عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 21:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في القرآن الكريم آيات كريمة وبكثرة تتحدث وتخبر أن الله في السماء كآية : أأمنتم من في السماء ..الآية ، وهذه الآيات تقطع ظاهريا بأن الله موجود في السماء وفي ظرفية كما هو معلوم فوفق هذه الآية مكان الله وفق النصوص الإسلامية هو السماء ، زد على ذلك آحاديث بهذا النسق وتوكد المعنى كحديث الجارية وعندما سألها النبي أين الله ؟! قالت في السماء ، وحديث نزوله للسماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير أيضا ، فهل الله يحتويه مكان أو زمان ؟!! ظاهر النصوص أن السماء مكانه والله غير المحدود لا يمكن أن يحده مخلوق وإن كانت السماء اللهم إلا إن أراد وفق هيئة ؛ ونأتي للآية الكريمة رقم 84 من سورة الزخرف : وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله .. الآية ؛ لاحظ معي أيضا آية آخرى : وهو الله في السموات وفي الأرض ..الآية ، وهنا نقول : ظاهر الآيات والآحاديث الصحيحة تقول إن الله في كل مكان لكنه متحيز في السماء ! فهل نخرج بالتأويل والزيادة والحذف ونقول المراد علم الله ؟!! لكن لاحظ معي : وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ؛ ولو قلنا المراد بها الإله الذي يعبده من في السموات ومن في الأرض لجاز لكن لدينا إشكال لغوي !! المعرف تابعه المعطوف عليه يعرف مثله والنكرة إذا عطف عليها عرف بالعطف وهذا الشرط اللغوي خلت منه الآية وحينها القرآن الكريم خالف أصول وقواعد اللغة العربية وتعارضت تماما حقيقة لغوية مع حقيقة شرعية وفق النصوص الإسلامية في الاعتقاد ولا يستقيم التذرع بتقديم الحجة الشرعية على مثيلتها اللغوية وإلا أكدنا خطأ لغويا بينا في القرآن الكريم !!! وهنا نخرج من إشكال أصغر لعشكال أكبر !!! قال سيبويه : إله خبر مبتدأ محذوف هو العائد وفي السماء متعلق بإله لأنه بمعنى معبود ولا يجوز تقدير إله مبتدأ مخبرا عنه بالظرف !! أو فاعلا به لخلو الصلة حينئذ من العائد على الموصول ، ولت يحسن جعل الظرف متعلقا بفعل هو صلة وإله الأول والثاني بدلين من الضمير المستتر فيه ؛ انتهى النقل ، وأيضا من قال بالظاهر لزمه التعدد وهذا باطل عقلا !! ومن قال بالتأويل لزمه الأخذ بغيره اسوة بهذا الموضع وهذا مبحث آخر .
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟