عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب
(Abderrahim Tourani)
الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 22:39
المحور:
كتابات ساخرة
من رغوة مسحوق التصبين ذو الحبات الزرقاء بلون الفياغرا خرجت.
من شفتيها الرقيقتين تطلع فقاعات الليمونادا،
على صدرها الكعوب علامات شركات التليفون.
ومن قارورة شامبوان الشعر الجاف والدهني، ظهر هو.
يلمع زيت المائدة الصحي من شفتيه، تفوح منه نكهة مكعب "كنور"، بيده سلاح الحشرات، فتح الرجل النزق باب مبنى، تتبعه الحسناء الرشيقة.
نحن أمام فقرة الإعلانات الإشهارية، بعد نشرة الأخبار الرئيسية بالتلفزيون.
خاطب النزق من بقي من المشاهدين أمام الشاشة، ممن لم يذهبوا إلى دفء الكوابيس. عرض عليهم نماذج من آخر إنجازات شركة إنعاش "الشهداء" الكبرى لعقارات "الرحمة" و"الغفران".
قال المنعش العقاري، والحسناء تحرك رأسها بالإيجاب بين جملة له وأخرى:
- هذي قبورنا تملأ الرحب بشكل عاد، من أجلكم قضينا على الأزمة وكل أزمة.
- ها أنتم ترون كيف أعددنا لراحتكم الأبدية مقابر غير موحشة، تحتوي على أجهزة الترفيه والتكييف.
- قبور تحترم البيئة، إذ الإضاءة ستتم عبر استغلال طاقة أعين النمل الأحمر، وهو متوفر.
- كما ستتم رسكلة الدود واستغلاله في تهييء نقانق لذيذة للاستهلاك المحلي وللتصدير.
- أعددنا لكم غيارات جديدة من قطن، لتبديل كفنكم الوحيد بعد تلف خيوطه الكتان.
- وقد خصصنا جوائز تحفيزية للقبور التي ستنتج أحسن فوسفاط مستخلص من عظام الموتى.
- نضمن لكم التواصل مع العالم الخارجي عبر التويتر والفيس بوك والسكايب.
أما التدخين فممنوع، لأن التدخين خطير ومسرطن لرئاتكم.
-احتراما لبنود الإعلان العالمي لحقوق الانسان نحرم التعذيب داخل مقابرنا.
ونضمن الراحة الشاملة لكم، لن يعكر صفو خاطركم أي سائل أومتسول متنكر في صورة ناكر ومنكر.
- ننظم رحلات سياحية إلى مقابر قدماء الموتى بمصر والصين والمكسيك.
- الأثمنة مناسبة والتسديد عبر بطاقات الإئتمان.
- الشركة تتبرع عليكم بلقاحات فعالة ضد ايبولا والسيدا والكوليرا والزكام وأنفلونزا الطيور.
(...)
بعد الإعلانات
ظهرت على الشاشة عبارة:
"عدنا
ووجدنا أنفسنا مع بقية فيلم "القيامة فاتت من هنا".
#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)
Abderrahim_Tourani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟