أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح1














المزيد.....


المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 22:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بعد هذا السرد الطويل وتتبع المادية بمعظم صورها المؤثرة في الفكر الغربي وتتبع أرهاصاتها التكوينية ومن ثم كيفية بسط قواعدها وقوانينها,لابد أن نسجل نقطة في غاية الأهمية لها علاقة بالكشف عن جوهر التفكير المادي ألا وهي أن المادية ليست كل الشعارات التي تقدس الجوهر المادي للعلاقات الأجتماعية وتقدم دوره الفاعل في تحديد مسارات وتوجهات حركة التأريخ,بل المادية التي نفهما هو كل لجوء فكري خارج نطاق الفهم الحقيقي للوجود جوهر أو ماهية فكل فصل بين الأثنين هو تفكير مادي حتى لو تعلق بأعلى درجات المثالية أنتسابا.
المادية في الخلاصة كل توجه يضع الوجود في مواجهة المهية سواء بتقديم هذه على تلك أو بتأخيرها ثم يبني أسس الصراع بينهما ليغير حقيقة الصراع من صراع بين الشر والخير,بين الإنسان وقيده الإيماني وبين الشيطان وقياسه المادي,فلا وجود حقيقة لصراع بين المهية والوجود لأن ذلك يعني صراحة صراع بين الذات الجوهرية والخارج المحسوس,وهو صراع وهمي على أي حال,فلا يمكن للعقل أن يقبل هذا الصراع لأنه هو أصلا ماهية ووجود,
فهل نشهد صراعا بين العقل كجوهر وبين وجوده الخارجي؟,وهل نظن أن الشيطان، يحتبيء في جوهر العقل أم يتستر في وجوده الخارجي؟.
الصراع لا يحتدم إلا بين نقيضين مختلفيين تكوينا ومؤدى,صراع بين المقدمات ينتج منه نتائج تفسر معنى سيرورة الحدث وترسم الخطوة التالية,فهو صراع ساحته الزمن التأريخي من وجود آدم على الأرض وسيطرة الهاجس الزمني علية كلما مضى جزء منه ليتجة إلى اللاشيئية الحتمية,فالحتمية التأريخية هي تقود التأريخ وتكتب سيرورة الحدث,لأن نهاية هذه السيرورة نهاية التأريخ وهي نهاية الوجود الماهوي والحسي معا.
نهاية التأريخ هي أعلان وفاة العقل ليحل محله اللا شيئية التي تنهي الوجود الحسي كله,والعقل مرتبط بوجوده وظيفيا مع الوجود الحسي,فهي حتمية منطقية يسلم بها العقل ويقبل أشتراطاتها, وهذا ما لا تقبله المادية فتضع نفسها في موقف مخالف لمنطق العقل ومنطق الوجود المولود من اللاشيئية ويسير إليها بخطى حثيثة لا أنفكاك من هذا المسير,فالوجود المادي يرفض أيضا قوانين المادية ويرفض تقديس الوجود بلا ماهية.
إن الثنائية الشيئية والتي هي من خصائص الوجود المادي تنفي أمكانية بقاء المادة أزلية لأن الصراع بين طرفي الشيئية لا بد أن ينتهي بنتيجة حاسمة تزيل أحد النقيضين بنفس الحتمية التأريخية وإلا أستمر الصراع إلى ما لا نهاية له ليكون عبثا وجوديا لا طائل ولا معنى له,وحتى المعرفة الإنسانية التي هي نتيجة من نتائج الصراع الشيئ بين النقائض تنبئ بزوال الصراع وأنتهاءه وفق محصلة لا بد لها أن تكون,فالعقل والمعرفة وقانون الوجود الشيئ ناهيك عن الوعد الإيماني,كاها تشير ألى السيرورة نحو الأقرار التسليمي بنهاية لصراع بين الخير والشر,بين مؤديات الغرور والزيف الشيطاني وبين أنتصار أرادة الوجود كما أراد الصانع لهذا الوجود على قواعده السننية.
إن المادية الحقيقية التي تركن إلى تقديم الصراع على أنه صراع ذاتي محض بين الوجود كحس وماهية بين المقدمات الفردية المنفصلة عن قانون الشيئية الثانئية سوف تنهار عندما ينكشف الزيف التحريفي الذي قاده الشيطان الممثل لعنصر الشر ورسخه الفكر الذي قاد إلية وتمنهج عليه التحريف التورأنجيلي بنزول عيسى عليه السلام مخلصا العالم من ما تم تحريفه وليعلن أن قيم الشيطان زائفة وأن ما أنتجه من خداع قد وصل نهايته الحتمية,فيلجأ الشيطان إلى الأنتحار أو يقتل السيد المسيح ليبقى طرف في النزاع هو المسيطر على القاعدة الوجودية التي يمثلها الإنسان.
لو قتل الشيطان سيدنا المسيح سيجد الشيطان من يناصره على تحريف المحرف وبذلك ينشيئ قواعد جديدة للصراع بوجود موضوع أخر للصراع وهذا هو عبثي بحد ذاته ولا يمكن التسليم به,فلابد من أنتحار الشيطان في النهاية لأن أنتصار السيد المسيح يعني أنتصار للوحدة بين الماهية والوجود أنتصار للعقل الصالح والنفس الزكية أنتصار لأرادة الله في خلقه,ليتخلص العقل من ذنبه الأزلي ليعلن سرمدية الخير وزوال علة الصراع,وهذا هو نهاية التأريخ{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }الأنعام158.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح2
- العقلانية التأريخية وتصادمها مع المادية التأريخية
- البرغمانية الكهنوتيه
- الفكر التوراتي وتأثيراته على الفلسفة المادية الحسية
- متى تكبر أحلامي الصغيرة
- نبيل نعمة الجابري مصورا صوفيا في عالم الحرف
- تأثيرات المادية على الفكر الإنساني ونتائجه
- علاقة نشوء الحداثة كفكر فلسفي بالعلمانية السياسية
- قصائدي ............... لحن الفضة والذهب
- تطور قواعد السلوك الدولي ومبادي القانون الأممي الكوني
- المسئولية الأفتراضية عن الأرهاب ونسبتها للعرب والمسلمين
- الحرب والسلام مسئولية العالم المتحضر
- الأصولية النصية والأصولية الدلالية ح1
- الأصولية النصية والأصولية الدلالية ح2
- اليباب في اسطورة الخلق
- قصة الخلق في الأسطورة العراقية
- الخلق والأسطورة
- صورة الخلق في الأساطير الأولى
- الأسطورة والتاريخ والدين
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح5 والأخير


المزيد.....




- -لا توجد تفاصيل واضحة-.. رئيس وزراء قطر يعلق على مفاوضات الم ...
- فيديو وصور استقبال محمد بن سلمان لأحمد الشرع في الرياض بأول ...
- الهند تختبر بنجاح نظاما للدفاع الجوي قصير المدى
- الشرع يبدأ زيارة للسعودية هي الأولى للخارج منذ تسلمه الرئاسة ...
- ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الي ...
- توافد اللبنانيين إلى مداخل ميس الجبل وحولا في جنوب لبنان وسط ...
- وكالة الصحة الأفريقية: غوما الكونغو بؤرة انتشار جدري القردة ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: مصابون برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال ...
- لحّن إحدى أغانيه الأيقونية.. محمد عبده يرثي ناصر الصالح بحفل ...
- فرنسا: بايرو يعلن أنه سيلجأ للمادة 49.3 من الدستور لتمرير مش ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح1