|
هل الغرب جاد في محاربة الارهاب ؟
انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان
الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 00:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
والان وقد استطاعت الولايات المتحدة الامريكية انشاء تحالف دولي ضد داعش يبقى العالم مشدوها ومنتظرا لنتائج هذه الحرب الجديدة على الارهاب لكن تساؤلات كبرى ترقى الى درجة الشكوك ما تزال تخيم على المتتبعين لهذه الحرب الجديدة على داعش هذا التنظيم الارهابي الذي على ما يبدو نما في احضان دول واجهزة امنية عالمية احتضنته في البداية من اجل اهداف اخرى ربما اليوم قد حققها او انقلب السحر على الساحر ، لايهم من تواطئ او صنع التنظيم الارهابي في العراق وسوريا وقبله من صنع التنظيمات الارهابية في العالم لمواجهة السوفيات في افغانستان او شجع الانقلابات العسكرية الاسلاموية في افريقيا لوقف المد الشيوعي والتحرري ولا يهم الان نقاش من شجع حركة الكونترا للانقلاب على الشرعيات الثورية في بعض دول امريكا الاتينية ، هدا نقاش يبدو محسوما ومآسيه نعيشها يوميا فالاسلام السياسي صناعة مخبرية قام بها الغرب الديموقراطي المتقدم من اجل الاستمرار في اذلالنا وتسهيل انبطاحنا وترسيم لحاجتنا الابدية له ، الداعشية والاسلام السياسي عموما لم يكن وليدة تربتنا لوحدها بل صحيح انه استنبت فيها ولكن باسمدة وسقي غربي ، الداعشية والاسلام السياسي عموما اخروا تقدمنا الحضاري والعلمي وفوتوا على شعوبنا فرصا للانطلاق نحو عالم متقدم وعادل، الغرب مطالب بتصحيح اخطائه السياسية القاتلة ضد شعوبنا وشعوب العالم كذلك واخطاء الغرب الاساسية هي التامر على حقوق شعوبنا في تقرير مصائرها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، الغرب شجع ومازال يشجع الديكتاتوريات في بلداننا ويتغاضى عن نهب ثروات شعوبنا ولايبالي باوضاعنا التعليمية والفكرية التي تعطي مبررات وجود للتنظيمات الاسلامية التي سرعان ما تتحول الى تنظيمات على الشكل الداعشي ، صدقوني العالم لايمكن ان يعيش في امن وسلام وطمانينة طالما انه مقسم بين فئتين متناقضتين عالم غربي متقدم يعيش حرية سياسية واقتصادية على قدر كبير من الاهمية والارتياح وفئة عريضة من شعوب العالم ترزح تحت نير الاستبداد والتخلف والرجعية بتشجيع واحتضان غريب ومفهوم في ان واحد من قبل انظمة غربية ديموقراطية وقد صدق المفكر الاقتصادي والسياسي الفرنسي جاك اتالي صاحب كتاب جدير بالقراءة والتمحيص وعنوانه: تاريخ موجز للمستقبل وقد خبرالرجل السياسة الدولية عندما كان مستشارا للرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران وخلص الى ان مايهدد العالم هوسلسلة من الممارسات البربرية والمعارك المخرّبة مستخدمة أسلحة ليست معروفة اليوم وبحيث تتواجه فيها الدول والمجموعات الدينية والكيانات الإرهابية والقراصنة من كل نوع»، وهذا ما يسميه أتالي ب«النزاع الكبير ولكن الانظمة الغربية الديموقراطية التي تعامل شعوبها بالاحترام والعدالة تجهل او تتجاهل حقيقة مرة ان العولمة اليوم قد وفرت للتنظيمات الارهابية التي انبتها الفقر والاستبداد فرصة استقطاب الضحايا حتى من عند الشعوب الغربية وهذا ما يفسر استطاعة الفكر الارهابي الداعشي استقطاب عدد كبير من الغربيين الى صفوفه وبالتالي اصبح الغرب الديموقراطي العلماني اليوم مستهدفا في عقر داره من طرف الارهاببين والقتلة بعدما اعتقد في العقود السابقة ان التنظيمات الارهابية التي صنع بعضها ومولها او التي شجعها ستقوم بعملياتها القذرة خارج المجال الجغرافي الغربي واذا بالغرب اليوم يتذوق اولى سياط الارهاب في عقر داره ورائحة الارهاب تنبعث من مطبخه الداخلي فيسرع في ما اسماه الصحفي عبد الباري عطوان الى استجداء تحالف المرعوبين لمواجهة الارهاب. في بلداننا حركات ليبرالية وديموقراطية وحقوقية مقموعة تسعى منذ عقود الى استنهاض الوعي التحرري الديموقراطي لدى شعوبنا لكنها مقصية في كل مناحي الحياة العامة صوتها خافت امام زمجرات واصوات الاستبداد والقمع وحملات التخوين والتنكيل ، في بلداننا حركة نسائية صاعدة ومناضلة لكنها مغلوبة على امرها تعاني من تحالف سدنة معابد الدين الارثدوكسي ورجال الدولة الذين يستغلون الدين لكبح جماح التحرر الوطني والديموقراطي للشعوب، في بلداننا حركة حقوقية ناشئة وحركة نقابية مستنيرة ولكنها تعاني من الدعم الغربي للاستبداد في اوطاننا تعاني من حملات التضييق والتشتيت والتمزيق هذه هي شعوبنا طموحة متطلعة لمستقبل افضل تريد ان تعيش وهي مشدوهة للنموذج الحضاري الغربي لكنها مغلوبة على امرها فرض عليها الاستكانة فرضا ومورست عليها كل اشكال الرجعية والربط مع التخلف في وصال عضوي حتى بات الناس في بلداننا يطلبون المستبد العادل بدلا من الظلم الجائر والفساد المنشور ، وهل هناك استبداد عادل ؟ في بلداننا شعب بات يقتنع بان الغرب يمارس علينا حربا حضارية بلغة المرحوم المهدي المنجرة وان الشعوب الغربية لايهمها مصائرنا ولا ديموقراطيتنا مادامت بلداننا توفر لهم العمالة الرخيصة والثروات بازهد الاثمان ، في بلداننا شعب فقير ومعدم وتعليمه متخلف واقتصاده منهوب ولكن حكامه ينعمون في الرخاء مستغلين صمت الانظمة الغربية على ممارساتهم مادموا يستطيعون التوقيع على اتفاقيات اقتصادية مذلة وعلى صفقات اسلحة لاطائلة من ورائها. الداعشية تعبير مسلح وعنيف عن بؤس السياسة الدولية وعن تناقضاتها ، فما الفرق بين داعش ونظام بشار الاسد او بين داعش ونظام عمر البشير واو داعش ونظام مالي لا فرق ابدا كلهم يمارسون القتل والتنكيل والنهب بكل حرية وبدون مسائلة . لمواجهة الداعشية لابد من اقرار الديموقراطية وحقوق الانسان في العالم واعطاء العالم الثالث فرصة التقدم والنمو في ظل انظمة ديموقراطية ماعدا ذلك لا نتيجة ترجى من مواجهة داعش و غيرها لان الدواعش انماط وانواع ومراحل عندما تنقضي الداعشية في هذه المرحلة فانتظروا يا سادة العالم تنظيمات ارهابية اخرى باشكال اجرامية اكثر تطورا لان شعوبنا المقموعة والمسحوقة اختارت خيار شمشون الذي هدم العالم على راسه وعلى راس الناس الاخرين ولكن المراهنة على الحركات الديموقراطية الجنينية في بلداننا وتشجيعها والدفاع عن حقوقها في التعبير والتنظيم من شانه ان يؤدي الى تجفيف منابع والمصادر الحقيقية للتطرف والارهاب ولكن موقف الغرب من الثورات المجتمعية التي عرفتها بلداننا واسراع الغرب الى التشكيك في هذه الثورات والانقلاب عليها يزيد من شكوكنا حول النوايا الحقيقية للغرب في حربه على التطرف والارهاب في العالم فهو يصر على القضاء على اعراض المرض دون التفكير على القضاء على الاسباب والمسببات. انغير بوبكر باحث في العلاقات الدولية [email protected] 2120661093037
#انغير_بوبكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الداعشية: فكر وتنظيم
-
الصراع المغربي الجزائري على ازواد
-
الانتخابات الاسرائيلية والانتخابات العربية ايهما افضل ؟
-
حكومة بنكيران: الشعب المغدور والاصلاح المهدور
-
دور جبهة البوليساريو في دعم الارهاب والتطرف في الشمال الافري
...
-
الربيع الامازيغي الذاكرة والمستقبل
-
لا اخوان مسلمين ولا حكم العسكر : الديموقراطية اولا الديموقرا
...
-
متى يتحرك المنتظم الدولي لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانس
...
-
متى يعود المغرب الى الاتحاد الافريقي او يخلق اطارا افريقيا ج
...
-
لا خوف على العلاقات الاستراتيجية المغربية الفرنسية
-
الانتخابات الرئاسية الجزائرية : نجاح بوتفليقة لعهدة رابعة اه
...
-
جميعا ما أجل اعلان المناضلة الامازيغية ابا يجو شخصية سنة 201
...
-
الاستاذ المهدي لوكس مربي الاجيال ومنجب اطر الدولة المغربية
-
لماذا احتضن المغرب امازيغ مالي وتجاهل قضية امازيغ الجزائر ؟
-
النظام الجزائري من الثورة الى الثروة
-
استجواب الاستاذ انغير بوبكر مع جريدة نبض المجتمع العدد الثان
...
-
الى النائب البرلماني المقرئ ابوزيد :إذا لم تستحي فقل ما شئت
...
-
استجواب صحفي مع انغير بوبكر جريدة صحيفة الناس ليوم الجمعة 27
...
-
استجواب الاستاذ انغير بوبكر مع جريدة حقائق مغربية عدد دجنبر
...
-
النخبة السياسية المغربية واليهودفوبيا .
المزيد.....
-
هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي ت
...
-
المغرب.. غزارة الأمطار تغرق شوارع طنجة
-
مأساة تزلج تتكرر بعد 63 عاماً، حادث طائرة واشنطن يعيد كابوس
...
-
عضلة أنسجة اصطناعية تنمو مع القلب.. حل علمي مبتكر قد يعالج ا
...
-
بيسكوف: -بريكس- لا تعتزم إصدار عملة موحدة بل منصات استثمارية
...
-
-ترامب لن يستسلم-.. تعليق إسرائيلي على الضغوط الأمريكية على
...
-
مشاهد قريبة وجديدة للحظة تصادم مروحية عسكرية بطائرة ركاب فوق
...
-
أمريكا تحذر لبنان: لا مكان لـ-حزب الله- في الحكومة الجديدة
-
باشينيان يقترح تعديل نص النشيد الوطني الأرمني ويحدد -القافية
...
-
تقنية حديثة تكشف أسرار مدينة مفقودة عمرها 600 عام مدفونة تحت
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|