حسام سلمان بركي
الحوار المتمدن-العدد: 4578 - 2014 / 9 / 18 - 10:26
المحور:
الادب والفن
خطيئة الصمت
اصرخ
قال وجهي الناضح من المرآة
اصرخ
ولا تكمل موسيقى الصمت الخانقة
كلما حملت أيامي على جلدي
كلما سحبت من تحتي ظلي
تحاصرني أفكار الصخب حولي
وترميني لأول سحابة عابرة
لن أكون ما تعودت أن أكون
سأكون ما حلمت أن أكون
لن أكون رملا ناشفا كجلد سيدة سبعينية
أو زهرا لا يحمل أرقام الحظ على جوانبه
لن أكون احتمالا لموسم غابر
أو فاكهة تنتظر ريحا غادرة
اصرخ
قال حلمي المكبوت في صدري
اصرخ
و لاترمي للريح احتمال الهروب
تربكني الأشياء حولي
كلما حاولت اقتاص قطن السحاب
لأرمي ظلي بالأبيض قليلا
يربكني صوت غناء ينضح من غياب
حول الذكريات رحيلا
وجدت وجهي مصادفة في صورة على الجدار
ابتسم واحتفل بالمجهول القادم
وجدت لوني باهتا في ورق الصورة
وأكثر شحوبا في المرآة
لم أكن أربي صمتي داخلي
كان من فرض علي شروط الغياب
كان من ساعد المكان على الاختناق
حلم لأول الحصاد
وتر لأول الغناء
وساعة للاحتفال بالشبق الموروث عن قصد
اركض ..
قالت لي الطرقات
اركض ..
إلى سرير الاحتمالات
ثمة أمل في آخر الردهة المظلمة
ثمة نغم يسري في كل الجهات
وأنا الممدد على سوسنة المواعيد
أرتب كلامي للقادم من بعيد
وأعيد ديباجة المجاملات
أنا الممهور برائحة البخور
وشكوى العطور
لم أجد يد تلامس جلدي الناشف
لم أجد لونا في حلمي المخطوف
كل الرمادي حولي
كل الظلال تحاصرني
ترتب روتينها على مقصلة الروح
اكتب ...
صوتك المخنوق على بياض يستفز صمتك
اكتب ...
صوت أنثى تستفز رجولتك
لم أكن يوما متمما غيري
كنت نفسي أو لا أحد
كنت متبلا بالمواسم العابرة للغد
ومكتنزا بأسباب الحياة
ثمرا لمراسم الانبعاث
ضوءا لحلم الفراشات
كنت قريبا من الصعود تارة
بعيدا عن الوصول تارة
كنت أن نفسي أو لا أحد
مبشرا باحتمال الياسمين على نوافذ العشاق
ومرتلا تعاويذ البلد
أرتكب الصمت قليلا
لأنجو من كلمات تشعل فتيلا
للصمت خطيئة
وانا عرابها بين الضجيج والعبث
أكتب ما لم أقله
أكتب أناي المرهقة من توالي الإنكسارات
لأستطيع النوم
أو الحلم
أنا المنهك من تفاصيل الحصار
عذرا من كلام لم يقال
عذرا من حلم لم يطرق باب المنام
عذرا من أغاني المكان
فأنا المرتكب الصمت عنوة
لم أجد حيزا بعد للكلام
#حسام_سلمان_بركي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟