين غير تحجيم داعش وتوقيف نموها وتوسعها.
إن عقليتنا التي لا تفهم أنصاف الحلول ، ولا الحل الثالث ، ولا اختيار السيئ على الأسوأ, يجعلنا في حالة من الذهول وانتظار القدر المحتوم الذي سوف تجيء به الأحداث ، إن عدم الموقف هذا يدل على أننا مسلوبي الإرادة والفعل ، فلا نتوقع حدثا ولا نعد لحدث، وإذا عزمنا سيكون موقفنا ارتجاليا، وأكبر الظن أننا سنعلن استسلامنا لما يُملى علينا ، وعندنا والحمد لله أقلام مأجورة تستطيع أن تبرر أي خطأ، وتبرئ أي متخاذل أو عميل.



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يكفي دولة واحدة للخلافة؟
- إلى روح سميح القاسم
- قبل أن يهدأ غبار الحرب
- كيف نحمي الشعب من الحاكم


المزيد.....




- أمسكت مضرب بيسبول واندفعت لإنقاذه.. كاميرا ترصد ردة فعل طفلة ...
- إسرائيل ترسل عسكريين كبار ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمحادثات ...
- الدفاع الروسية تنشر لقطات لعملية أسر عسكريين من -لواء النخبة ...
- فيروس جدري القرود -الإمبوكس-: حالة طوارئ صحية في أفريقيا ودع ...
- بشير الحجيمي.. المحلل السياسي العراقي أمام القضاء بسبب كلامه ...
- عاملُ نظافة جزائري يُشعل المنصات ووسائلَ الإعلام بعد عثوره ع ...
- رافضة المساس بوضع الأماكن المقدسة.. برلين تدين زيارة بن غفير ...
- رباعية دفع روسية جديدة تظهر في منتدى -الجيش-2024-
- بيلاوسوف يبحث مع وزير دفاع بوركينا فاسو آفاق التعاون العسكري ...
- بالفيديو.. لحظة قصف الجيش الإسرائيلي شبانا في مدينة طوباس


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعادة أبو عراق - ماذا بعد هزيمة داعش