أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - محاربة الإرهاب.. والإصلاحات الداخلية














المزيد.....


محاربة الإرهاب.. والإصلاحات الداخلية


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4580 - 2014 / 9 / 20 - 15:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر والولايات المتحدة تتوعد بضرب الارهاب والقضاء عليه في عقر داره بلاد المسلمين والمتأسلمين، ولكن حتى يومنا كل الدلائل تشير الى ان الادارة الامريكية عاجزة عن القيام بهذا الدور!

الامريكان تجاوزوا الامم المتحدة في استخدام القوة في ليبيا وغيرها من الدول الافريقية، وقبل ذلك لم يتأخروا في بسط هيمنتهم على العراق وبعد انسحابهم منه سلموا بلاد الرافدين لايران، ولا ننسى مساندتهم للاخوان المسلمين في مصر وهو ما يعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية المصرية ومناصرة لاحدى القوى الارهابية!

وقبل هذا وذاك ساهموا مع دول عربية وايران في تشكيل تنظيم القاعدة في افغانستان والهدف من ذلك الحد من النفوذ السوفيتي الذي كانت اهدافه تتقاطع مع شعوب تلك المنطقة في التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وباختصار هناك صلة وثيقة بين السياسة الامريكية وبين الارهاب ونلمس هذه العلاقة بشكل اوضح في تنظيم داعش الارهابي الذي بدأ مع توسع دولة الخلافة في سوريا والعراق، ويمس المصالح الامريكية وبالتحديد شمال العراق وهذا مربط الفرس!

وهكذا فان المواجهة الامريكية للارهاب من جهة ودعمه مالياً ولوجستيا من جهة اخرى ازدواجية ما بعدها ازدواجية!

في أعقاب تزايد مخاطر داعش الاجرامية انعقد المؤتمر العربي الامريكي التركي في جدة إذ اتفقت الدول المشاركة فيه على محاربة الارهاب بأشكاله المختلفة وتدمير تنظيم الدولة الاسلامية «داعش»، في حين قال الرئيس الامريكي اوباما «هدفنا واضح سوف نضعف الدولة الاسلامية وصولاً الى القضاء عليه من خلال استراتيجية شاملة ومستديمة للتصدي للارهاب».

رغم كل ما يقال عن تنظيم الدولة الاسلامية فإن الارهاب واحد لا يتجزأ، له ايديولوجية شمولية متعصبة متطرفة اقصائية عنيفة وهي القاسم المشترك بين التنظيمات الدينية التكفيرية الطائفية، وبالتالي فمواجهة التطرف الديني بأشكاله السياسية والمسلحة يرتبط بتضافر الجهود الدولية، وان المواجهة لا ينبغي ان تكون عسكرية فحسب بل سياسية واقتصادية وفكرية.

وبكلام آخر لا يمكن الفصل بين التصدي للارهاب عسكرياً وامنياً وبين الاصلاحات السياسية الداخلية.

هناك حاجة لإزالة الحواضن الأساسية لظاهرة الارهاب في المجتمعات العربية وهذا يقودنا الى وضع خطة وطنية أهم اهدافها اصلاح الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ولاشك ان حماية حقوق الانسان واعادة الاعتبار الى قيم الديمقراطية ومفهوم المواطنة المتساوية والالتزام بالحقوق والواجبات بداية في المسيرة الاصلاحية الوطنية.

وفي اطار هذه الرؤية ثمة علاقة جوهرية بين حماية المجتمع من أعمال العنف والارهاب التي تهدد الاستقرار والسلم الاجتماعي وبين اصلاح المؤسسات القضائية وبرامج التعليم واشاعة ثقافة التسامح والحوار واحترام الرأي الآخر وتعزيز الثقة بين مكونات المجتمع.

وهذا يقودنا الى التمسك بالدولة المدنية الوطنية والمجتمع المدني الديمقراطي الذي يستند الى دستور مدني يؤكد حق المواطنة لجميع المواطنين والمساواة التامة بينهم بصرف النظر عن الجنس والدين والعقيدة واللون.

والحقيقة التي يجب الوقوف عندها أو الأخذ بها تكمن في فصل الدين عن الدولة وفصل السياسة عن الدين وأن هذا الفصل يبعد الدين عن الصراعات وأهواء البشر. وهي أيضاً تبعد العمل السياسي أو تنزع هذا العمل كصراع من اجل السلطة أو كصراع بين مصالح فئات وطبقات وشرائح مجتمعية مختلفة أية قدسية قد يريد احد اطراف الصراع إلباسها له لتغليب وجهة نظر وفرض سيطرته او مصالحه على الاطراف الاخرى (العلمانية والدين ــ عبدالله الحريف).

إذاً فالفصل هذا يجعل الصراع السياسي أكثر وضوحاً وشفافية ويحافظ للمجال الديني على قدسيته كمجال يهم بالأساس عقائد الناس ومعتقداتهم ووجدانهم.

ما نعنيه بالضبط أن الاصولية الدينية بألوانها المتشددة والمتدثرة بلباس الدين لاغراض سياسية لا نستطيع السيطرة عليها من دون منظومة اصلاحية داخلية تدعم برامج التنمية لمحاربة الفقر والبطالة وحماية الفئات الاجتماعية المهمشة وتحقيق الأهداف الصحية والتعليمية والاسكانية والمساواة الحقيقية بين المرأة والرجل.

واذا كان التصدي للارهاب في أمس الحاجة الى اجراءات أمنية وعسكرية داخلية ودولية فإن الحاجة ايضاً الى اصلاحات داخلية تنسجم وتطورات العصر في الحقوق والواجبات والحداثة.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو العز الحريري
- التنوير في فكر العروي
- السودان.. وإعلان باريس!
- وزارة التربية والثقافة الوطنية
- بين التطرف والتحالف الأمريكي الإسرائيلي!
- الإمارات بوابة الاستثمارات الأجنبية
- السياسة الدينية والدول العلمانية
- ارتفاع الدَّيْن العام
- الدولة المدنية
- الاستثمارات
- جورج حزبون
- تنازلات بالجملة
- تداعيات الأزمة السياسية
- الإصلاح الإداري (2-2)
- الإصلاح الإداري «1 – 2»
- العرب والعالم نحو تواصل متكافئ ومنتج
- التحالفات السياسية!
- إيران.. أسلمة المجتمع أم النظام؟!
- أمن الخليج!
- امرأة في ضيافة القلب


المزيد.....




- شاهد كيف تخطى آيساب روكي مقاعد المحكمة لعناق ريانا لحظة الحك ...
- ألقى بنفسه بين ذراعيها في المحكمة.. ريانا تعبر عن سعادتها بت ...
- حزب البديل من أجل ألمانيا مهدد بغرامات ضخمة بسبب تبرعات غير ...
- زعيمة حزب المحافظين البريطاني ترد على وصف ترامب لزيلينسكي بـ ...
- من نجم على السوشيال ميديا إلى متهم بتصنيع المخدرات.. قرار قض ...
- إفريقيا قارة المستقبل
- خامنئي: نعتبر قطر دولة صديقة وشقيقة لنا رغم بعض -القضايا الم ...
- روسيا تحذر من مخاطر تفكك ليبيا وتؤكد ضرورة دعم جهود توحيد ال ...
- ترامب يقول إن زيلينسكي -ديكتاتور من دون انتخابات- وينتقد شرع ...
- لماذا ترفض إسرائيل الانسحاب الكامل من جنوب لبنان وما الأهمية ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - محاربة الإرهاب.. والإصلاحات الداخلية